كيف تتحكم فى أحلامك قبل النوم
وسط اضطرابات الحياة العملية ومشكلاتها، هناك كثير من التدابير النفسية والمعنوية التى تشكّل مساحة من التخفيف والتلطيف وتنمية الطاقة الإيجابية، والأحلام وما نشاهده مساء خلال ساعات النوم أحد أبرز هذه الأمور النفسية وأكثرها فائدة، إذ تمثّل مساحة للتذكر والاستدعاء والتفكير والترتيب والتنفيس الانفعالى، تخلصنا من مخاوفنا أحيانًا، وتقربنا من أحلامنا أحيانًا، وتجمعنا بمن لا نستطيع لقاءهم ممن نحبهم ونقدرهم فى أحايين أخرى، وأمام هذا الدور وهذه الأهمية نحتاج جميعًا إلى دعم الأحلام ومساعدتها لنا فى عبور مشكلاتنا ومتاعبنا، ولكن المشكلة فى هذا الأمر أننا لا نعرف كيف نتحكم فيما نراه فى الأحلام، وكيف نتجاوز الأحلام المزعجة او نقتنص الأحلام اللطيفة والمحببة لنا، فى هذه السطور نقتر بمن هذه المساحة المهمة ونستعرض معكم كيفية الاستعداد للنوم والأحلام الواعية وآلية التحكم فيما نراه فى أحلامنا.
التأمل قبل النوم يساعد على صفاء الذهنحاول الخلود إلى النوم وأنت صافى الذهن من الأفكار التى تشتّت تفكيرك، وركز على أن تنام، وستبدأ فى الأحلام من تلقاء نفسك، ولكن اهتم بقضاء وقت قصير قبل النوم فى التأمل، إذ إن هذا التأمل يساعدك على صفاء ذهنك من جميع الأمور السلبية التى تؤدى بك إلى التوتر، ولا تنم النوم الهادئ، وقرّر ما الذى تريد أن تحلم به، ارسم صورة للحياة المحيطة بك، واجعلها تشمل الأماكن والأصوات، وحاول وضع نفسك داخل المشهد وتحرّك داخله، وتنبّه للإحساس بأنك تتنفس وتتجوّل داخل مشهد الأحلام، حتى ولو لم تكن تحلم، فخاطب نفسك بأنك تحلم، واستمر فى هذا التصور حتى يذهب بك إلى النوم العميق.
اترك علامات للأحلام بجانب فراشكلا بدّ من ترك علامات للأحلام إلى جانب الفراش، وذلك بوضع صورة أو ورقة بيضاء بجوار فراشك قبل النوم، وخذ ما تريد أن تحلم به وتأمله قبل النوم، وهذا السلوك سيساعدك على الانتقال إلى الأحلام المخطّطة والتى تطمح فى تحقيقها، وإذا أردت الحلم بشخص فاجعل صورته قريبة منك، وباتباعك لهذا الأسلوب ستشاهد الأحلام التى تتعلق بهذه الأشياء التى قررت وخططت للحلم بها.
استعد للتحكم فى أحلامك قبل النومحدّث نفسك بأشياء مثل “الليلة عندما أحلم أريد أن أدرك أننى أحلم”، وكرّر هذا لنفسك عدة مرات، ولا بدّ من التركيز على تحقيق هذا الأمر، وهو ما سيساعدك على الدخول فى الحالة الذهنية التى تحتاجها لتدرك أنك تحلم، وإذا أردت التحكم فى أحلامك فعليك النوم فى غرفة بها أقصى درجة ممكنة من الظلام، فالنوم فى الظلام يحافظ على مستوى هرمون الميلاتونين مرتفعًا فى الجسم، وهو ما يحفز الأحلام ويدعم القدرة على تذكرها واستعادتها.
جرب أسلوب الأحلام الواعيةمن الخطوات العملية الفعالة أن تُجرّب أسلوب الأحلام الواعية التى تثيرها الذاكرة، والذى ابتكره ستيفن لابيرج، من جامعة ستانفورد، ويُعدّ هذا الأسلوب واحدًا من الأساليب الفعالة فى استثارة الأحلام الواضحة، وما عليك فعله هو:
1- عندما تذهب إلى الفراش وقت النوم اهتم بتذكير نفسك بأن تتذكّر أحلامك.
2- ركّز على إدراك وقت الحلم وتذكّر دائمًا أن هذا حلم.
3- تخيّل ما تريد فعله فى أثناء الحلم، مثل الطيران.
لا بدّ من تكرار الخطوتين 3 و4، فيما يخص إدراك أنك تحلم وإعادة الدخول فى الحلم حتى تنام فعلًا، مع الاستمرار فى استخدام هذا الأسلوب، وهو السلوك الذى سيجعلك قادرًا مع الوقت والتكرار على رؤية الأحلام الواعية.
التخلص من الكوابيس
محاولة التخلص من الكوابيس عن طريق تصور نهاية مختلفة للكابوس قد تكون خطوة عملية وأمرًا ممكنًا، فمثلا فى حالة الحلم الدائم بوجود شخص يخيفك فى المنزل، فإذا تخيّلت نفسك تطرده من المنزل، أو تخيّلت أنه غادر المنزل بمفرده، بغض النظر عن الحلم نفسه، فمحاولة تخيل نهاية للكابوس بانتصارك وانتهاء الكابوس تقضى عليه، وعليك ترديد هذه النهاية بصوت عالٍ، حتى تتمكن من إعادة برمجة الطريقة التى يتعامل بها عقلك مع الحلم.