س14) من كان عليه قضاء صيام من شهررمضان أو من كانت عليها قضاء من شهر رمضان ثم أراد أن يصوم تطوعاً أو يصوم يومعاشوراء، أي: يصوم يومي 10، 11 بنية أنهما قضاء وليس صيام يوم عاشوراء فما هوالحكم؟ وهل يجوز صيام يوم عاشوراء لمن كان عليه صيام من شهر رمضان؟ وهل يجوز لمنكان عليه قضاء صيام أيام من رمضان أن يصوم يوم عاشوراء ويوم قبله أو بعده بنيةالقضاء؟
الجواب :
الحمد لله
لا يصوم تطوعاً وعليه قضاءصيام يوم أو أيام من رمضان، بل يبدأ بقضاء صيام ما عليه من رمضان ثم يصوم تطوعاً.
ثانياً: إذا صام اليوم العاشر والحادي عشر من شهر محرم بنية قضاء ماعليه منالأيام التي أفطرها من شهر رمضان جاز ذلك، وكان قضاء عن يومين مما عليه؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - ?: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنةالدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ) السؤال رقم (6774)
س15) سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: إذا اجتمع قضاء واجب ومستحب وافق وقت مستحب فهل يجوز للإنسان أن يفعل ا لمستحب ويجعل قضاء الواجب فيما بعد أو يبدأ بالواجب أو لا مثال: يوم عاشوراءوافق قضاء من رمضان؟
فأجاب فضيلته بقوله: بالنسبة للصيام الفريضة والنافلة لا شك أنه من المشروع والمعقول أن يبدأ بالفريضة قبل النافلة، لأنالفريضة دين واجب عليه، والنافلة تطوع إن تيسرت وإلا فلا حرج، وعلى هذا فنقول لمن عليه قضاء من رمضان: اقض ما عليك قبل أن تتطوع، فإن تطوع قبل أن يقضي ما عليهفالصحيح أن صيامه التطوع صحيح مادام في الوقت سعة، لأن قضاء رمضان يمتد إلى أن يكونبين الرجل وبين رمضان الثاني مقدار ما عليه، فمادام الأمر موسعاً فالنفل جائز،كصلاة الفريضة مثلاً إذا صلى الإنسان تطوعاً قبل الفريضة مع سعة الوقت كان جائزاً،فمن صام يوم عرفة، أو يوم عاشوراء وعليه قضاء من رمضان فصيامه صحيح، لكن لو نوى أنيصوم هذا اليوم عن قضاء رمضان حصل له الأجران: أجر يوم عرفة، وأجر يوم عاشوراء معأجر القضاء، هذا بالنسبة لصوم التطوع المطلق الذي لا يرتبط برمضان، أما صيام ستةأيام من شوال فإنها مرتبطة برمضان ولا تكون إلا بعد قضائه، فلو صامها قبل القضاء لميحصل على أجرها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه بست منشوال فكأنما صام الدهر" ومعلوم أن من عليه قضاء فإنه لا يعد صائماً رمضان حتىيكمل القضاء، وهذه مسألة يظن بعض الناس أنه إذا خاف خروج شوال قبل صوم الست فإنهيصومها ولو بقي عليه القضاء، وهذا غلط فإن هذه الستة لا تصام إلا إذا أكمل الإنسانما عليه من رمضان.
(المجلد 20 - من فتاوي الشيخ بن عثيمين رحمه الله)
س16) سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: هل يجوز صيام يوم عاشوراء وحده من غير أن يصام يوم قبله أو بعده، لأنني قرأت في إحدى المجلات فتوى مفادها أنه يجوز ذلك لأن الكراهة قد زالت حيث اليهود لايصومونه الان؟
فأجاب فضيلته بقوله: كراهة إفراد يوم عاشوراءبالصوم ليست أمراً متفقاًعليه بين أهل العلم، فإن منهم من يرى عدم كراهة إفراده،ولكن الأفضل أن يصام يوم قبله أو يوم بعده، والتاسع أفضل من الحادي عشر، أي منالأفضل أن يصوم يوماً قبله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لئن بقيت إلى قابللأصومن التاسع" يعني مع العاشر.، وقد ذكر بعض أهل العلم أن صيام عاشوراء له ثلاث حالات:
الحال الأولى: أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده.
الحال الثانية: أن يفرده بالصوم.
الحال الثالثة: أن يصوم يوماً قبله ويوماً بعده.
وذكروا أن الأكمل أن يصوم يوماً قبله ويوماً بعده، ثم أن يصوم التاسع والعاشر، ثم أن يصوم العاشر والحادي عشر، ثم أن يفرده بالصوم. والذييظهر أن إفراده بالصوم ليس بمكروه، لكن الأفضل أن يضم إليه يوماً قبله أو يوماًبعده.
(المجلد 20 - فتوى رقم 893 - من فتاوي الشيخ بن عثيمين رحمه الله)
س17) سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: من أتى عليها عاشوراء وهي حائض هل تقضي صيامه؟ وهل من قاعدة لما يقضى من النوافل وما لا يقضى جزاك الله خيراً؟
فأجاب فضيلته بقوله:النوافل نوعان: نوع له سبب، ونوع لا سبب له. فالذي له سبب يفوت بفوات السبب ولايُقضى، مثال ذلك: تحية المسجد، لو جاء الرجل وجلس ثم طال جلوسه ثم أراد أن يأتيبتحية المسجد، لم تكن تحية للمسجد، لأنها صلاة ذات سبب، مربوطة بسبب، فإذا فات فاتت المشروعية، ومثل ذلك فيما يظهر يوم عرفة ويوم عاشوراء، فإذا أخر الإنسان صوم يومعرفة ويوم عاشوراء بلا عذر فلا شك أنه لا يقضي، ولا ينتفع به لو قضاه، أي لا ينتفعبه على أنه يوم عرفة ويوم عاشوراء.
وأما إذا مر على الإنسان وهو معذوركالمرأة الحائض والنفساء أو المريض، فالظاهر أيضاً أنه لا يقضي، لأن هذا خص بيوم معين يفوت حكمه بفوات هذا اليوم.
(المجلد 20 - فتوى رقم 993 - من فتاوي الشيخ بن عثيمين رحمه الله)
س18) هل يُصام عاشوراء ولو كان السبت أو جمعة ؟
ورد النهي عن إفراد الجمعة بالصوم، والنهي عن صوم يومالسبت إلا في فريضة ولكن تزول الكراهة إذا صامهما بضم يوم إلى كل منهما أو إذا وافقعادة مشروعة كصوم يوم وإفطار يوم أو نذراً أو قضاءً أو صوماً طلبه الشارع كعرفةوعاشوراء .. ( تحفة المحتاج ج3 باب صوم التطوع – مشكل الآثار ج2 باب صوم يوم السبت) .
وقال البهوتي رحمه الله : ويكره تعمد إفراد يوم السبت بصوم لحديث عبدالله بن بشر عن أخته : " لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم " [ رواه أحمدبإسناد جيد والحاكم وقال : على شرط البخاري ] ولأنه يوم تعظمه اليهود ففي إفرادهتشبه بهم .. ( إلا أن يوافق ) يوم الجمعة أو السبت (عادة ) كأن وافق يوم عرفة أويوم عاشوراء وكان عادته صومهما فلا كراهة؛ لأن العادة لها تأثير في ذلك ( كشافالقناع ج2 باب صوم التطوع) .
(للشيخ محمد صالح المُنجد ( حفظه الله ))
من بدع عاشوراء
ذبحالذبائح عند أضرحة الأولياء شرك وفاعله ملعون
س19) هناك أضرحة للأولياء تذبح فيها كل سنة في عاشوراء أكثر من 40 غنم وغنمة تقريباوأكثر من 10 أبقار تقريبا. يجتمع فيها بعض المسلمين المخرفين يقرءون القرآن باسم الدعاء للأموات ثم يأكلون هذه الذبائح, المطلوب من سماحتكم أن تفتونا في هذه المشكلة مع الدليل.
ج 2: أولا: ما ذكرت من ذبح الذبائح عندأضرحة الأولياء شرك وفاعله ملعون; لأنه ذبح لغير الله, وقد ثبت عن النبي صلىالله عليه وسلم أنه قال: لعن الله من ذبح لغير الله وعلى هذا لا يجوز الأكل منالغنم والأبقار التي ذبحت عند قبور الأولياء.
ثانيا: قراءة القرآن على الأموات بدعة محدثة, وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أحدث فيأمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته.
المجلد الأول : اللجنةالدائمة.( س 2 و3 ) - فتوى رقم (6208)
س20) سُئل شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله:
عمّا يفعله النّاس في يوم عاشوراء من الكحل، والاغتسال،والحنَّاء والمُصافحةِ، وطبخ الحبوب وإظهار السرور، وغير ذلك .. هل لذلك أصلٌ أملا؟
الجوابُ : الحمد لله رب العالمين، لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عنالنبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، ولا استحبَّ ذلك أحدٌ من أئمة المسلمين لاالأئمة الأربعة ولا غيرهم، ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئاً، لا عن النبيصلى الله عليه وسلم ولا الصّحابة، ولا التابعين، لا صحيحاً ولا ضعيفاً، ولكن روىبعض المتأخرين في ذلك أحاديث مثل ما رووا أن من اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد من ذلكالعام، ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام، وأمثال ذلك .. ورووا في حديثموضوع مكذوبٍ على النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنَّهُ من وسَّع على أهله يومعاشوراء وسَّع الله عليه سائر السنّة). ورواية هذا كله عن النبي صلى الله عليه وسلمكذب .
ثم ذكر رحمه الله ملخصاً لما مرّ بأول هذه الأمة من الفتن والأحداثومقتل الحسين رضي الله عنه وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك فقال :
فصارت طائفةجاهلة ظالمة : إما ملحدة منافقة، وإما ضالة غاوية، تظهر موالاته وموالاة أهل بيته،تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، وتظهر فيه شعار الجاهليّة من لطم الخدود،وشق الجيوب، والتَّعزي بعزاء الجاهلية .. وإنشاد قصائد الحزن، ورواية الأخبار التيفيها كذب كثير، والصّدق فيها ليس فيه إلاّ تجديد الحزن، والتعصب، وإثارة الشحناءوالحرب، وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام، والتّوسل بذلك إلى سبِّ السَّابقينالأولين.. وشرُّ هؤلاء وضررهم على أهل الإسلام لا يحصيه الرّجل الفصيح في الكلام. فعارض هؤلاء قوم إمّا من النّواصب المتعصّبين على الحسين وأهل بيته، وإما منالجُهّال الّذين قابلوا الفاسد بالفاسد، والكذب بالكذب، والشَّرَّ بالشَّرِّ،والبدعة بالبدعة، فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء كالاكتحالوالاختضاب، وتوسيع النفقات على العيال، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة، ونحو ذلكمما يفعل في الأعياد والمواسم، فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسماً كمواسمالأعياد والأفراح، وأولئك يتخذونه مأتماً يقيمون فيه الأحزان والأفراح، وكلاالطائفتين مخطئة خارجة عن السنة .. ( الفتاوى الكبرى لابن تيمية ).
وذكرابن الحاج رحمه الله من بدع عاشوراء تعمد إخراج الزكاة فيه تأخيراً أو تقديماً،وتخصيصه بذبح الدجاج واستعمال الحنّاء للنساء :
( المدخل ج1 يوم عاشوراء )
نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم، وأن يحيينا على الإسلامويميتنا على الإيمان، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى. ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكرهوحسن عبادته، وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آلهوصحبه أجمعين .
# عدم الاغترار بثواب الصيام
يغتر بعض المغرورين بالاعتماد على مثل صوم يوم عاشوراء أو يوم عرفة،حتى يقول بعضهم : صوم يوم عاشوراء يكفّر ذنوب العام كلها، ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر . قال ابن القيم : لم يدرِ هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجلمن صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء، وهي إنما تكفّر ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر،فرمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة لا يقويان على تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها، فيقوى مجموع الأمرين على تكفير الصغائر . ومن المغرورين من يظنأن طاعاته أكثر من معاصيه، لأنه لا يحاسب نفسه على سيئاته، ولا يتفقد ذنوبه، وإذاعمل طاعة حفظها واعتد بها، كالذي يستغفر الله بلسانه أو يسبح الله في اليوم مائةمرّة، ثم يغتاب المسلمين ويمزق أعراضهم، ويتكلم بما لا يرضاه الله طول نهاره، فهذاأبداً يتأمّل في فضائل التسبيحات والتهليلات ولا يلتفت إلى ما ورد من عقوبةالمغتابين والكذّابين والنمّامين، إلى غير ذلك من آفات اللّسان، وذلك محض غرور . ( الموسوعة الفقهية ج31، غرور )
( للشيخ محمد صالح المُنجد ( حفظه الله ))
والله اعلم -تم بفضل الله -بجمع وترتيب ما يسّره اللهعلينا عن يوم عاشوراء من مصادر مُتنوعة ذكرتها بعد كل فتوى .
والدال علىالخير كفاعله .. وجزاكم الله خيراً