جاء في قرآن المسلمين، وفي أحاديث نبي الإسلام، أسماءٌ وصفاتٌ كثيرة لله. ويحرص الإنسان المسلم أن يعرف ويحفظ أسماء وصفات الله، لأنها تساعده على فهم الله الذي يؤمن به. أي أن أسماء وصفات الله في القرآن والسنة هي المصدر الأساسي والرئيسي الذي يستخدمه المسلم في بناء عقيدته وتكوين فكرة عن حقيقة الله. فعندما يفكر المسلم في الله، فإنه يفكر به من خلال أسمائه بشكل رئيسي، وكذلك من خلال صفاته، وبعد ذلك قد يفكر بالله من خلال أعماله.
ورد في القرآن أقوال عن أعمال الله، كما نقرأ في سورة العنكبوت 20:29 ** قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم اللهُ ينشئ النشأَة الآخرة إن الله على كل شيءٍ قدير ** . وفي سورة الجاثية 3:45-6، وخصوصاً الآية الثالثة: ** إنَّ في السماوات والأرضٍ لآياتٍ للمؤمنين ** . ومع أن هذه النصوص لا تدعو مباشرةً إلى التفكير بأعمال الله، إلا أنها تحث على أخذ العبرة من الخليقة. وبذلك تبقى أسماء الله الحسنى هي المصدر الرئيسي لمعرفة الله عند المسلمين.
أسماء الله في القرآن:ـ عندما نطالع قرآن المسلمين، نجدْه يعلن أن لله اسماً، وأن على الإنسان المسلم أن يذكر هذا الاسم في صلاته وعبادته، وعليه أن يسبح هذا الاسم، وأن لا يأكل شيئاً إلا بعد ذكر اسم الله. ففي 24 آية صريحة يشير القرآن إلى اسم الله، ويستخدم كلمة اسم بصيغة المفرد، ويُفهم من هذه النصوص إن لله اسما واحداً، ومن الأمثلة على ذلك:ـ
لأنعام 121:6 ** ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه **
الرحمان 78:55 ** تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام **
الإنسان 25:76 ** وأذكر اسم ربك بكرة وأصيلاً **
الأعلى 1:87 ** سبح اسم ربك الأعلى **
ونلاحظ في هذه الآيات عدم التصريح باسم الله الذي على المسلم ذكره وتسبيحه وتناول الطعام بعد نَطْقِهِ
إلى جانب هذه الآيات، نقرأ في أربعة آيات في القرآن أن الله له الأسماء الحسنى، أي أن له أكثر من اسم واحد، ونلاحظ في ثلاثٍ من هذه الآيات عدم ذكر أي اسم من هذه الأسماء، أمّا الآية الرابعة فيسبقها عدد من أسماء الله، وهذه الآيات هي:ـ
إلى جانب هذه الآيات، نقرأ في أربعة آيات في القرآن أن الله له الأسماء الحسنى، أي أن له أكثر من اسم واحد، ونلاحظ في ثلاثٍ من هذه الآيات عدم ذكر أي اسم من هذه الأسماء، أمّا الآية الرابعة فيسبقها عدد من أسماء الله، وهذه الآيات هي:ـ
سورة الأعراف 180:7 ** ولله الأسماءُ الحسنى فأدعوهُ بها **
سورة الإسراء 110:17 ** قُل ادعوا الله أو أدعو الرحمان أياً ما تدعو فله الأسماء الحُسنى **
سورة طه 8:20 ** الله لا إله إلاّ هو له الأسماءُ الحسنى **
سورة الحشر 22:59-24 ** هو الله الذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشّهادةِ هو الرحمان الرحيم. هو الله الذي لا إله إلاّ هو الملك القدوس السلامُ المؤمنُ المهيمنُ العزيزُ الجبارُ المتكبرُ سبحان الله عما يشركون. هو الله الخالقُ البارئ المصوّر له الأسماءُ الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيزُ الحكيم ** .
بعد قراءة هذه الآيات القرآنية التي تتحدث عن وجود أسماء الله الحُسنى، يجدر بنا الانتباه إلى ثلاثة حقائق بارزه:ـ
يطلب القرآن من المسلمين أن يدعوا الله بالأسماء الحسنى، ولكنه لا يقدم للقارئ أية قائمة واضحة ومحددة أو كاملة بهذه الأسماء.
لا يذكر القرآن عدد هذه الأسماء أبداً، وبهذا يحتاج الباحث إلى اللجوء إلى أقوال نبي الإسلام وآراء المفسرين ليعرف عدد هذه الأسماء بالضبط.
إن أسماء الله المذكورة في سورة الحشر هي في الواقع صفات ونعوت وأسماء أفعال أكثر مما هي أسماء علم، فكلمة ** خالق ** على سبيل المثال هي على وزن فاعل، فهي اسم فاعل تخبرنا أن الله هو الخالق، أي أنها ليست اسم علم. ويؤكد الشيخ محمود جوده على هذه الحقيقة حيث كتب قائلاً: ** أسماء الله تبارك وتعالى عبارة عن أعلام له، أي أن كل اسم منها يدلُّ على الذات الإلهية …وهي في نفس الوقت صفات لله عز وجل، فهو متصف بها دائماً ** .
ويتحدث سيد قطب في كتابه ** في ظلال القرآن ** عن أسماء الله الحسنى باعتبارها صفات الله، بل أنه عندما يفسر بعض هذه الأسماء لا يذكر كلمة اسم، بل صفة، كما ورد في تفسيره لكلمات المهيمن والعزيز والجبار والمتكبر.