سورة الْرَّعْدُ سبب نزولها وفضلها
سبب التسمية :سُميت " سورة الرعد "لتلك الظاهرة الكونية العجيبة التي تتجلى
فيها قدرة الله وسلطانه فالماء جعله الله سبب الحياة و أنزله بقدرته
من السحاب والسحاب جمع الله فيه بين الرحمة والعذاب فهو يحمل المطر
ويحمل الصواعق وفي الماء الإحياء وفي الصواعق الإفناء وجمع النقيضين
من العجائب كما قال القائل جمع النقيضين من أسرار قدرته هذا السحاب
به ماء و به نار فما أَجَلّ وأعظم قدرة الله .
التعريف بالسورة :1) مدنية .
2) من المثاني .
3) عدد آياتها .43 آية .
4)ترتيبها الثالثة عشرة .
5 )نزلت بعد سورة " محمد ".
6) تبدأ بحروف مقطعة " المر " ،ا لسورة بها سجدة في الآية 15 ،
الجزء " 13 " .
7)الحزب " 25 ، 26 " ، الربع " 3،4،5،6 " .
محور مواضيع السورة : سورة الرعد من السور المدنية التي تتناول المقاصد الأساسية للسور
المدنية من تقرير الوحدانية والرسالة والبعث والجزاء ودفع الشُبَهِ التي
يثيرها المشركون .
سبب نزول السورة :عن أنس بن مالك أن رسول الله فأخبره وقال : وقد أخبرتك أنه أعتى
من ذلك فقال لي: كذا وكذا فقال : ارجع إليه الثانية فادعه فرجع إليه
فعاد عليه مثل ذلك الكلام فرجع إلى النبي فأخبره فقال: ارجع إليه
الثالثة فأعاد عليه ذلك الكلام فبينا هو يكلمني إذ بعثت إليه سحابة حيال
رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه فأنزل الله
تعالى (وَيُرْسِلُ الصَوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ
وَهُوَ شَدِيدُ المِحَال) وقال ابن عباس في رواية أبي صالح وابن جريج
وابن زيد : نزلت هذه الآية والتي قبلها في عامر بن الطفيل واربد بن
ربيعة وذلك أنهما أقبلا يريدان رسول الله فقال رجل من اصحابه : يا رسول
الله هذا عامر بن الطفيل قد أقبل نحوك فقال : دعه فإن يرد الله به خيرا بهذه ،
فأقبل حتى قام عليه فقال : يا محمد مالي إن أسلمت قال : لك ما للمسلمين
وعليك ما عليهم قال: تجعل لي الأمر بعدك ،قال: لا ليس ذلك أي إنما ذلك إلى
الله يجعله حيث يشاء ،قال :فتجعلني على الوبر وأنت على المدر ،قال: لا ،
قال : فماذا تجعل لي ؟ قال: أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها ،قال :أو ليس
ذلك إلى اليوم ؟وكان أوصى أربد بن ربيعة إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه
واضربه بالسيف فجعل يخاصم رسول الله ويراجعه فدار أربد خلف النبي فاخترط
من سيفه شبرا ثم حبسه الله تعالى فلم يقدر على سله وجعل عامر يومئ اليه فالتفت
رسول الله فرأى أربد وما يصنع بسيفه فقال اللهم اكفنيهما بما شئت فارسل الله
تعالى على أربد صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته وولى عامر هاربا وقال
يا محمد دعوت ربك فقتل أربد والله لأملانَّها عليك خيلا جردا وفتيانا مردا فقال
رسول الله :يمنعك الله تعالى من ذلك وابنا قيلة يريد الأوس والخزرج فنزل عامر
بيت امرأة سلولية فلما أصبح ضم عليه سلاحه فخرج وهو يقول واللات لئن أسحر
محمد إلى وصاحبه يعني ملك الموت لانفذتهما برمحي فلما رأى الله تعالى منه
أرسل ملكا فلطمه بجناحيه فادراه في التراب وخرجت على ركبته غدة في الوقت
كغدة البعير فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول : غدة كغدة البعير وموت في بيت
السلولية ثم مات على ظهر فرسه وأنزل الله تعالى فيه هذه القصة سَوَاءً مِنْكُمْ مَنْ
أَسَرَّ القَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ حَتَّى بَلَغَ وَمَا دُعَاءُ الكَافِرينَ إلا فِي ضلاَلٍ) .
2) قال أهل التفسير نزلت في صلح الحديبية حين أرادوا كتاب الصلح فقال رسول
الله :اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل بن عمرو والمشركون : ما نعرف
الرحمن إلا صاحب اليمامة يعنون مسيلمة الكذاب اكتب باسمك اللهم وهكذا كانت
الجاهلية يكتبون فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية وقال ابن عباس في رواية
الضحاك : نزلت في كفار قريش حين قال لهم النبي اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالوا وَمَا
الرَّحْمَنُ أنَسْجُدُ لِمَا تَأمُرُنَا )الآية فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال قل لهم الرحمن
الذي أنكرتم معرفته هو ربي لا إله إلا هو .
3) عن عبد الله بن عطاء عن جدته أم عطاء مولاة الزبير قال سمعت الزبير بن
العوام يقول قالت قريش للنبي تزعم أنك نبي يوحي إليك وأن سليمان سخر
له الريح وأن موسى سخر له البحر وأن عيسى كان يحيي الموتى فادع الله
تعالى ان يسير عنا هذه الجبال ويفجر لنا الأرض أنهارا فنتخذها محارث ومزارع
نأكل وإلا فادع أن يحيي لنا موتانا فنكلمهم ويكلمونا وإلا فادع الله تعالى أن
يصير هذه الصخرة التي تحتك ذهبا فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف
فإنك تزعم إنك كهيئتهم فبينا نحن حوله إذا نزل عليه الوحي فلما سري عنه قال :
والذي نفسي بيده لقد أعطاني ما سألتم ولو شئت لكان ولكنه خيّرني بين أن تدخلوا
في باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب
الرحمة فاخترت باب الرحمة وأخبرني إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم إنه معذبكم عذابا لا يعذبه
أحد من العالمين فنزلت( وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كَذَّبَ بِهَا الأولون )ونزلت
(وَلَو أَنْ قُرْأنًا سُيَّرتْ بِهِ الجِبالُ )الآية .