صلة الرحم فى الإسلام
الإسلام أولى لها عناية كبيرة لبناء مجتمع إسلامي متماسك وقوي تسوده روح المحبة
حذر الله من العواقب الوخيمة لقطع الأرحام في الدنيا وفي الآخرة
من بركات صلة الرحم التوسعة فى الرزق وحسن الخاتمة
أزهرى:
صلة الرحم تعتبر من كمال إيمان المسلم
عمارة:
الزكاة للقريب أولى بشرط أن يكون من أهل الاستحقاق
أَوْلى الإسلام عناية كبيرة لبناء مجتمع إسلامي متماسك وقوي، تسوده روح المحبة والرحمة والتكافل بين كافة أفراده ومكوناته، وذلك من خلال دعوته إلى التمسك بصلة الأرحام، والتي تعتبر من أفضل القربات إلى الله، ومن أعجل الخير والثواب في الدنيا وفي الآخرة، ولقد جاءت العديد من آيات القرآن الكريم تحث على صلة القربى، وتدعو إلى التمسك بها، وتنهى عن قطعها، ومن ذلك ما ورد في سورة الأنفال حيث يقول الله تعالى: {وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} وفي سورة النحل: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
كما حذر الله سبحانه وتعالى من العواقب الوخيمة لقطع الأرحام في الدنيا وفي الآخرة، حيث يقول في {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}.
وإن من بركات صلة الرحم أن الله سبحانه يوسع لواصل رحمه في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه، ولا ينبغي على المسلم أن يقوم باتباع مبدأ المعاملة بالمثل، وألا يقابل السيئة بالسيئة، فالمعنى الحقيقي لصلة الأرحام أن يصل من قطعه، ولا يقصرها على من يصله فقط، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها".
ويبقى الحديث النبوي الشريف "لا يدخل الجنة قاطع رحم" بمثابة الحافز والدافع القوي لجميع المسلمين لتكثيف التواصل الأسري والاجتماعي بين أفراد العائلة والأقارب، في الأيام العادية كما في الأعياد والمناسبات الخاصة، فالتزاور يدخل – عادة – الفرح والسعادة والسرور على القلوب، ويخفف من وطأة الشدائد والمحن.
من جانبه قال الشيخ أحمد الصباغ، من علماء الأزهر، إن صلة الرحم لها درجات من ناحية الحقوق الواجبة على المسلم إتجاه أقاربة، مضيفا أن أولى الناس بالحقوق على المسلم من أقاربة هم الأقرب فالأقرب أى الأب وإن علا كالجد ونحوه، والإبن وإن نزل كالحفيد وما شابه.
وأضاف «الصباغ» فى تصريح له، أن صلة الرحم تعتبر من كمال إيمان المسلم التى حثنا رسول الله على صلتها، مستشهدا بحديث سيدنا النبى – صلى الله عليه وسلم-: « وَمَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ والْيوم الآخِر فَلْيصلْ رَحِمَهُ».
وقالت الدكتورة نادية عمارة، أستاذة التفسير بجامعة الأزهر، إن الأصل في الزكاة أنها تخرج للفقراء والمساكين، مشيرة إلى أنها إن كانت للقريب فهو أولى بشرط أن يكون من أهل الاستحقاق.
وأضافت "عمارة" إن "آيات القرآن الكريم تشير إلى أولي القربى، إشارة الى الأقرباء وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم فإن الصدقة على القريب لها أجران، الأول إخراج الزكاة الواجبة على الإنسان، وثانيا صلة الرحم، بشرط أن يكون في حاجة إلى هذه المساعدة ولا يجوز إعطاؤه الزكاة ليشتري بعض وسائل الترفيه أو الرفاهية الزائدة عن الاحتياجات الأساسية.