النيوزيما
سبب هذا المرض مشاكل كثيرة للنحالين منذ سنوات عديدة مضت, ويسبب هذا المرض كائن وحيد الخلية لا يرى إلا بالميكروسكوب ويهاجم الميكروب خلايا المعدة الوسطى ويدمره, والنتيجة هى تحطيم الغشاء المحيط بالمعدة من الداخل مما يؤثر على تغذية النحلة.
الوضع التقسيمى:
يتبع الميكروب المسبب للنوزيما قبيلة Microspora والتى تتبع تحت مملكة الأولياتSubkingdom Protozoa، والاسم العلمى للمسبب المرضى هو Nosema apis.
التوزيع والانتشار:
مرض النيوزيما فى نحل العسل قد وجد فى أى مكان يمكن البحث فيه عن المرض, ويبدو أن المرض يتواجد بمستويات منخفضة فى كل الأوقات ولكن تظهر المشكلة فقط عندما تكون الظروف ملائمة لنمو النيوزيما, هذا ولم يسجل النحالون أى مشكلة من النيوزيما وخاصة فى الولايات الجنوبية الأمريكية, وفى هذه المناطق لا تتم المعالجة ضد هذا المرض.
وفى الحالات الشديدة فإن الطوائف تهلك من تأثير الإصابة بالنوزيما, وينتشر هذا المرض فى المناطق المعتدلة الرطبة.
دورة الحياة:
إن النحل الذى يخرج حديثاً من العيون السداسية دائماً ما يكون خال من الإصابة بالنوزيما, ويوجد اعتقاد بأنه يصبح حساس فى الحال للإصابة ويحتاج فقط للتغذية على ماء ملوث أو عسل ملوث ليلتقط جراثيم المرض, وعندما تصل الجراثيم إلى القناة الهضمية الوسطى فإنها تقذف خارجها بخيط ينبثق منها كنتوء يتحصن مع جدار القناة الهضمية الوسطى حيث يخترق هذا الخيط الغشاء المبطن للمعدة, ثم يخترق الخلية الحية لجدار القناة الهضمية ثم يتم دخول الميكروب خلال ذلك إلى الخلية الحية, بعد ذلك ينمو ويتطور الطفيل داخل الخلية, وتحت درجات الحرارة العادية فإنه يتم تكوين جراثيم جديدة بعد حوالى 5 أيام.
ويعتقد أن درجات الحرارة الأعلى (والتى عادة ما تكون هى درجة الحرارة العالية لتربية الحضنة) تبطئ من نمو الميكروب فى حين أن درجات الحرارة المنخفضة تشجع من نمو الميكروب, وعند تمام تكوين الجراثيم فإن خلايا جدار القناه الهضمية تنفجر وتطلق دفعات من الجراثيم والتى قد تهاجم خلايا أخرى أو قد تمر للخارج مع المواد البرازية. وقد ثبت من الدراسات على ميكروب النوزيما أنه ينمو فقط فى القناه الهضمية للنحلة حيث يصيب الشغالات والذكور والملكات. والطور الخضري لطفيل النوزيما غير ضار ولكن يأتي الضرر أصلاً من الجراثيم القادرة على العدوى.
مظاهر الاصابة:
أولاً: التشخيص المبدئي للإصابة:
1- الطوائف المصابة بشدة تبدو عليها مظاهر الإعياء حيث يشاهد النحل وهو فى حالة ارتجاف والطائفة فى حالة قلق, كما أنه يشاهد النحل وهو يزحف على قاعدة الخلية وقرب المدخل وعلى الأرض أمام الخلية مجرجراً أرجله مشابها فى ذلك أعراض الشلل.
2- انتفاخ بطن النحلة.
3- فقد الحشرة مقدرتها على الطيران أو قد تطير لمسافة قصيرة.
4- تكون أجنحة الشغالات غير مرتبطة مع بعضها بآلة شبك الأجنحة أثناء الطيران متخذة زوايا مختلفة بالنسبة للجسم ولا تنثني فى وضعها الطبيعي فوق البطن.
5- قد يفقد النحل بعضاً من شعراته.
6- قد توجد علامات للإصابة بالدوسنتاريا حيث يشاهد البراز على الأقراص, وعلى قاعدة الخلية وكذلك على الجدران الخارجية للخلية ( كما يشاهد فى الصورة التالية), أما تحت الظروف العادية فإن نحل العسل قد لا يتبرز داخل الخلية أو عند مدخلها.
مرض تكيس الحضنة
يعتبر مرض تكيس الحضنة هو أشهر وأهم مرض فيروسى يصيب نحل العسل, ومن السهل تشخيص هذا المرض حيث أن:
1- الرأس فى اليرقة المصابة تكون داكنة اللون.
2- ترقد اليرقة المصابة مسطحة على ظهرها وممتدة فى العين السداسية حيث تكون رأسها مرفوعة قليلاً لأعلى كما هو واضح فى هذه الصورة:
3- فى العادة لا يغطى النحل العيون السداسية التى تحتوى يرقات مصابة أو ميتة.
4- اليرقة التى ماتت من تأثير الإصابة بفيروس تكيس الحضنة تأخذ أولاً اللون الأبيض الباهت ثم تتحول إلى اللون الأصفر ثم فى النهاية يتحول لونها إلى اللون البنى والذى يتحول إلى اللون البنى الغامق تدريجياً مع الوقت, حيث يبدأ ظهور اللون البنى بمنطقتي الرأس والصدر ويعتبر ذلك من أهم الأعراض المميزة للمرض.
5- يسهل إزالة اليرقة الميتة من العين السداسية وذلك بواسطة ملقط وفى هذه الحالة فإنها تتعلق بالملقط مثل الكيس كما هو واضح فى هذه الصورة:
اليرقة المصابة بمرض تكيس الحضنة يمكن إزالتها بسهولة من العين السداسية، بعكس الحال فى حالة الإصابة بمرض تعفن الحضنة الأمريكى, واليرقة تكون على هيئة كيس ملئ بملايين من جراثيم المرض، والوسيلة الوحيدة لمكافحة المرض هو تقوية الطوائف المريضة وتغيير الملكات
6- الكيس عبارة عن جلد اليرقة الذى لم ينسلخ حيث يكون ممتلئ بسائل مائى والذى ينساب من الكيس بسهولة عند قطعه أو تمزيقه.
7- إذا لم يزل النحل اليرقة الميتة فإنها قد تجف وتنكمش وتتحول إلى قشرة بنية أو سوداء فى قاع العين السداسية والتى تتشابه مع بعض اليرقات الميتة ببعض الأمراض الأخرى مثل مرض الحضنة الأوربي أو مرض الحضنة الأمريكى.
8- القشرة تكون غير ملتصقة بالكامل فى قاع العين السداسية كما يحدث فى مرض الحضنة الأمريكى حيث تكون ملتصقة بالكامل.
9- لا توجد رائحة مميزة لليرقات التى ماتت من تأثير مرض تكيس الحضنة عكس ما هو موجود فى الأمراض البكتيرية.
10- وجود عيون سداسية غير كاملة التغطية متفرقة يين الحضنة المغطاة أو وجود حضنة مغلقة لم تخرج من العيون السداسية بعد خروج ما حولها من الحضنة.
قرص حضنة وتشاهد بعض العيون غير مغطاة كما تشاهد يرقات النحل ممددة خلال العين السداسية ورأسها مرفوعة لأعلى
11- فشل اليرقات المصابة وكذلك طور ما قبل العذراء المصاب فى الوصول إلى طور العذراء.
ويعتقد أن الفيروس يصيب اليرقات الصغيرة والتى فى عمر 48 ساعة والتى تعتبر أكثر حساسية للإصابة بهذا الفيروس.
وفى بعض الأحيان فإن النحل يقوم بتغطية اليرقات المصابة والتى تموت مباشرة بعد تغطية العيون السداسية, ويتكاثر الفيروس داخل أنسجة اليرقة مسبباً تحللها حيث لا تتمكن اليرقة فى هذه الحالة من إنجاز عملية الانسلاخ وتظل طبقة الإندوكيوتيكل كما هى بدون تحلل وذلك نتيجة تلف الغدد الابيدرمية المنتجة لإنزيم الكيتينيز حيث تموت اليرقة بعد ذلك.
وفى الطبيعة فإن شغالات نحل العسل عادة ما تكتشف اليرقات المصابة وتقوم بإزالتها بسرعة لذلك فإنه عند ظهور الأعراض التى يلاحظها النحال فإنه يكون قد استفحل المرض وتمكن من الطائفة, حيث تبدأ الإصابة أواخر الشتاء وفى فصل الربيع وبداية الصيف, وقد لوحظ فى المناحل المصابة أن شدة الإصابة تختلف من صفر إلى 100% من الطوائف, وبالنسبة للبراويز المصابة تختلف شدة الإصابة من عدد قليل من العيون السداسية للحضنة إلى 95% منها.
وقد وجد أن فيروس تكيس الحضنة يمكنه أن يعيش حتى 200 يوم فى خبز النحل, وحالياً فإن مرض تكيس الحضنة قد تم فهمه ودراسته بالكامل.
والتساؤل هو كيف يختفى المرض فى فصل الصيف وذلك بالرغم من إضافة براويز تحتوى على يرقات جافة قادرة على الأعداء بالمرض وذلك إلى الطائفة السليمة بالرغم من أن هذه البراويز بها إصابة تقدر 54%, ولتوضيح ذلك وجد أن قشور اليرقات الجافة المحتوية على الفيروس تفقد قدرتها على العدوى بعد 3 أسابيع على درجة 18oم.
والتساؤل الثانى هو كيف ينتشر المرض فى المناطق المعتدلة؟
ولتوضيح ذلك فإن Bailey سنة 1970 بين أن الفيروس يمكنه التراكم فى رأس الحشرة الكاملة وخاصة فى الغدد تحت البلعومية كما تم عزله أيضاً من مخ الذكر, يتضح من ذلك أن الحشرة الكاملة لنحل العسل تعمل كمخزن لفيروس تكيس الحضنة, ويعتقد أنه يتم عن طريقها نقل الفيروس, وقد يشاهد مرض تكيس الحضنة فى الصيف وذلك بعد أن تكون الطوائف قد عانت من فقد فى الحشرات الكاملة كما يحدث فى حالة مرضها بالمبيدات.
المكافحة والعلاج:
ونظراً لأنه لا يوجد علاج للفيروس فإن التوصيات التالية يمكن بواسطتها السيطرة على المرض والحد من خطورته:
1- تقوية الطوائف الضعيفة بإضافة نحل إليها.
2- تغيير الملكة فى الطوائف المصابة.
3- تحسين الظروف البيئية فى منطقة المنحل.
4- وضع الخلايا على حوامل لمنع دخول النحل الزاحف إليها والذى قد يكون مصاب.
5- ثبت أن مادة الأنترفيرونInterferon و المركبات الأمينية النووية والتى تحد من تكاثر الفيروس وتستخدم فى علاج الأمراض الفيروسية للإنسان يمكن استخدامها أيضاً فى علاج الأمراض الفيروسية فى النحل, ولكن هذه المركبات ما زالت مكلفة حتى الآن.
ومن الملفت للنظر أنه بتحليل العسل حديثاً وجد به مادة الانترفيرون والتى لها تأثير مضاد للفيروس والتى تستخدم حالياً فى محاولة علاج مرض الإيدز ومرض الالتهاب الكبدى الوبائى.
مرض الشلل
يعتبر مرض الشلل ثانى مرض معروف جيداً فى نحل العسل. ومنها:
1- مرض فيروس الشلل المزمن Chronic Bee Paralysis Virus(CBPV)
2- مرض فيروس الشلل الحاد Acute Bee Paralysis Virus(ABPV)
حيث كتب عنه النحالون منذ أكثر من 100 عام, ونادراً ما يوجد فى المناحل ولكنه قد يؤدى إلى موت عدد قليل من الطوائف, ويختفى بالسرعة التى يظهر بها, والنحلة التى تعانى من الشلل غالباً ما تفقد شعر جسمها ويصبح جسمها منتفخ ولامع وأسود, وأحيانا يعرف هذا المرض باسم مرض الصلع أو مرض الأعراض المتزامنة فى ظهورها والتى تؤدى إلى اسوداد النحل.
وأول من وضع ملاحظاته عن هذا المرض هو Huber سنة 1814 وفى سنة 1963 تمكن Bailey وزملاءه من التعرف على نوعين من الفيروسات تسبب شلل لنحل العسل وهما الـ ABPV والـ CBPV, ولقد بدأ فهم وإدراك مرض الــ CBPV بواسطة الدراسات التى أجراها Burside سنة 1933 و سنة 1945 حيث لاحظ أن وجود نحل أصلع يعتبر مرض غير ثابت, كما أن النحل المصاب بشدة قد يموت أحياناً قبل أن يفقد شعره كما يتناقص السلوك الهجومى للنحل السليم تجاه النحل المريض فى درجات الحرارة الباردة, كذلك حدوث شلل فى رجل أو أكثر من أرجل النحلة, كما يلاحظ أيضاً تأثير درجة الحرارة على النحل المصاب, فالنحل الذى تم تحضينه على 35 درجة مئوية أظهر أعراض ملحوظة قبل حدوث الموت وذلك عن النحل الذى تم تحضينه على درجات حرارة منخفضة.
كما لوحظ أن النحل المصاب بالشلل المزمن CBPV يموت أسرع على درجة 35 درجة مئوية فى حين أن النحل المصاب بالشلل الحاد ABPV يموت أسرع على درجة 30 درجة مئوية, ويعتقد أن معظم حالات النحل الزاحف فى الطوائف تكون مرتبطة بالشلل المزمن CBPV, حيث أن Butler سنة 1943 قد ذكر 12 حالة مرضية تتصف بالشلل والزحف وعدم مقدرة النحل على الطيران بما فيها الإصابة بمرض النيوزيما ومرض الأكارين.
أما مرض الشلل الحاد ABPV فإنه وجد أن الشغالات المصابة به تموت بسرعة على درجة 30 درجة مئوية, وتتراكم وحدات ABPV فى الغدد تحت البلعومية فى رأس الحشرة الكاملة كما أنه لا يؤثر على هذه الغدد, ويظهر المرض أثناء موسم النشاط حيث تساعد درجة الحرارة العالية على ظهوره, وقد تم تسجيل مرض الشلل الحاد فى الاتحاد السوفيتى وألمانيا ووجد أنه مرتبط بالإصابة بحلم الفاروا حيث يحتمل أن حلم الفاروا نفسه قد يحمل هذا الفيروس.
شغالة نحل العسل المصابة بفيروس الشلل تكون فى حالة ارتجاف وارتعاش مستمرين, كما تفقد النحل شعرها فتظهر بلون أسود قاتم مما يوحى للنحال بأنها نحل غريب عن الخلية (نحل سارق)، ويمكن علاج المرض بتغيير الملكة بسلالة قوية، وإضافة نحل صغير السن من خلية سليمة.
أعراض الإصابة بأمراض الشلل:
1- حدوث شلل سريع وحاد للنحل.
2- تصاب الحشرة بارتجافات فى جسمها وأجنحتها.
3- تشاهد الشغالات زاحفة على الأرض غير قادرة على الطيران أو قد تزحف على أفرع الأشجار.
4- تضخم البطن وامتلاء معدة العسل بالسوائل.
5- قد تصاب الحشرة بما يشبه الإسهال.
6- موت الحشرات الكاملة.
7- تتدهور حالة الطائفة خلال عدة أيام ويبقى عدد قليل من الشغالات مع الملكة.
8- تساعد الإصابة بمرض الفاروا على ظهور وتنشيط فيروس الشلل.
9- فقد الحشرات لشعيرات جسمها.
10- تتحول الحشرات التى فقدت شعيرات جسمها إلى اللون الأسود اللامع.
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد