بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ؛ الحمد لله على نعمة الإسلام وكفا بها نعمة ؛ والصلاة والسلام على حبيب
الحق وشفيع الخلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم يارب تسليما كثيرا
أما بعد ...........
قال ابن القيّم رحمه الله تعالى :
( الذنب قد يكون أنفع للعبد إذا اقترنت به التّوبة من كثير من الطّاعات )
وهذا معنى قول بعض السلف : قد يعمل العبد الذنب فيدخل به الجنّة ، قالوا : كيف ذلك ؟
قال : يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه إن قام وإن قعد وإن مشى : ذكر ذنبه فيحدث له
انكساراً وتوبة واستغفاراً وندماً فيكون ذلك سبب نجاته
فيكون الذّنب موجباً لترتّب طاعات
ومعاملات وحسنات قلبيّة كخوف الله والحياء منه والإطراق بين يديه منكساً خجلاً مستقبلاً ربّه .
فإذا أراد الله بالعبد المتكبّر المعجب بنفسه خيراً ألقاه في ذنب يكسره به ويعرفه قدره ويستخرج به
منه داء العجب والكبر
كما قيل
بلسان الحال في قصّة آدم وخروجه من الجنّة :
يا آدم - لا تجزع من كأس زللٍ كانت سبب كيسِك
فقد استُخرج بها منك داء لا يصلح أن تجاورنا به وأُلبست حلّة العبوديّة .
يا آدم - إنّما ابتليتك لأنّي أحبّ أن أظهر فضلي وجودي وكرمي على من عصاني
يا آدم - كنت تدخل عليّ دخول الملوك على الملوك واليوم تدخل عليّ دخول العبيد على الملوك
يا آدم - إذا عصمتك وعصمت بنيك من الذّنوب
فعلى من أجود بحلمي ؟
وعلى من أجود بعفوي ومغفرتي وتوبتي وأنا التّوّاب الرّحيم ؟
يا آدم - لا تجزع من قولي لك اخرج منها ، فلك خلقتها
وما أهبطتك منها إلاّ لتتوسّل إليّ في الصّعود وما أخرجتك منها نفياً لك عنها ، ما أخرجتك منها
إلاّ لتعود .
يا آدم - ذنب تذلّ به لدينا أحبّ إلينا من طاعة تدلّ بها علينا
يا آدم - أنين المذنبين أحبّ إلينا من تسبيح المدلّين
اللهم أجعلنا من المسبحين ؛ المستغفرين ؛ الحامدين والشاكرين لفضلك
آمين .. آمين .. آمين
اللهم أجعلي عملي خالصا لوجهك الكريم ؛ ولا تجعل يارب لأحد فيه شيئا
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين