قال تعالى: { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً } مريم 56,
قال أهل العلم بأخبار الماضين وقصص النبيين: هو إدريس بن برد وقيل ياريد، واسمه أخنوخ، وسمي إدريس لكثرة درسه الكتب وصحف آدم وشيث، وأمه أشوت، ويعتبر هو أول من خط بالقلم، وأول من خاط الثياب ولبس المخيط وأول من نظر في علم النجوم والحساب، بعثه الله إلى ولد قابيل ثم رفعه إلى السماء.
- وفي السنة الشريفة: في رواية أنس بن مالك رضي الله عنه عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى، لما عرج به، إدريس في السماء الرابعة. قال له إدريس: ( مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح. قال: من هذا يا جبريل؟ قال: إدريس ).
- وجاء في تاريخ الطبري: ولد ليرد أخنوخ وهو إدريس فنبأه الله عز وجل وقد مضى من عمر آدم ستمئة واثنتان وعشرون سنة، وأنزل عليه ثلاثون صحيفة.. ومما جاء فيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يا أبا ذر! أربعة - يعني من الرسل - سريانيون: آدم وشيث ونوح وأخنوخ...) إلى أن يقول: وقد زعم بعضهم أن الله بعث إدريس إلى جميع أهل الأرض في زمانه وجمع له علم الماضين.
- وجاء في قصص الأنبياء: اختلف الحكماء في مولده ومنشئه فقالت فرقة: ولد بمصر وسموه هرمس الهرامسة ومولده بمنف. وقالت فرقة أخرى: إن إدريس ولد ببابل وبها نشأ وبابل بالسريانية تعني النهر. ثم أمر أتباعه بالرحيل إلى مصر.
- وفي زمانه تكلم الناس باثنين وسبعين لساناً، وقد رسم لهم تمدين المدن. فكانت عدة المدن التي أنشئت في عهده مائة مدينة وثمانية وثمانين. وقد قسم الأرض إلى أربعة أرباع، وجعل على كل ربع ملكاً وأسماء الملوك هم: إيلاوس، وزوس، اسقلبيوس، زوس أمون...أ.هـ.
- وقد أخذ إدريس عليه السلام بعلم شيث ابن آدم ولما كبر آتاه الله النبوة فنهى المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة آدم وشيث فأطاعه نفر قليل وخالفه السواد الأعظم، فنوى الرحيل إلى مكان أكثر قبولاً للدعوة فكانت أرض مصر، فأمرهم بالرحيل عن بابل فقالوا له: وأين نجد إذا رحلنا مثل أرضنا؟ فقال: إذا هاجرنا لله رزقنا غيرها فخرج الجميع حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل ووقف عليه وسبح الله وأقام إدريس يدعو الناس في مصر إلى الله.
- لقد كان عليه السلام متأنياً في حديثه، كثير الصمت صاحب وقار، له مواعظ وآداب جمة كقوله: ( لا تحاسدوا الناس على مؤاتاة الحظ فإن استمتاعهم به قليل ) وقوله: ( حب الدنيا وحب الآخرة لا يجتمعان في قلب أبداً ).
- أوصى ولده عند وفاته أن يخلصوا عبادة الله وحده ويستعملوا الصدق واليقين في شؤون حياتهم ثم رفعه الله إليه.
إدريس
ياريد
مهلائيل
قينن
أنوش
شيث
آدم أبو البشر عليه السلام
- نسب نبي الله إدريس عليه السلام.