الشيخ فرحات المنجي: الصوم أفضل للمسافر.. في هذه الحالة
* يسأل رمضان أبوصالح من السويس: أسافر في رمضان لمسافة أكثر من 250 كيلومتراً ولكنه سفر مريح فما حكم الدين لو أفطرت؟
* يقول الشيخ فرحات المنجي من علماء الأزهر: السفر المبيح للفطر هو السفر الذي تقصر الصلاة بسببه وقد قدره أهل العلم بما لا يقل عن واحد وثمانين كيلومتراً. ومن رحمة الله عز وجل بالعباد وتيسيراً عليهم جعل الصائم المسافر مخيراً بين الصيام والإفطار والدليل علي ذلك أن حمزة الأسلمي قال لرسول الله صلي الله عليه وسلم : "يارسول الله أجد مني قوة علي الصوم في السفر فهل علي جناح" فقال: "هي رخصة من الله تعالي فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه".
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كنا نغزو مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر فلا يجد الصائم علي المفطر ولا المفطر علي الصائم يرون إن وجد قدرة فصام فإن ذلك حسن ويرون إن وجد ضعفاً فأفطر فإن ذلك حسن".
وهذه دلالة واضحة علي أن الصوم والفطر في السفر سواء.. وهذا ماقاله به الأئمة الأربعة ومذهب الجمهور من الصحابة والتابعين.
لكن اختلف الفقهاء في أيهما أفضل الصوم أم الفطر في السفر؟ فرأي الإمام أبوحنيفة ومالك والشافعي أن الصيام أفضل من الفطر لمن قوي عليه ودليلهم علي ذلك قول الله تعالي: "وأن تصوموا خير لكم".
والفطر أفضل لمن لم يقو علي الصيام انطلاقاً من قوله تعالي: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر". أما الإمام أحمد بن حنبل فيري الأفضل الأخذ بالرخصة لأن الله تعالي يحب أن تؤتي رخصه كما تؤتي عزائمه. وبناء علي ذلك فمن كان يشق عليه الصوم ويضره فالفطر أفضل له وإلا فلا.
وقد قال عمر بن عبدالعزيز رضوان الله عليه بأن الأفضل للمرء أيسر الأعمال فإذا كان الأيسر عليه الرخصة وهي الإفطار فليأخذ به وإذا كان الأيسر عليه العزيمة وهي الصيام فليأخذ بها.