بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين حمدا طيبا مباركا فيه وصلاةً وسلاماً على حبيبي
خير خلق الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد .........
تناولنا فيما مضى رحمة الخالق بالمخلوق في الهيكل الجسماني من خلال
العظام والرأس
وبعون الله سوف نتعرف اليوم على رحمة الخالق جل في علاه في خلق
القدمين والمفاصل
فعلى بركة الله نتوكل
رحمة الله و علمه في التصميم الهندسي للقدم:
عندما أراد الله خلق القدم للإنسان فإن رحمته تتطلب بأن يكون الجهد
اللازم في الحركة أقل ما يمكن لتخفيف الجهد على العضلات و بالتالي
تقليل الاجهاد و الألم.
يأتي علم الله لبيان هذه الرحمة في الانسان في تصميمه للقدم على
شكل قوس من عظم، عضلات، و أربطة كما هو مبين في صورة (4). حيث
أن هذا التقوس يخزن طاقة ميكانيكية عند ضغط الانسان لقدمه على
الأرض و تتحرر هذه الطاقة الميكانيكية المختزنة في القدم عند محاولة رفع
القدم عن الأرض لتدفع القدم و ترفعها عن الأرض مما يقلل من الجهد
اللازم من عضلات الساق لرفع القدم و الساق عن الأرض و بالتالي تخفيف
الجهد على عضلات المشي و راحة للإنسان عند الحركة. تبين صورة (5)
معادلة تخزين و تفريغ الطاقة الميكانيكية في القدم.
صورة (4): تصميم الله عز و جل للقدم في جسم الانسان (يلاحظ التقوس في القدم).
صورة (5): من المعادلات التي تصف تخزين و اعطاء الطاقة الميكانيكية في
القدم.
رحمة الله و علمه في التصميم الهندسي للمفاصل في جسم الانسان:
عندما أراد المولى عز و جل خلق المفاصل في جسم الانسان و التي
تتكون عند التقاء عظمة بالأخرى في الهيكل العظمي للإنسان فإن الرحمة
تتطلب بأن لا يكون هناك ألم عند إنثناء المفصل و أن لا يكون هناك خطر
من تمزق الجلد عند هذه المفاصل.
يأتي علم الله لإظهار هذه الرحمة في خلقه للمفاصل بأنه وضع كمية
إضافية من الجلد عند المفصل عن طريق خلق تعرجات للجلد في تلك
المنطقة كما هو مبين في صورة (6). هذه التعرجات تزيد طول الجلد عند
المفاصل و بالتالي هذه الكمية الاضافية للجلد تقلل من الاستطالة
والجهد المتولد فيه عند إنثناء المفصل و نتيجة لذلك لا يوجد شد كبير في
الجلد عند انثناء المفصل و توجد راحة تامه عند حركة الانسان و إنثناء
مفاصله.
صورة (6): تصميم الله عز و جل للمفاصل في جسم الانسان (يلاحظ
تعرجات الجلد في هذه المناطق).
صورة (7): من المعادلات التي تصف استطالة الجلد و جهده عند المفاصل.
نلاحظ إخواني و أخواتي رحمة المولى عز و جل في كل شيء في جسمنا
و كيف أن خلق الله هو عبارة عن تصميم هندسي مبني على مواصفات
الرحمة، وهذا تصديقا لقول الله عز و جل في آية 34 من سورة ابراهيم
(وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ
لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) صدق الله العظيم
و نعرف الآن أيضا لماذا بدأ الله كتابه في القول (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
أرجو من الله أن أكون قد وفقت بأن أبعث لكم معلومة بسيطة ومغزاها هو
رحمة رب العالمين بالأنسان
اللهم أعنا ولا تعن علينا
وأنصرنا ولا تنصر علينا
ووفقنا إلى ما فيه الخير يارب العالمين ويا أرحم الراحمين