قاعة خدمات المعلم

**هويدا رأفت الجندى** · 2010-08-27, 13:24

السيكولوجيا وتقنيات التعليم الحديثة

الموضوع: "مـــقدمـــة: شهد القرن الحالي تطورا في مجال المعرفة والثقافة التربوية التي تعد حجر الأساس لتطور للمجتمعات ورقيها، من أجل تعليم و تربية إنسان متكامل و متزن في شخصيته، ويعد التعليم من المهام التي تستنير بها الدول في مواكبة التقدم العلمي و تكنولوجيا التعليم.
إن دراسة المستقبل التربوي تحتاج إلى معرفة بالعناصر الممكنة للعملية التعليمية التعلمية، خاصة و أن التربية هي الأساس الذي ينتج للمجتمعات العقول المبدعة من أجل التنمية و ملاحقة التغيرات، إلى جانب أن الثورة التقنية تنتشر بسرعة مذهلة، و هو ما حدا بالسيكولوجيا المعرفية إلى الإهتمام و الإستفادة في نفس الوقت من هذه الثورة. هذا ما سيدفعني في تقريري هذا الى أن أتحدث في محور أول عن التطور التاريخي الذي عرفته السيكولوجيا بإيجاز، ثم بعد ذلك سأتطرق إلى العلاقة بين السيكولوجيا و الإعلاميات( الحاسوب نموذجا ) بعد هذا المحور الذي سأحدد فيه كيف إستفادت السيكولوجيا من الإعلاميات سأنتقل إلى محور أخير و هو التعليم و التعلم عن طريق الوسائل الحديثة .

1 -المحور الأول تطور السيكولوجيا:
1-1 :لقد عرفت السيكولوجيا تطورا مهما عبر التاريخ وقد كان هذا التطور على الشكل التالي:
الموضوع
-الروح← الشعور← السلوك← النشاط الذهني
المنهج
- التأمل← الاستبطان ← التجريب و القياس ← التجريب و التقييس أو المحاكاة
البراديغم
تأملي ← سلوكي ← معرفي
البراديغم المعرفي : إستفاد من تطور العلوم الأخرى و من دراسات تشومسكي فطرح السؤال العريض:حول كيفية ربط اللغة بالعنصر الذي ينتجها ؟ فتم وضع العلبة السوداء موضع تساؤل و تم قياس زمن الإستجابة بين المدخل ( INPUT ) و المخرج ( OUTPUT )، كما واجه الإتجاه المعرفي عدة أسئلة إلا أن أعقدها هو: كيف نبرهن على ما يجري بالذهن ؟ فتبلور الإتجاه الحاسوبي.( 1 )

2- المحور الثاني:العلاقة بين السيكولوجيا والذهن :
سيتخذ هذا المحور شكل مقارنة بين الحاسوب والذهن
2-1 التشابه على مستوى المكونات:
الذهن منظم على شكل قوالب متخصصة و مستقلة و هذه القوالب التي توجد في المخ تقوم بتفسير الرسائل الواردة من الحواس الخمس و كذلك يشتغل الحاسوب إلا أن ما يميز الإنسان على الحاسوب هو أن الإنسان يستطيع أن يتعرف على الشيء بكل الحواس و كذلك الحاسوب و الذهن يشتغلان بالرموز إلا أن رموز الحاسوب تشتغل بنظام ثنائي « 0,1 » و الذاكرة الحية في الحاسوب يقابلها في الذهن ذاكرة العمل و هي نوعان: ذاكرة قصيرة المدى و ذاكرة بعيدة المدى.
2-2 التشابه على مستوى طريقة الاشتغال:
طريقة إشتغال الحاسوب مرت بمرحلتين
*الأولى : عندما كانت اللوحة سوداء
*الثانية : عندما أصبحت اللوحة زرقاء و يحتوي ( الحاسوب ) على أيقونات و كذلك يشترك الحاسوب مع الذهن في نظام التفيىء و التصنيف، فكل منهما يعتمد طريقة التصنيف إلى مجلدات و حلقات .
2-3 أهمية الحاسوب في البحث العلمي:
يوظف الحاسوب كأداة أو كخزان للمعلومات أو معالجة المعلومات أو العمليات الحسابية أو النشر الورقي أو الإلكتروني،كما أصبح اليوم يستعمل في مجال تسهيل عملية التحصيل
2-4 الحاسوب كظاهرة إجتماعية:
هناك أنماط من التفاعل بين الحاسوب و الأفراد حيث أصبحنا اليوم نتحدث عن تأثير الحاسوب على العلاقة الأسرية،والمقارنة بين تأثير الحاسوب و التلفاز، و مسألة الإدمان بالنسبة لكل الفئات العمرية وبالتالي الحديث عن نتائج العلاقة بين الكائن العضوي و الكائن الالكتروني. كما أن الحاسوب يتيح لنا عدة أنواع من التواصل مما أهله ليلعب دورا مهما في المجال التربوي.

3- أهمية الإعلاميات في السيكولوجيا:
لابد أن نذكر العلاقة بين الحاسوب بصفة خاصة و الإعلاميات بصفة ،وبين الذهن بصفة خاصة والسيكولوجيا المعرفية بصفة عامة، هي علاقة جدلية فاغلب الاكتشافات حول الذهن البشري تم توظيفها في مجال صناعة الحاسوب وكذلك اغلب التجارب التي تتم على الذهن والدماغ البشري بهدف معرفة كيف يتمثل المحيط وكيف يخزن معلوماته وكيف تتطور هذه المعلومات إلى سلوك تتم عن طريق الاستعانة بالحاسوب.وبما أن المعايير الأخلاقية لا تسمح بإجراء بعض التجارب على الإنسان لجأت السلوكية إلى إجرائها على الحيوان ،كذلك الأمر بالنسبة للمعرفية الآن ،لجأ العلماء إلى توظيف المعرفية لتطوير الروبوهات ،إذن أهمية الإعلاميات في السيكولوجيا تتجلى في المقارنة بين الذهن البشري و الحاسوب ،فالمخ والدماغ يقابل الوحدة المركزية في الحاسوب أي الجانب المادي،و الذهن يقابل الجانب البرمجي لدى الحاسوب،إضافة إلى أنواع الذاكرات "الذاكرة البعيدة المدى والقريبة المدى" لدى الإنسان في مقابل ذلك "ذاكرة حية و ذاكرة الكم"لدى الحاسوب،كما أن الاشتغال القالبي الذي يتميز به الحاسوب يوجد ايضا لدى الإنسان وعلى العموم يتم توظيف الحاسوب في المماثلة والتدريس وذلك ما سأتطرق إليه في المحور الموالي. .( 2 )

4 -التعليم و التعلم عن طريق الوسائل الحديثة:
في هذا المجال تعد أساليب التدريس وسيلة لتنظيم العلاقات بين المعلم / التلميذ / المادة الدراسية لغرض التوصل إلى السلوك التدريسي الذي يحقق الهدف المطلوب، لقد بات من المؤكد أن الأسلوب الذي يجدب حواس التلميذ و ينمي تركيزه في القدرة على الحصول على المعلومة يعطيه انتباها طيلة فترة الدرس، و من هنا فالتعليم الحديث يعتمد على إستغلال جميع حواس الفرد باستخدام الوسائل المختلفة التي تخاطب أكثر من حاسة واحدة في تنشيط العملية التربوية هذا من جهة ،و من جهة ثانية فبفضل هذه الوسائل الحديثة تمكنا في عالمنا السيكولوجي من الغوص في العلبة السوداء و تحديد مراحل إنجاز المهمة عند التلاميذ خصوصا في و ضعية المشكل،والتوصل إلى النمذجة النظرية التي تفضي إلى عملية تقييس عبر صياغة برنامج معلوماتي يدير إجراءات الحل في مجال تشخيص الكفاءات.
4-1 مدرسة المستقبل:
أود الإشارة إلى "مدرسة المستقبل" في علم النفس المعرفي و قد بدأ الإهتمام بهذه التجربة (مدرسة المستقبل) لعلم النفس المعرفي هذه السنة حيث بدأت في إستخدام التقنيات الحديثة في مجال التعليم والتعلم بتشييد هذه المدرسة لمنتدى السيكولوجيا المعرفية،يعتمد مفاهيم سيكولوجية كالتعلم،التقويم ،الذاكرة، الإعاقة ،مفاهيم علوم الأعصاب،العلاج ، الإنصات، اللسانيات،كتب،دعامات الدروس و كلها تتمثل في تطوير وضع الطالب المتعلم بما يتناسب و الألفية الثالثة تحت مظلة علم النفس المعرفي.
فبمجرد أن تقوم برقن عنوان المدرسة Psy-Cognitive.W.W.W حتى تجد نفسك أمام صفحة بلون أزرق، رمزا للعلم و بعنوان يحمل في طياته أكثر من معنى "السيكولوجيا المعرفية"، هذه الصفحة تحمل تعليمات و إرشادات لمرتادي نادي الموقع، على يمينك تجد المنتدى (مدرسة المستقبل) فتحرك الفأرة بإتجاهها و تضغط عليها بالزر الأيسر فينتقل مباشرة إلى المنتدى حيث تجد عدة بوابات تختار أي واحدة تهمك فتدخل كي تتصفح ما تحتاجه و إذا كنت غير مسجل بالمدرسة يطلب منك ذلك حتى يتسنى لك تحميل المعلومات التي تحتاجها.
إن مدرسة المستقبل هذه تؤكد ما هدفت إليه دراسة كلارك (2003) إلى تفعيل عملية التعلم من خلال الوسائط المتعددة كالأنترنيت و البريد الإلكتروني في البيئة الجديدة لمدارس المستقبل و في دراسته الوصفية على 460 تلميذ و تلميذة و 76 معلما و معلمة من مدارس ثانوية بمدينة سيباتل بولاية واشنطن الأمريكية، و أسفرت النتائج عن الإتفاق بنسبة 96 % من المعلمين و المعلمات و 94 % من التلاميذ و التلميذات لتفضيلهم استخدام الإنترنيت و البريد الإلكتروني في التحصيل العلمي.
كما هدفت دراسة ج*** (2004) إلى الكشف عن مدى أهمية المعلوماتية و إستخدام البريد الإلكتروني في العملية التعليمية بمدارس المستقبل، و قد جمع عينة مكونة من 1900 من المعلمين بالمدارس الثانوية ق 3120 تلميذا و تلميذة من خلال ستة مدارس بمدينة سان أنطونيو بكاليفورنيا الأمريكية، و قد أسفرت النتائج بتقدير عال جدا لإهتمام بالمعلومات و البريد الإلكتروني .(3 )
وفي ضوء ما تقدم، يرى مجموعة من الباحثين أن معظم البحوث التي تمت الإشارة إليها ماهي إلا أوراق عمل أو دراسات نظرية عن مدارس المستقبل، لكن نحن في المغرب ربما الحس العلمي متطور شيئا ما فحتى و إن لم تستطع الدولة بعد تعميم تجربة مدارس المستقبل، فإننا في السيكولوجيا المعرفية نحاول دائما أن نصنع المستحيل و نأتي بالجديد و بالتالي في نظري موقع السيكولوجيا المعرفية يقدم الكثير لطلبة علم النفس و بالتالي فهو يدشن أول "مدرسة المستقبل" بالمغرب .

المراجع:
1- الغالي احرشاو،العلم والثقافة
2- بنعيسى زغبوش ،محاضرات 2008
3- مجلة العلوم التربوية والنفسية -المجلد التاسع-العدد الثالث.( صفحة88-90-222 ).

الموضوع الأصلى : السيكولوجيا وتقنيات التعليم الحديثة المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : هويدا رأفت الجندى

مساحة حزن · 2012-04-15, 05:32

السيكولوجيا وتقنيات التعليم الحديثة

الموضوع الأصلى : السيكولوجيا وتقنيات التعليم الحديثة المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : مساحة حزن

قاعة خدمات المعلم

الشئون المالية والإدارية والفنية وخدمات نقابية

الاخصائيون (اجتماعى ونفسى وتكنولوجيا تعليم ومكتبات)