raafat2.com
تتمنى إداره منتديات رأفت الجندى لجميع الأعضاء والزوار إقامة طيبه معنا ونسأل الله لكل عضو أن يفيد و يستفيد والله الموفق أخبار الإداره



أهلا وسهلا بك إلى منتديات الجندى التعليمية - رأفت الجندى.
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

منتديات الجندى التعليمية - رأفت الجندى :: القاعات الإسلامية :: قاعة علوم القرآن الكريم

شاطر
نعمه القرآن  Empty2010-07-20, 17:44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
جندى مشارك
الرتبه:
جندى مشارك
الصورة الرمزية

نوح

البيانات
احترام القوانين : نعمه القرآن  5
عدد الرسائل : 112
الجنس : ذكر
العمر : 44
البلد : مصر
العمل : مصمم ومطور
الهوايه : الرسم
نقاط : 213

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: نعمه القرآن نعمه القرآن  Empty2010-07-20, 17:44



نعمه القرآن
إن النعمة الكبرى والمنة العظمى التي امتن الله بها على عباده المؤمنين؛ هي إخراجهم من الظلمات إلى النور بهذا الكتاب الكريم الذي أنزله على نبينا الكريم، فاهتدى بهداه كل رجل تقي، وضل عن الاهتداء به وطغى وخسر كل رجل شقي، فيا سعادة الأتقياء ويا تعاسة الأشقياء! ألا وإن هذا الكتاب العزيز قد أنزل على أفضل رسول في أفضل الشهور وهو شهر رمضان المبارك، ولقد كان رسول الهدى عليه الصلاة والسلام يعتكف في العشر الأواخر منه رجاء ليلة القدر مكثراً من قراءة القرآن، والصدقة، والدعاء الذي لطالما غير وجه الأرض ومسار التاريخ معاً.

القرآن أعظم نعم الله على المؤمنين

إن الحمد الله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران:102].{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }[النساء:1]. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب:70-71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثه بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. ثم أما بعد: يقول الله تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [البقرة:185]. إن أعظم نعمة أنعم الله عز وجل بها على عباده المؤمنين هي نعمة إنزال الكتاب على الرسول الأمين صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الشهر الكريم، كما أن من أعظم نعمه التي منَّ بها على عباده المؤمنين أن هداهم بهذا الكتاب، وأخرجهم به من الظلمات إلى النور، وأحيا قلوبهم بعد موتها، ونور بصائرهم بعد عماها، وجمع أمورهم بعد شتاتها، كما أنه سبحانه وتعالى يغني قلوب عباده بما أنزل في هذا الكتاب من معاني الإيمان ليستغنوا عما سواه، ومن فضل الله عليهم أن أنزل عليهم هذا الكتاب الذي هو شفاء ورحمة للمؤمنين، قال تعالى:{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } [الإسراء:82].......

القرآن لا ينتفع به الكفار والمنافقون

ما أشد تفاوت القلوب وتباين منازلها، فالأرض الطيبة يأتي عليها هذا الكتاب فيحييها بعد موتها، وتنبت أنواع الخيرات والبركات، وأما الأرض الخبيثة كقلوب الكفرة والمنافقين الذين لا ينتفعون بالقرآن، ولا يتعظون بمواعظه، ولا يأتمون به، ولا يحلون حلاله، ولا يحرمون حرامه .. فهؤلاء لا يزيدهم القرآن إلا خساراً وطغياناً وكفراً، قال سبحانه وتعالى مبيناً ذلك{ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا } [المائدة:64]، والمنافقون يزدادون رجساً إلى رجسهم، كما قال سبحانه وتعالى: { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ } [التوبة:124-125]. وإذا أردت أن تعلم حقيقة الإنسان الذي تعامله فانظر إليه عند سماع القرآن؟ وفي مواسم القرآن؟ فإذا وجدته من الناس الذين يزدادون إيماناً وهدىً وتفريقاً بين الحق والباطل؛ فيستبصر طريق الحق من طريق الضلالة، ويستهدي بهدى القرآن، فيرشده الله عز وجل إلى التي هي أقوم:{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } [الإسراء:9]، فاعلم أن أرض قلبه طيبة، وأما من وجدته في مواسم القرآن والطاعة وعند سماع كتاب الله يزداد مرضاً إلى مرضه، ويغرق في الشبهات، فيلبس بين الحق والباطل، ويغرق في الضلالة غرقاً فاحذره وابتعد منه. فمرض الشبهات مرض عضال في قلوب الكفرة والمنافقين، حيث يزيدهم القرآن التباساً؛ لأنهم لم يتلقوه بالقبول والتسليم والتصديق والإذعان، فإذا تليت عليهم آيات الله لم يزدادوا إلا رجساً إلى رجسهم، وضلالاً إلى ضلالهم، حتى إن بعضهم يسوي بين الكفر والإيمان، وبين عبادة الرحمن وعبادة الشيطان، فيرى ذلك كله حقاً وإيماناً وخيراً وإحساناً، وهذا دليل موت القلب قطعاً، فالقلب الذي ذاق طعم الإيمان لا يمكن بحال من الأحوال، ولا بعذر من الأعذار أن يسوي بين عبادة الله سبحانه وتعالى وبين عبادة العباد، ولا يمكن أن يستوي لديه تصديق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وسائر النبيين والمرسلين، وبين تكذيبهم والرد عليهم، وكيف يكون ذلك؟! والله! ما يشتبه هذا الأمر إلا على من ختم الله على قلبه وسمعه، فيشك في الصراط المستقيم ولا يدري أهو دين الإسلام أم غيره من ملل الكفر من يهودية ونصرانية وعبادة أوثان، وغير ذلك من أنواع الكفر؟! ولا يشك في الصراط المستقيم، ولا في الكتاب الذي أنزله الله إلا من طمس الله بصيرته، وأعمى قلبه عن نور الوحي المبين؛ لأنه لم يذق في حياته طعم الإيمان، ولم يجد أثر علاج القرآن للشبهات التي في قلبه، وذلك لخبث قلبه { وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } [الإسراء:82]، فازداد كثير منهم بما أنزله الله على رسوله طغياناً وكفراً، كما قال عز وجل:{ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [المائدة:68]. فإذا وجدت الإنسان يزداد مرض الشهوات عنده في مواطن الخير وعند سماع الكتاب، فاعلم أنه إنسان غارق في النجاسات والشهوات الحقيرة والعياذ بالله، ولا يعرف من الدنيا إلا شهوة الطعام والشراب أو الجنس أو المال أو الرئاسة والملك، لا يعرف من الدنيا غير ذاك، وهو مشغول ليل نهار بهذه الخبائث والمنكرات، والخبيثات للخبيثين، فالخبيثات من الأقوال والأعمال للخبيثين من الناس، والخبيثون من الناس لهذه الخبيثات من الأقوال والأعمال، وهذا عند أهل الإيمان من أوضح دلائل توحيدهم وصدق معتقدهم؛ لأنهم ذاقوا الفرق، وعرفوا الحقيقة بين العمى والبصيرة، كما قال عز وجل: { وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ * وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ * إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ } [فاطر:19-23].......

الكافر والمنافق هو الأعمى الحقيقي

وما يستوي الأعمى الكافر المنافق الذي لا يرى حقائق هذا الوجود، ولا يدري من الدنيا إلا مظاهرها، ولا يعلم حقيقة وجوده، ولا لماذا أوجده الله؟ وماذا ستكون نهايته؟ ولا يعلم من الدنيا إلا تحصيل شهواتها، وكيف يمكر بأصحابها، وكيف يكيد لمن يسير معه في طريقها، وكيف يتنافس مع غيره من أهل الدنيا على تلك الجيفة المنتنة. فهو أعمى لا يرى حقائق التوحيد، ولا يعرف قدرة الله سبحانه وتعالى وعظمته وملكه وسلطانه، ولا يرى حقائق الإيمان باليوم الآخر، ولا سرعة انقضاء هذه الدنيا، ولا قرب الموت من أهلها في أي لحظة من اللحظات، ولا يرى ولا يعلم شيئاً عن حقائق البرزخ والقبر، وما يكون فيه الإنسان بعد رحيله عن هذه الحياة، ولا يبصر قرب القيامة والساعة التي أخبر الله عز وجل عن اقترابها فقال:{ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ } [القمر:1]، وقال: { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ } [الأنبياء:1]، فهذا الأعمى لا يرى ذلك، ولا يعرف إلا تحصيل رئاسته وشهوته، فهو لا يرى من الدنيا إلا ذلك نعوذ بالله. وأما البصير فهو المؤمن الذي أبصر معاني أسماء الله عز وجل وصفاته، فأحب الله عز وجل من كل قلبه، وأبصر نعم الله سبحانه وتعالى عليه، وأعظمها نعمة الإيمان والإسلام والإحسان والقرآن والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ } [آل عمران:164]. فأعظم نعمة أنعم الله عز وجل بها على عبده هي هذه النعمة التي من أجلها وبسببها تتوقد منابع الحب لله عز وجل، ومنابع الرجاء في قلبه، فإن الحب ينبت على حواف أنهار المنن التي يراها الإنسان فيستحضرها فيستقي قلبه منها فيزداد تعظيماً وحباً لله عز وجل، ورجاءاً للقائه سبحانه وتعالى:{ مَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [العنكبوت:5]، إن الذي دفع المؤمنين بألا يزنوا بميزان أهل الدنيا، وأن يروا الدنيا صغيرة كما هي عند الله، وأن يروا حقائق الإيمان والدين واضحة كالشمس -هو يقينهم بلقاء الله وإيمانهم به. وهكذا ينبت في قلوبهم الخوف بسبب رؤية نعمة الله عز وجل عليهم، ورؤية غضبه على المغضوب عليهم والضالين، وينبت الخوف من الله عز وجل أن يضل هذا العبد كما أضل غيره، فكم من الملايين من البشر أضلهم وأنت أنعم الله عز وجل عليك بالصلاة، والقيام، والصيام، وكم من ملايين البشر لا يعرفون شيئاً عن ذلك، ويعيشون حياتهم لا يدرون شيئاً عن نفحات هذا الشهر الكريم، وعما ينعم الله عز وجل به على عباده المؤمنين، لا أقول فقط الكفرة بل كثير من المسلمين الذين انصرفوا عن دينهم، وأعرضوا عن شرع ربهم، وانشغلوا بوسائل الإفساد التي تصب عليهم أنواع الأمراض والنجاسات والخبائث ليل نهار وهم منشغلون، وبعضهم قد يكون منتقداً، وبعضهم قد يكون موافقاً ومسروراً بما يرى من هذه القذارات ويسمع من هذه النجاسات، حتى إن أصحابها لا يستحيون من فعل الفواحش علانية أمام أعين الملايين، فإذا كان عقوبة قوم لوط الخسف والتدمير؛ لأنهم كانوا يأتون في ناديهم المنكر، ويأتون الفاحشة وهم يبصرون، فكيف بمن يفعلون ذلك أمام عشرات أو مئات الملايين من البشر؟! فأي فضيحة هذه التي فضحهم الله عز وجل بها! وأي خبث ذلك الذي نبع من قلوبهم الخبيثة، فانظر إلى نعم الله عز وجل عليك أما تخشى أن يضلك الله سبحانه كما أضل هؤلاء، وهو عز وجل مقلب القلوب، ويثبت قلوب عباده المؤمنين بالقول الثابت في الحياة الدنيا، فأنت تحتاج إلى التثبيت الآن كما تحتاجه في الآخرة، كما تحتاجه عندما تنزل إلى قبرك، بل هذا خير الخلق على الإطلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم محتاج إلى تثبيت الله، فقد قال الله عز وجل له:{ وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا } [الإسراء:74-75]، فالله سبحانه ثبته، فإذا كان هو يحتاج إلى التثبيت فكيف بنا ونحن في الذنوب وفي التقصير ليلاً ونهاراً.......

أعمال القلوب ترفع صاحبها عند الله تعالى

إن الذي يطلع من القرآن على حال الأنبياء يدرك كيف تتفاوت المنازل عند الله عز وجل بأعمال القلوب وأحوالها في لحظات، ويدرك أنه في أسفل السلم إن كان قد وضع رجله عليه، والذي يدرك أحوال الصالحين الذين قص الله عز وجل علينا قصصهم في القرآن، وقص علينا الرسول عليه الصلاة والسلام قصصهم يدرك ذلك، وقد كانت سيرة صحابته الكرام تطبيقاً عملياً لهذا الصلاح، والإنسان حينها يدرك كم هو صغير لا يساوي شيئاً، وأنه لا يزال في أول الطريق. فانظر إلى ما عوتب عليه الأنبياء والصالحون في لحظات فقط مرت على قلوبهم، فعوتبوا على ذلك، كما تسمع قول الله سبحانه وتعالى عن لوط عليه السلام حين قال:{ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ } [هود:80]، لحظة وقع في قلبه أمراً كان غيره أولى منه، وهو أن يستحضر في قلبه أنه يأوي إلى الله عز وجل كما استشعرها نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو في الغار حين قال له صاحبه: لو أن أحدهم نظر إلى موضع قدمه لأبصرنا، فقال: (يا أبا بكر ! ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟! { لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } [التوبة:40])، فإنما عوتب على ذلك بسبب بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (رحم الله أخي لوطاً، لقد كان يأوي إلى ركن شديد)، فسبحان الله! كما يخطر بقلبك أنت من أضعاف هذا الجنس في اليوم؟ ربما عشرات المرات، والواحد منا لا يدري أنه قد أتى نقصاً، وأنه قد قصر. ولما أحب المؤمنون في غزوة بدر العير قال الله لهم: { وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ }[الأنفال:7]، فهذا مجرد خاطر خطر على قلوبهم أن تكون القافلة التجارية هي غنيمة المسلمين بدلاً من الجيش والقتال، فعوتبوا على ذلك { وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ }[الأنفال:7]، وكم يقع في قلوبنا بالليل والنهار من إيرادات غيرها أولى منها، بل قل من إيرادات فاسدة تصل إلى حد التحريم من الحسد والحقد والتباغض، وسوء الظن بالمسلمين، وتزكية النفس بما ليس فيها، ومدحها بما هي خالية عنه من الإعجاب والكبر والرياء، إلى خواطر وعزائم ربما على المنكر والمعاصي والعياذ بالله، والواحد يسير في طريقه لا يرى. فإذا تأملت هداية القرآن وشفاءه لما في الصدور تبين لك أننا نحتاج إلى علاج طويل، وربما أكثرنا أو كلنا لم يضع قدمه على أسفل السلم الذي درجاته العالية عند الله سبحانه وتعالى، ولا يعلم عددها إلا هو سبحانه وتعالى، والدرجات عند الله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض. فأين نحن من علاج أمراض قلوبنا من الشبهات والشهوات؟ فرب شهوة محرمة تقع في القلب فتفسده، بل ربما مجرد خاطر بالشهوة المحرمة لا عزيمة يعد ذنباً يلام عليه الإنسان فكيف إذا كانت عزيمة؟ وكيف إذا كانت إرادة يستحضرها ويمرها على قلبه؟ أقل شيء يحرمه صاحب الخواطر الرديئة أن يحرم خواطر الإيمان، وأن يحرم ما يفيض الله عز جل على قلبه عند سماع القرآن، فكم من آية تمر عليك وأنت لم تتعظ بمواعظها؟ وكم من صلاة مررت عليها وأنت تقول: متى تنتهي السورة ليركع الإمام لننتهي من الصلاة؟ إن هذه الخواطر لربما وقعت في قلب كل واحد منا وهي تدل على النقص لا شك، وأن القلب يحتاج إلى علاج ومداواة؛ لأنه إذا تدبر القرآن فسوف ينسى هذه الخواطر، وربما يحرم لذة مناجاة الله سبحانه وتعالى في دعائه، ويحرم لذة إنبات الخير في قلبه عند تلاوة كتابه سبحانه وتعالى؛ بسبب ما وقع في قلبه من موازنات فاسدة، وتقديم أمور كان ينبغي أن تؤخر، وتأخير أمور كان ينبغي أن تقدم، ولذلك نرى حياتنا مليئة بالمشاكل؛ لأنها لم تعالج كما ينبغي بالشفاء الذي أنزله الله { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } [الإسراء:82]، ولا شك أن طبيعة الحياة التي نحياها والتي هي مليئة بأنواع الصراعات على الدنيا والتنافس عليها تؤثر علينا، ولكن لا بد لنا أن نتوقف لحظات لنعالج أمراض قلوبنا، ولنحيي هذه القلوب، ولنحصل على البصيرة التي لا يستوي من فقدها ومن حصل عليها، { وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ }[فاطر:19-20] فالظلمات هي: ظلمات الكفر والجهل والضلال وغضب الله سبحانه وتعالى، وتلك تحل على من هوى في غضب الله عز وجل تحل حتى لا يرى شيئاً، كما وصف الله عز وجل حال ذلك الكافر الجاهل الضال:{ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ } [النور:40]. والنور هو نور الإيمان الذي أنزله الله سبحانه وتعالى، وهذا يكون في القلب كمصباح متقد من زيت شجرة مباركة، فهو نور الإيمان على نور الفطرة، { نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }[النور:35]،{ وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ * وَلا الظِّلُّ.. } [فاطر:19-21]، فحال أهل الإيمان في دنياهم في ظل وراحة وسكون: { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [الرعد:28]، وهم في ظل في قبورهم، وفي آخرتهم في ظل عرش الله عز وجل، وفي الجنة في ظلال وعيون، وفي سكون دائم وراحة وسعادة دائمة لا تدانيها ولا تشبهها سعادة، ومن وجدها يعلم يقيناً أنها تتضاءل أمامها كل لذات الدنيا، ولكنها للأسف الشديد عند أكثرنا -إن لم نكن كلنا- لا تتعدى لحظات معدودة، وبدرجات متفاوتة، ولكن بحسب ما نأخذ من هذا المعين الصافي بحسب ما نسعد، وكلما نلنا من طاعة الله سبحانه وتعالى ومرضاته، وحييت قلوبنا بكتابه سعدت هذه القلوب واطمأنت وذاقت طعم الإيمان، (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً) وأما الحرور فهو حر الكفر والعياذ بالله. فالكفرة في دنياهم في ضنك وشقاء، وفي قبورهم في عذاب وبلاء، وفي الآخرة في حر شمس دانية من الرءوس قدر ميل، فيعرق أحدهم حتى يبلغ عرقه أنصاف أذنيه، وحتى يغرق في رشحه، ويضرب العرق في الأرض سبعين ذراعاً، وقدر قامة الرجل على قدر عمله. وأما في النار والعياذ بالله فهو الحر الذي لا يطاق: { قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ } [التوبة:81]،{ وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ } [فاطر:22].......

تفاوت المجتمعات

إن مجتمع المؤمنين مجتمع يزن بموازين الشرع، ويقدم ما قدمه الشرع، ويعظم ما عظمه الشرع، وهو مجتمع يعيش لتحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى، ومجتمع زكي طاهر نقي، فإرادات أهله في مرضات الله وفي البعد عن مساخطه وما يغضبه. وأما مجتمع الكفرة فمجتمع أموات وأمراض ودرجاتهم متفاوتة، فمنهم من هو في غيبوبة، ومنهم من يوشك على الموت، ومنهم من قد مات وأنتن، فهي مجتمعات متفاوتة، والإنسان لا شك باقترابه من هذه المجتمعات يتأثر بها، ورؤية وجوه أصحابها تؤثر في قلبه، وإذا كانت رؤية وجوه المومسات عقوبة فكيف برؤية وجوه الكفرة والمنافقين على سبيل الاحترام والتعظيم؟! نسأل الله أن يتوب علينا، وأن يعافينا جميعاً من ذلك. نعم إنك أن ترى وجوههم مجاهداً لهم فذلك من نعم الله عليك، ولكن أن ترى وجوههم وأنت مضطر لكي تعاملهم بالاحترام والتوقير فإنه والله من أنواع العقاب، فكيف بمن يطلب ذلك ويأتي بأنواع المناظر التي ينظر بها إلى وجوه المومسات والكافرات والكافرين والظالمين؟ نعوذ بالله من ذلك، فالمجتمعات متفاوتة تفاوتاً عظيماً، فانظر كيف تقضي وقتك، ومع من تقضي وقتك، فنحتاج إلى تعمير قلوبنا خلال هذه الأيام المباركة التي تقدم علينا بإذن الله، ففي لياليها أعظم تعمير للقلوب بإحيائها بكتاب الله (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يأتيه جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة). نفعنا الله عز وجل وإياكم بالقرآن العظيم، وأحيا قلوبنا به، ورزقنا تلاوته آناء الليل وآناء النهار على الوجه الذي يرضيه عنا. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.......

فضل ليالي العشر من رمضان

الحمد الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا ليلة، وأيقظ أهله، وشد المئزر، وكان صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان طلباً والتماساً لليلة القدر، وطلباً لفضل الله عز وجل في هذه الليالي كلها، فهذه خير ليالي السنة، وهي أفضل الليالي على الإطلاق، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، والنبي صلى الله عليه وسلم رغب في السبع البواقي أكثر فقال: (فمن غلب على العشر الأواخر فلا يغلبن على السبع البواقي)، وذلك أن آخر العمل يكون الإنسان قد تهيأ فيه للمنازل العالية، فإذا أفاض الله عز وجل عليه نعمة في آخر هذا الشهر الكريم كان أهلاً لقبول هذه النعمة، وأهلاً لاستثمار هذا الخير وتأثيره في قلبه؛ ولذا كان دائماً التمهيد للأمور العظيمة بكثرة العبادة والذكر والتلاوة والصلاة والقيام والركوع والسجود، كما قال سبحانه وتعالى: { وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}[الأعراف:142]، وهذه الأربعون كان موسى يصوم نهارها ويقوم ليلها؛ تهيئة لسماع كلام الله سبحانه وتعالى، ولتقريبه نجياً، وهو في هذه المرة يقدم مشتاقاً محباً بعد أن ذاق الحلاوة التي لا توصف في المرة الأولى، مع أنه كان يطلب ناراً وهدىً وخبراً غير الذي حصل عليه، فكان يريد ناراً فرأى نوراً أعظم من الذي يطلب، وكان يريد هدىً على الطريق فرأى هداية أتم مما كان يطلب. وكان يريد مخبراً يخبره عن طريقه فوجد إخباراً من رب العالمين سبحانه وتعالى، فكانت المرة الثانية أكمل، وكان محباً متعجلاً إلى ربه راغباً في رضاه. وهكذا مريم عليها السلام عندما هيئت لتحمل الأمر العظيم في أمر ولادة المسيح نادتها الملائكة: { يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ } [آل عمران:43].......

الدعاء يغير الأرض والتاريخ

فالأمور العظيمة تحتاج إلى تهيئة، بل ما يقدره الله عز وجل لعباده المؤمنين يعطيهم إياه وهم يسألونه عز وجل في دعائهم وصلاتهم. ألم تسمع قول الله عز وجل:{ فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى } [آل عمران:39]؟ وقال سبحانه وتعالى لموسى عليه السلام:{ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ } [يونس:89]، فهذه الأرض يتغير وجهها بدعوة من صادق قانت خاشع لله عز وجل، وانظر إلى مكة المكرمة، فقد كانت أرض قفر بين جبال لا نبت فيها ولا ماء، فما الذي يدفع قلوب ملايين البشر عبر السنين أن تأتي إلى هذه البقعة العجيبة؟ إنها دعوة إبراهيم عليه السلام: { فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } [إبراهيم:37]، فلقد غير وجه هذه البقعة إلى يوم القيامة، فهي بقعة يأتي إليها ملايين البشر كل عام، وهم مشتاقون إلى المزيد، وكل ذلك بسبب دعوة من إبراهيم عليه السلام، فهي دعوة تغير بها وجه الأرض. وهذا كما تغير وجه مصر بهلاك فرعون وجنده في لحظة من اللحظات بدعوة من موسى عليه الصلاة والسلام { قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ } [يونس:89]. وكذلك دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم حين قام طويلاً في ليلة بدر، فتغير وجه التاريخ، ولولا فضل الله عز وجل بنصر المسلمين في غزوة بدر لما عُبد الله عز وجل في الأرض بعد ذلك اليوم، قام النبي يستغيث { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ } [الأنفال:9]، فاستجاب الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم. ودعوة من النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الأحزاب غيرت أيضاً وجه التاريخ، وصار الكفر ينتقل إلى الدفاع بعد أن كان مهاجماً. فأرسل الله الريح والجنود التي لم يرها الناس، فانصرف عشرة آلاف من الأحزاب بعد أن أوشكوا أن يصلوا إلى غايتهم من اقتحام المدينة، واستئصال الإسلام، لكن ينقلب الأمر في لحظة بدعوة صادقة، وانقلب الأمر على يهود بني قريظة في تلك الليلة بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ لأن قلوبهم متعلقة بالله راجية لفضله، فبالدعاء يتغير وجه الأرض ومسار التاريخ، ومسار الأحداث كلها يتغير بالصلاة. فاجتهدوا عباد الله! في هذه الأيام المباركات والليالي الفاضلات أن يتغير حالنا إلى ما يحب الله عز وجل ويرضى، وذلك بكثرة الاجتهاد في الدعاء والتضرع، ولا بد أن تحيا القلوب وتحضر؛ فإن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل، وربما تنقلب الموازين بعد أن تصل إلى نهايتها من حيث لا يشعر الناس، ويأتي الكفرة من أمر الله ما لم يكونوا يحتسبون، ويأتي أعداء الإسلام من المنافقين ما لا يعلمون، وهو عز وجل يملي لهم، وكيده متين، ولكن أين هذه القلوب؟! فاجتهدوا أن تكونوا من أصحابها { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [البقرة:186]. وليكن الاعتكاف عكوفاً بالقلب على الله، والنية على إرادته، وإخلاصاً لوجهه سبحانه قبل أن يكون ملاءة تفردها في المسجد، أو خباء تصنعه لكي يخلو بك من يريد مسامرتك، ومن تريد محادثته، وأنت في غفلة عن حقيقة الاعتكاف، فالاعتكاف أصلاً: عكوف القلب والهمة قبل أن يكون عكوف البدن. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر اليهود والنصارى والمنافقين وسائر الكفرة والملحدين، وأصحاب الضلالة دعاة السوء. اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بسوء فاجعل كيده في نحره، واجعل تدميره في تدبيره، واجعل الدائرة عليه يا رب العالمين! اللهم نج المستضعفين من المسلمين في كل مكان، اللهم وانصر المسلمين في فلسطين والشيشان. اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، اللهم احفظ دماء المسلمين في كل مكان، واحفظ أموالهم وأعراضهم يا رب العالمين! اللهم انصرنا على عدوك وعدونا، اللهم أنزل بأسك الذي لا يرد على القوم المجرمين: باليهود المعتدين، والنصارى المحاربين الذي يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ولا يؤمنون بوعدك، وبالمنافقين الظالمين الذين يصدون عن سبيلك




الموضوع الأصلى : نعمه القرآن المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : نوح


توقيع : نوح






نعمه القرآن  Empty2010-07-23, 11:24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
جندى فعال
الرتبه:
جندى فعال
الصورة الرمزية

ريهام

البيانات
احترام القوانين : نعمه القرآن  5
عدد الرسائل : 794
الجنس : انثى
العمر : 69
البلد : أم الدنيا
نقاط : 946

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: نعمه القرآن نعمه القرآن  Empty2010-07-23, 11:24



نعمه القرآن
جزاك الله خير الجزاء

على هذا النقل الطيب

وجعله فى ميزان حسناتك

ونفعنا الله فيه وزادنا ايمان ويقين




الموضوع الأصلى : نعمه القرآن المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : ريهام


توقيع : ريهام






نعمه القرآن  Empty2010-07-25, 08:57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
جندى مميز
الرتبه:
جندى مميز
الصورة الرمزية

avatar

البيانات
احترام القوانين : نعمه القرآن  5
عدد الرسائل : 1211
الجنس : انثى
العمر : 58
البلد : الفيوم
نقاط : 1671

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: نعمه القرآن نعمه القرآن  Empty2010-07-25, 08:57



نعمه القرآن
جعله الله فى ميزان حسناتك

ونفعنا ربنا جميعا بما جاء فيها من فوائد ومنافع

بارك الله فيك




الموضوع الأصلى : نعمه القرآن المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : خديجة


توقيع : خديجة






نعمه القرآن  Empty2010-10-06, 08:55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة
الرتبه:
مشرفة
الصورة الرمزية

القطة العميا

البيانات
احترام القوانين : نعمه القرآن  5
عدد الرسائل : 217
الجنس : انثى
نقاط : 335

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: نعمه القرآن نعمه القرآن  Empty2010-10-06, 08:55



نعمه القرآن
نعمه القرآن  Qps4md9076669



الموضوع الأصلى : نعمه القرآن المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : القطة العميا


توقيع : القطة العميا






نعمه القرآن  Empty2010-11-17, 01:54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة
الرتبه:
مشرفة
الصورة الرمزية

ألاء رأفت الجندى

البيانات
احترام القوانين : نعمه القرآن  5
عدد الرسائل : 1524
الجنس : انثى
البلد : الفيوم
نقاط : 2422

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: نعمه القرآن نعمه القرآن  Empty2010-11-17, 01:54



نعمه القرآن
نعمه القرآن  Up2up5d3aab1d41



الموضوع الأصلى : نعمه القرآن المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : ألاء رأفت الجندى


توقيع : ألاء رأفت الجندى






نعمه القرآن  Empty2010-12-27, 02:59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
جندى مشارك
الرتبه:
جندى مشارك
الصورة الرمزية

قطرة ماء

البيانات
احترام القوانين : نعمه القرآن  5
عدد الرسائل : 198
الجنس : انثى
العمر : 36
البلد : شرم الشيخ
العمل : وزاره الصحة
نقاط : 196

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://www.google.com


مُساهمةموضوع: رد: نعمه القرآن نعمه القرآن  Empty2010-12-27, 02:59



نعمه القرآن
بارك الله فيك

ما شاء الله

فى حفظ الله




الموضوع الأصلى : نعمه القرآن المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : قطرة ماء


توقيع : قطرة ماء






نعمه القرآن  Empty2011-02-20, 09:44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة
الرتبه:
مشرفة
الصورة الرمزية

وفاء صابر

البيانات
احترام القوانين : نعمه القرآن  5
عدد الرسائل : 1245
الجنس : انثى
البلد : مصر
نقاط : 1754

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: نعمه القرآن نعمه القرآن  Empty2011-02-20, 09:44



نعمه القرآن
اللهم ارحمنا بالقرآن واجعله لنا أماماً ونوراً ورحمةً
الأستاذ الفاضل /نوح
جزاك الله خيراً عن هذه المساهمة القيمة
تقبل مروري وتحيتي




الموضوع الأصلى : نعمه القرآن المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : وفاء صابر


توقيع : وفاء صابر






نعمه القرآن  Empty2011-02-22, 02:16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
جندى مشارك
الرتبه:
جندى مشارك
الصورة الرمزية

avatar

البيانات
احترام القوانين : نعمه القرآن  5
عدد الرسائل : 52
نقاط : 52

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: نعمه القرآن نعمه القرآن  Empty2011-02-22, 02:16



نعمه القرآن
واسأل الله أن نكون من حملة كتابه ...
علما وعملا وفهما.

بارك الله فيك




الموضوع الأصلى : نعمه القرآن المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : أحمد الباسل


توقيع : أحمد الباسل







الــرد الســـريـع
..





Loading...