القاعات الإسلامية

**رأفت الجندي** · 2017-11-04, 07:51

ظهرت بهواته
كان رجل مسن قارب على السبعين من العمر يعيش وحيدا فى منزل كبير يمتلكه بأحد أكبر ميادين المدينه يعيش على ريع إيجار اربعة شقات من شقق المنزل الخمسه التى يقطن بأحدهم فى الطابق الارضى وثلاثة دكاكين باقى الطابق الأرضى كان يقضى أغلب وقته فى المسجد الكبير القريب من المنزل يذهب إليه قبل الفجر ويقوم بكنس المسجد وتعطيره ويتوضأ ويصلى ركعتين تحيه للمسجد ويؤذن لصلاة الفجر ويصلى السنه وينتظر الصلاه ويجلس يقرأ فى كتاب الله حتى الشروق ويصلى ركعتى الضحى ويعود لتناول إفطار وينام ليستيقظ قبل الظهر فيذهب للمسجد فيؤدي الصلاه وينتظر صلاة العصر لؤديها ويعود للمنزل للغذاء والراحه ليذهب قبل المغرب ويظل بالمسجد حتى صلاة العشاء ليعود ليأوى إلى فراشه إستعدادا لصلاة الفجر وهذا هو كان البرنامج اليومى للحاج حسان الذى لم يتغير ولم يتخلف عنه يوم واحد حتى حفظه كل رواد المسجد الذين كانوا يحبونه ويحترمونه ويقدرونه فيعوضوه عن وحدته ويؤنسوها ومرت السنوات وحسان على حاله لا تغيير ولا تبديل رغم تقدم السن به وانحناء ظهره وحاجته الى ساق ثالثة بعد لم أن تعد ساقاه قدرتان على حمله بمفردهما فتخذ من عكاز خشبى ساقا ثالثه تعين ساقاه والحال هو الحال ولكن من المحال دوام الحال فبدأ الزهيمر يتسلل ليسرق من ذاكرة الحاج حسان فضاعت منه الأسماء ثم ضاعت منه الأحداث حتى لم يعرف شيء ولا شخص ووهن عظمه وخارجت قواه بعد أن تعدى الثمانين من العمر ولم يعد قادر على على مغادرة المنزل فتناوب علي منزله رجال وشباب المسجد الذى الزمتهم زمالة الصلاه عدم ترك الرجل لشيخوخته لتقتله فتناوبوا على خدمته فمنهم من تولى شؤونه الماليه يحصل الإيجارات ووجدوا معه بطاقة معاش تولوا إحضار موظف المعاشات ليصرف له المعاش ويبصمه فى المنزل وأضيف المعاش لباقى الإيجار لتلبية نفقات الشقه من طعام ونظافة وعلاج حتى أن إحدى سكان المنزل تطوعت لنظافة الشقه أسبوعيا وطهى وجبات الرجل يوميا وعاش حسان بين أهل المسجد وأهل المنزل كأنه ذا عائلة كبيره حتى وافته المنيه وانتقل إلى جوار ربه ليظهر له فى ذات المساء ثلاثة بهوات من ذوى البدلات الأنيقة وروابط العنق الفاخره ليقولوا للناس أنهم أبنائه أين كنتم أيها الملاعين وأى قلوب تلك التى فى صدوركم وأي أنفس تلك أنفسكم التى سولت لكم إهمال ابيكم وقطع رحمه وجحود بره طوال هذه السنوات ولكن لو كان الذى فى عروقهم دم كذلك الدم الذى يجرى فى عروق البشر لستشعروا نظرات الاحتقار التى كانت أعين كل أهل الحى ترميهم بها ولكن ماذا تجدى النظرات أمام قلوب تحجرت وانفس جحدت صدأت بل وماتت وأحاسيس تبلدت فلم يلقوا بالا لأحد واتموا إجراءات دفن والدهم على عجاله واكتفوا بتقبل العزاء على القبر وعادوا مسرعين للمنزل ليخبروا السكان بمكان دفع الإيجار واغقلوا شقة أبيهم بعد جرد محتوياتها ولم يمضى عام واحد إلا وكانوا باعوا المنزل بخمسة عشر مليون جنيه وبالسؤال تبين أن الحاج حسان قد طلق زوجته من سنوات عديده لاستحالة العشره بينهم فأخذت أولاده الثلاثه واختفت وغيرت سكن أهلها وحرمت زوجها من رؤية أبنائه وربت الأبناء وبثت فى نفوسهم كراه.مية أبيهم الذى صورته لهم أنه شيطان مريد ورصدت وراءه الأعين تنقل إليها أخباره وأخذت تترقب وفاته حتى جاءها نبأها فارسلت أبناءها ليأخذوا ميراث والدهم الذى لم يراهم أو يروه منذ طفولتهم فأين العيب ومن المخطيء الذى ضيع الفضل بين الزوجين حتى تصل العلاقه بين الأب وابناءه إلى هذا الحضيض *

الموضوع الأصلى : ظهرت بهواته المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : رأفت الجندي

**درس الدروس** · 2017-11-04, 16:50

ظهرت بهواته

رائع ماتقدموه من ابداع جميل
ننتظر المزيد منكم
لكم مودتي

الموضوع الأصلى : ظهرت بهواته المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : درس الدروس

القاعات الإسلامية

القسم الاسلامى العام