القاعات الإسلامية

**رأفت الجندي** · 2017-02-04, 02:24

إذا كان هذا حالك

تريد أن تقرأ حزبك من القرآن فتجد أن اليوم قد انقضى من غير أن تقرأ شيئا !

تفتح المصحف فيأتيك صارف يصرفك أو يتلعثم لسانك وينقبض قلبك فلا تكاد تكمل صفحتين إلا وقد أغلقت مصحفك والتفت إلى جوال أو مقال فقرأت صفحات وصفحات !

إذا كان هذا حالك فاعلم أنك مكبل، قيدتك الذنوب والخطايا ، واستحوذ عليك الشيطان فمنعك قراءة القرآن ، قال الله تعالى : {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} وأي مصيبة أعظم من أن تمنع القرآن.

قال بعض السلف : "كم من أكلة منعت قيام الليل، وكم من نظرة حرمت قراءة سورة ، وإن العبد ليأكل الأكلة أو يفعل فعلة فيحرم بها قيام سنة"

وهذه الحال ما لها دواء إلا التوبة والاستغفار، والرجوع إلى العزيز الغفار، والإنطراح والبكاء بين يديه وصدق اللجوء إليه.

فيا من أردت صلاح قلبك وحالك، أقبل على الله بصدق، واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك، وتدبره بقلبك، واعلم أنك محتاج إليه، وأنك الطالب وهو المطلوب، فلا تستسلم إن وجدت من نفسك انقباضا، بل ابك لربك وتضرع إليه واسأله أن يفتح أقفال قلبك وأن يحبب إليك كلامه

ولازم بابه قرعا عساه
سيفتح بابه لك إن قرعت
وناد إذا سجدت له اعترافا
بما ناداه ذو النون بن متى

وهكذا كان حال السلف رحمهم الله يبكون ويتضرعون إلى الله إذا حيل بينهم وبين كتاب الله، فهذا أبو داود الحفري رحمه الله يقول : "دخلت على كرز بن وبرة بيته فإذا هو يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟ قال: إن بابي مغلق، وإن ستري لمسبل، ومنعت حزبي أن أقرأه البارحة، وما هو إلا من ذنب أحدثته"

فأما إذا فتح الله عليك وكنت ممن يتلو القرآن آناء الليل وأطراف النهار فاعلم أنك في نعمة عظيمة تغبط عليها، فأكثر من شكر الله وذكره، وإياك ثم إياك أن تمن على الله بل المنة لله عليك أن وفقك لتلاوة كتابه، واحذر الذنوب فإنها تزيل النعم وتهلك الأمم ، قال تعالى : {فأهلكناهم بذنوبهم} .

فاللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا واجعلنا من أهل القرآن العالمين به العاملين بما فيه.

الموضوع الأصلى : إذا كان هذا حالك المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : رأفت الجندي

**محمد نجيب** · 2017-02-04, 15:52

إذا كان هذا حالك

شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع والمميز

واصل تألقك والله ولي التوفيق

بارك الله فيك

الموضوع الأصلى : إذا كان هذا حالك المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : محمد نجيب

القاعات الإسلامية

القسم الاسلامى العام