ترغيب التلاميذ الجدد فى المدرسة
مع بداية عام دراسى جديد، يعانى بعض التلاميذ الصغار من الوحشة وعدم الإنتماء لهذا المكان الجديد “المدرسة”، والبعض منهم قد يستمر فى هذه الحالة لدرجة تصل إلى حالات من الاكتئاب المرضية وترتبط بالكره الشديد للمدرسة والدراسة بالتبعية.
وتجنبًا لكل هذه المشكلات، كان على عاتق المعملين مسئولية بناء استراتيجية محكمة من أجل تمكين هؤلاء التلاميذ من الاندماج فى بيئتهم الجديدة، وذلك من خلال تكوين مجتمع مصغر تحتويه جدران الفصل أولا وأسوار المدرسة من بعده.
ويأتى الطلاب الجدد حاملين مجموعة متنوعة من الثقافات والأصول والخلفيات والاهتمامات، ويعتبر دمج كل هذا الاختلاف فى بيئة واحدة متجانسة من التلاميذ وتحبيب الطلاب فى المدرسة نجاحًا فى حد ذاته، أكبر من إنجاز المنهج الدراسى.
أكدت الدراسات أن الطفل الذى يتمتع بحس من التواجد الفعال وسط مجتمعه الصغير، هو الأكثر تفوقًا فى الدراسة، حيث أن هذه العلاقات البسيطة بينه وبين أصدقاءه تترجم وتتوسع لتكّون نظرته العامة عن العالم من حوله، وكان من هذا المنطلق على عاتق كل تربوى ناجح أن يبنى “منزل آمن” آخر من أجل التعلم للأطفال متمثلا فى الشهر الأول من بداية الفصل الدراسى، ولكن كيف تنبنى هذا الملاذ الآمن والبيت الثانى للأطفال؟.
اخلق هوية خاصة لكل طفليحتاج الطفل أن يجد امتدادًا له بداخل الفصل، ولذلك يمكن للمعلم استغلال هذه الفرصة والحصول على بعض صور الأهل قبل بدء الدراسة بإسبوع مثلاً ومن ثم يضع هذه الصور معلقة على جدران الفصل، فهذا يجعل التلاميذ يشعرون كأنهم يعرفون هذا المكان الجديد وكذلك هو يعرفهم مسبقًا، ومن ثم لا يشعرون بالوحشة وإنما بالإنتماء والسعادة خاصة لأنهم يتعرفون كذلك على باقى صور زملائهم فى الفصل.
بيئة من الأشياء المألوفةيحتاج التلاميذ إلى أشياء مألوفة بالنسبة لهم فى الفصل الجديد، مثلا ألعاب البازل وباقى الأشياء الأخرى التى قد يكون تعود على امتلاكها أو لعبها فى محيطات آمنة أخرى مثل المنزل، فهذه الأشياء تشعرهم بجو من الارتياح والنجاح والفرحة حين تكتمل رسمتهم أو يكتمل تكوينهم للمكعبات أو البازل، وبالتالى يتشاركون فى هذه الفرحة مع من حولهم، وهنا يبدأ فى بناء مجتمعه الصغير الخاص والآمن.
الألوانتعلب الألوان دورًا مهمًا جدًا فى خلق راحة نفسية لدى التلاميذ، خاصة تلك الألوان الدافئة والمحيطات الناعمة مثل وسائد الألعاب القطنية، والصلصال، والورود، فكلها أشياء رقيقة لا يخشاها الطفل وبالتالى تنعكس على نفسيته من خلال الشعور بالارتياح والأمان داخل مجتمعه الجديد هذا.
الثقة فى المعلمعلى المعلم أن يبنى ثقة مع التلميذ ويجعله لا يخشاه، بل يتحدث إليه بأريحية وثقة، كأن يفتح التلميذ قلبه لمعلمه، وبذلك يكون كسب ثقته وجعل الطفل يشعر بالأمان فى مجتمعه الصغير.