كيف تتحكم فى أحلامك؟
رغم ما يبدو لكثيرين من أن الأحلام مساحة من الخيال الواقعة خارج حدود العقل الواعى وبعيدًا عن سيطرتنا عليها، وإيمان جانب كبير من الناس بأنها إشارات ميتافيزيقية تحمل معانى وقراءات وبشارات للمستقبل وتفسيرات للحاضر، وتعامل آخرين معها على أنها مجرد تنفيس عن الانفعالات والهواجس والرغبات المكبوتة، تقف النظريات والدراسات العلمية فى مجال النوم وكيمياء المخ والتغيرات البيولوجية والهرمونية التى تحدث خلال النوم والتعرض للأحلام والكوابيس الليلية، فى مساحة واضحة لا تُبسّط الصورة ولا تغفل جانبًا من الجوانب المهمة فى تحليل الظاهرة، فالأحلام وإن كانت بالشكل العلمى لا تحمل إشارات مستقبلية، إلا أنها تمثّل خلاصة الخبرات العقلية والاستقراءات الموضوعية التى يعمل المخ على الربط بينها واستخلاص الصور والسيناريوهات المتوقعة، إلى جانب أنها وسيلة للتخلص من الكبت والضغوط والتنفيس عن الانفعالات، وهى مرحلة من مراحل التحفيز والدعم والتعويض النفسى أمام صعوبة الواقع ومسلسل الأحلام المجهضة دائم التجدد، وبعيدًا عن كل هذه الإشارات والمعانى، فإن للأحلام أهمية كبيرة فى تنمية الطاقة الإيجابية ودفع الخطوات العملية على طريق التقدم، ولكن شريطة أن تستفيد منها بشكل عملى وفاعل، وهناك طريقة بسيطة تمكّنك من هذه الاستفادة دون جهد أو عناء، إذ تمكّنك من التحكم فى أحلامك والسيطرة على حركتها، فمجرد إجراء اختبار للواقع وإدراك أنك تحلم، فتمسّك بالهدوء ولا تشعر بالإثارة لأنك تحلم، لأنك إن فعلت هذا ستستيقظ، فاستغرق فى عالم الأحلام وابدأ التحكم فى الأمور الصغيرة قبل أن تتطوّر فى الاتجاه المعقّد.
الدخول فى مرحلة الأحلام الواعيةتحرك فى فضاء الحلم واعمل على تغيير المشهد، ابدأ فى لمس الأشياء والتفاصيل المحيطة، وحاول جعل الأشياء الصغيرة تظهر أو تختفى، وبمجرد الدخول فى مرحلة الأحلام الواعية والشعور بقدر من التحكم فى حلمك، اسع إلى تحقيق مستوى أكبر من التحكّم بجعل نفسك تطير وتُحلّق بعيدًا، أو حاول العودة إلى مكان تذكّره منذ الطفولة، أو حتى تسافر عبر الزمن، وما أن تعتاد على الأحلام الواعية ستتمكن من تحقيق أهدافك وامتلاك القدرة على رؤية الأحلام التى تنتظرها وتريدها بانتظام.
سجل أحلامك وحدد نقطة الحلم الواعىتسجيل الأحلام فور الاستيقاظ من النوم أمر مهم لتنمية ملكات ومهارات السيطرة على الأحلام والتحكم فيها، ومن المهم أيضًا تحديد نقطة الحلم الواعى، واكتب كل ما كان بإمكانك القيام به، والأشياء التى عجزت عن القيام بها، واسأل نفسك ما الذى يمنعك من القيام بأى شىء فى أثناء الحلم الواعى، مثل التحليق.
من المهم أيضًا أن تُذكّر نفسك بأنك تحلم، بمجرد الدخول فى الحلم والإدراك بأنك تحلم، أخبر نفسك أنك تحلم من حين لآخر، وإن لم تفعل هذا، قد تنسى أنك تحلم ولا تستطيع التحكّم فى الحلم وبكل شىء يحدث، وتعلم أن التذكير لنفسك بأنك تحلم، تجعل لديك قدرة على تغيير حلمك والتحكّم فيه.
التحليق مع الأحلام الواعيةيمكنك فى البداية القيام بتجربة مع عالم الأحلام الواعية، تقودك إلى الطيران والتحليق فى هذه الأحلام، ربما لا تكون قادرًا على هذا الأمر فى البداية، ولكن حسن مهاراتك وعملك الجاد على الوصول إلى هذه المرحلة سيساعدك كثيرًا، كلم نفسك وتحدث معها بالقول “سوف أحلّق”، حتى تستعد للطيران، ثم ابدأ بالقفز على قدم واحدة وحرك جسدك لأعلى قبل التحليق، وعندما تُحلِّق لا تُشكّك فى الاحتمالات، لأنك وقتها لن تستطيع التحليق وستجد نفسك تنخفض مرة أخرى، فكر فى القفز إلى أعلى مرة ثانية ثم حاول التحليق.
تستطيع تغيير المشهد فى الحلم، إذا حاولت بشدّة، بمجرد إدراك أنك تحلم، وفى سبيل هذا يمكنك استخدام خيالك فى فتح الباب الذى يقودك إلى مكان الحلم، وإذا حاولت تذكّر منزلك وأنت طفل، ابدأ بالشجرة المفضلة فى حديقة منزلك، ثم بالشرفة الملوّنة، ثم الباب، وهكذا، حتى ترسم العالم الذى تريد، وسيساعدك وجود صورة للمشهد إلى جوار الفراش، ومطالعتها قبل النوم، على الدخول فى أجواء المغامرة المثيرة والمدهشة.