مرحلة المراهقة وطرق التعامل معها

هل فكرت من قبل فى التوقف لحظة لتقييم نفسك فى مرحلة المراهقة وما سبّبته من متاعب لوالدك ووالدتك؟ إذا كنت فى إطار هذه المرحلة ولم تخرج منها بعد، أو خرجت وتستكمل تفاصيل ومراحل حياتك، فمن المهم أن تتعرف على “المراهقة” بشكل علمى وعن قُرب، فطال الزمان أو قصر ستخوض معها معاناة ثانية، عندما تنجب وتبدأ فى مواجهة الصراعات والصدامات التى واجهها معك والداك، والمشكلة الأزلية التى كانت لدى آبائنا وأمهاتنا، وما زالت لدينا أيضًا، أن معرفة الأهل بهذه المرحلة وتفاصيلها وتحوّلاتها، وأسلم الطرق النفسية والعملية والتربوية للتعامل معها، معرفة محدودة وتُعمّق المشكلات أكثر من العمل على حلّها، بينما تحتاج مرحلة المراهقة إلى نضج من الأهل فى التعامل، ليعادل مرحلة التوتر والارتباك وعدم النضج لدى الأبناء، خاصة وأن سماتهم فى فترة المراهقة تتّسم بالتمرّد والسعى إلى الاستقلالية والميل إلى التجربة والمغامرة، وغيرها من التفاصيل المربكة والمتداخلة وقوية التأثير على حياته وحياة أسرته، وفى هذه السطور سنسبح معًا فى بحر هذا المرحلة، لنقترب من تعريفها العلمى وتركيبتها النفسية وصراعاتها واقتراحات الأطباء والمختصين لتخطى هذه المشكلات بسلام.

تعريف المراهقة

مرحلة المراهقة من المراحل الزمنية الملتبسة على المستويات العملية والمفاهيمية، فرغم تحديدها الزمنى ومعرفة حيّزها وسط سنوات العمر، إلا أن تعريفها ليس واضحًا لكثيرين، وفى إطار توصيفها العلمى يقول الدكتور فؤاد السيد: “كلمة مراهقة أصلها لاتينى، وتعنى الاقتراب من النضج، أى أن المراهقة بمعناها الدقيق هى المرحلة التى تسبق الرشد، وتحمل الفرد إلى اكتمال النضج، أى تمتد من بدء مرحلة البلوغ وحتى الوصول إلى الرشد الكامل”.

النمو العقلى للمراهق

تذكر الدكتورة آمال أباظة، فى كتابها “النمو النفسى للأطفال والمراهقين” خصائص النمو العقلى للمراهقين، متتبعة مراحل النمو والتطور على المستويات النفسية والعقلية والعملية، فبينما يبدأ الذكاء الحسّى فى مرحلة الطفولة وينمو تدريجيًّا، فإنه يصل إلى الذكاء المجرّد فى مرحلة المراهقة، إذ يبلغ أقصاه فى عمر الـ 18 سنة، وإلى جانب هذا تنمو عند المراهق القدرة على الاستدلال والاستنتاج والاستنباط، ويوجد تنوّع لدى المراهق فى الميول والاتجاهات، كما تزداد قدرته على الانتباه والتركيز بشكل أكبر من الطفل.

صراعات مرحلة المراهقة:

1/ الرغبة فى الاستقلال عن الوالدين

تشهد هذه المرحلة العمرية الحرجة بداية تكوّن وبروز رغبة جامحة لدى المراهق فى الاستقلال عن الوالدين، وتكوين حياة خاصة ومستقلة نوعًا ما، ولكنه يواجه مشكلة كبيرة فى هذا الأمر، إذ إن قدراته المادية والجسدية لا تساعده على تحقيق هذا الاستقلال المنشود، فيحدث له إحباط وصراع داخلى ويزداد شعوره بالنقص والضعف.

2/ إشباع الرغبة الجنسية والشعور الدينى

فى مرحلة المراهقة يبدأ الإنسان فى اكتشاف ميوله وغرائزه بدرجة كبيرة وحادة نوعًا ما، ويفرض النمو الجنسى – الذى يبلغ قمته فى هذه المرحلة – حالة من الشعور بالاحتياج والسعى إلى الإشباع، ولكن تحول القيم الدينية والأخلاقية بين المراهق وهذا الإشباع، وخصوصًا فى المجتمعات الشرقية المحافظة، وهو ما يُعمّق حالة الصراع فى نفس المراهق.

مقترحات لإنهاء صراعات المراهقة:

1- ينبغى العمل على عدم التفرقة فى المعاملة بين الذكور والإناث، وبين البناء بصفة عامة

2- على الأبوين ان يكونا ناضجين ويتفهّما حاجة المراهق إلى الاستقلال والفطام النفسى

3- المراهقون ذوو شخصيات حساسة، لهذا تنبغى معاملتهم كالكبار، وهذا من شأنه أن يرفع من معنوياتهم بشكل كبير

4- للتقليل من الرغبات الجنسية، من الممكن توجيه المراهق إلى أنشطة وهوايات نافعة، تنمّى من طاقته وحالته الروحية ووعيه، مثل لعب الرياضة أو الرسم، وغير ذلك من الأنشطة التى يفضلها المراهق.

	الموضوع الأصلى : مرحلة المراهقة وطرق التعامل معها المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : زكى محمد كود

جزاك الله كل خير

بارك الله فيك

	الموضوع الأصلى : مرحلة المراهقة وطرق التعامل معها المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : العجلاتى