كيف يتحمل طفلك المسؤولية
على رأس خطوات التربية السليمة والناضجة والمسؤولة، أن تكون الأم معتدلة ومتزنة فى تربية طفلها والتعامل معه بشكل عاقل وناضج، على المستوى النفسى والعملى، فلا تمنحه التدليل الزائد أو التشدد المفرط، بل عليها منحه القيم والمبادئ التى تكوّن شخصيته وتدعمه فى خلف وجهات نظر وأفكار ومواقف عملية ينتهجها طوال حياته، ثمّ تتركه يواجه الحياة بتجاربه المختلفة، حتى يعرف كيف يتحمل المسؤولية بمفرده، ولكن المشكلة الكبيرة فى هذا الأمر أن كثيرين من الأطفال يواجهون صعوبات عملية مع فكرة المسؤولية، ويهربون من المهام والتكليفات الجادة، وهو ما يسبّب ضغطًا كبيرًا للأمهات ويقودهن إلى التشدّد والضغط على أبنائهن، بينما يحتاج الأمر إلى وسيلة تعامل أكثر نضجًا ومراعاة للطبيعة النفسية للطفل وللأطر العلمية والنفسية القويمة، وهنا فى هذه السطور الموجزة نعرض لك 7 خطوات من شأنها مساعدتك فى جعل طفلك يتحمل المسؤولية
1- عوّدى طفلك على مواجهة الصعوبات بمفرده، وخاصة فيما يتصل بمشكلاته الخاصة، وعلّميه كيف يحل مشكلاته بنفسه عن طريق المناقشة والتفكير معه بصوت عالٍ، بدلاً من استسهال التعامل معها من جانبك وحلّها بنفسك دون إشراكه فى الأمر.
2- الروتين من أكثر الأمور التى تجعل طفلك يتحمل المسؤولية، خاصة وأنه يكون مرتبطًا بمواعيد محدّدة، وفى هذا الصدد يمكنك تحديد أوقات معينة أنشطته المختلفة، مثل مشاهدة التليفزيون والنوم والمذاكرة، وراقبى مدى التزامه وتمكّنه من إنجاز مهامه اليومية قبل موعد النوم.
3- اطلبى من طفلك القيام ببعض تفاصيله ومسؤولياته الشخصية بمفرده، مثلا علّميه ارتداء ملابسه ودخول الحمام دون مساعدة، ولكن أهم شىء أن تكونى صبورة، لأنه بالطبع لن يستطيع إجادة كل الأشياء من المرة الأولى، لهذا عليك دعمه والتدرج معه فى الأمر، واذكرى له أنكِ مسرورة بما قام به.
4- احذرى من الإفراط فى تدليل طفلك والتغاضى عن سلبياته، فهذا السلوك يجعله لا يستطيع تحمل المسؤولية، لذلك راقبيه من بعيد، مع ترك مساحة وحرية شخصية له بين الحين والآخر، بما يقوده إلى الاعتماد على نفسه وتعلّم الاستقلالية فى بعض الأمور، ويعينه على هذا وعلى الإنجاز وتحمّل المسؤولية.
5- استعدى نفسيًّا لفشل طفلك وعدم تمكّنه من تحقيق مهامه فى كثير من الأوقات، فالفشل من أهم وأولى خطوات النجاح، لهذا دعيه يفشل بين حين وآخر دون الضغط عليه نفسيًّا، واستغلى هذا فى أن يعرف كيف يتعامل مع الموقف نفسه فى المرة الجديدة بشكل أفضل وأكثر كفاءة.
6- لا تنسى أن تكونى مثلاً وقدوة لطفلك، فأظهرى له أنك تتخذين قرارات مسؤولة فى حياتك، وتتحملين نتائج اختيارها والانحياز إليها أيًّا كانت، وأخبريه أن هذه أفضل طريقة كى يعرف أن الحياة تجارب وأننا نتعلم من تجاربنا فيها.
7- ادعمى طفلك وساعديه بتكليفه ببعض المهام والمسؤوليات اليومية، ولا تقلقى بشأن النهاية أو النتيجة، فأهم شىء أن تشعريه أنك تثقين فى قدراته وإمكاناته، وانك معه دائمًا وستدعمينه فى الأوقات الصعبة.