وسائل التخلص من الخجل
الخجل شعور طبيعى ومكون أساسى ضمن مكونات الشخصية الإنسانية، يتم تهذيبه وزيادته أو إنقاصه وفق منظومة القيم والأفكار التربوية والاجتماعية التى يتلقاها الإنسان فى دوائره الإنسانية المختلفة، ولكنه يظل حاضرًا حتى وإن تراجعت حدّته، المشكلة حينما يحضر بقوة ويتصدّر الواجهة مسيطرًا على الحصة الأكبر من شخصية الإنسان وطريقة تعامله مع الآخرين، وهى المشكلة الحقيقة والعميقة التى يواجهها كثيرون من الطلاب فى مختلف المراحل الدراسية، وتنعكس فى صورة شعور دائم بالحرج وهروب من التواصل مع الآخرين وعدم قدرة على الحديث والنقاش مع الزملاء والمحيطين، ليتطوّر الأمر ويصل إلى بطء فى الاستيعاب والردّ على من يخوضون معهم نقاشات وحوارات اجتماعية أو دراسية، ولأن هذا الشعور بالحرج يحمل أبعادًا ومؤشّرات نفسية خطيرة، ويؤثّر على حالة الطالب المعنوية وعلى مستواه الدراسى ومهاراته الاجتماعية، فلا شكّ فى أن الأمر يحتاج إلى وقفة وتدابير عاجلة وعميقة للتعامل الجاد معه، وهو ما نقدمه فى هذه السطور عبر 6 نصائح سهلة وبسيطة ستمكن الطالب الذى يعانى من الخجل، من تجاوز هذه المشكلة وامتلاك القدرة على الحوار والنقاش والرد ببديهة سريعة ومتّقدة.
القراءة والاطلاعالخطوة الأولى تتصل بحجم معارفك وثقافتك ومهاراتك العملية واللغوية، لهذا عليك العمل على زيادة حصيلتك من هذه الأمور، ووسيلتك الأهم فى هذا الأمر أن تداوم على القراءة باستمرار، والتى ستساهم فى زيادة قدراتك العقلية وحصيلتك اللغوية من الألفاظ والتراكيب والعبارات البليغة والمتقنة.
إجادة الحديثالحديث مع الآخرين واستخدام اللغة والمفردات المنطوقة للتواصل مع الناس والتفاعل مع الدوائر الاجتماعية المحيطة مهارة مهمة وضرورية، ولكنها تحتاج إلى التمتع باللباقة والقدرة على اختيار المفردات المناسبة، لهذا عليك العمل على إتقان الحديث مع أى شخص تخاطبه، إضافة إلى التحدث بصوت معتدل وبطريقة مهذبة وهادئة.
المهارات الاجتماعيةحتى تكون إنسانًا طبيعيًّا وفاعلاً فى المجتمع عليك الاهتمام بامتلاك حزمة من الخبرات والمهارات، التى يختلف تقييمها ومدى الحاجة إليها من شخص إلى آخر، ومن بيئة اجتماعية وعملية إلى أخرى، ولكن تظل مهارات التواصل والخبرات الاجتماعية من أهم الحاجات والتفاصيل الضرورية لكل باحث عن القدرة على التفاعل مع الآخرين وامتلاك ناصية الذكاء والبلاغة وإتقان الحديث، لهذا عليك أن تكون شخصًا اجتماعيًّا، وأن تتحدّث مع الآخرين فى كل أمور الحياة، وتصادقهم وتتعرف على هواياتهم وأساليب حياتهم، وهو الأمر الذى سيدعمك كثيرًا فى رحلة البحث عن وسائل التواصل والتغلب على مشكلة الخجل.
المرونة والإتقانلا بدّ من أن تعلم أن المرونة واحدة من أهم الصفات التى تحتاجها فى رحلتك العملية والاجتماعية وسط هذه الدوائر شديدة التنوع من البشر، إذ ستجعلك المرونة قادرًا على التعامل مع الناس بسهولة وتمكن شديدين، عبر القدرة على فهمهم واستيعابهم والتحرك خطوات فاعلة وعملية إلى الأمام أو الخلف من أجل احتوائهم أو التواصل الناضج معهم، فإذا كنت تسعى إلى أن تتقن مهارات الحديث والتواصل مع الناس وتتخلص من مشكلات الحرج والخجل، فعليك أن تكون شخصًا مرنًا.
تمييز الناسالجنس البشرى غنى وشديد التنوع والثراء، وهو الأمر الذى يضعنا أمام آلاف، بل ملايين النماذج من التركيبات النفسية والعقلية المختلفة، وهنا قد نحتاج فى عملية التواصل مع هذه النماذج بالغة التنوع أن ننوّع نحن أيضًا من أدواتنا، بما يتوافق مع القدرات والمهارات التى تتوفر لدى من نستهدفه بالحديث أو نلقى عليه رسالتنا، لهذا عليك – إذا كنت ترغب فى أن تكون بليغًا وذكيًّا وسريع البديهة – أن تضع يدك على مساحة الفوارق والتنوع فى ردود فعل الناس بمختلف مستوياتهم، وما يتطلبه كل مستوى من الحديث، وفق الدوائر الإنسانية والعقلية وظروف المكان والزمان.
مراقبة الكبارالمهارات والقدرات العملية تتصل بحجم المعارف والخبرات التى نحصّلها من مصادر المعرفة المختلفة على امتداد حياتنا، وهنا ربما لا تكفى الكتب والمناهج الدراسية للتغلب على مشكلة الخجل والوصول إلى اللباقة والتمكن من الحديث بكفاءة وبلاغة، لهذا عليك مراقبة كبار الشخصيات والحكماء والتعلم من تصرفاتهم وطريقة حديثهم، وهو ما سيُكسبك قدرة على الردّ بسرعة وتمكّن، ودون خجل أو حرج أو خوف.