بناء القدرات العقلية وتطويرها أمر يحتاج إلى عمل دائم وفاعل، بدءًا من المنزل والأسرة، وطريقة تربيتها للطفل وغرس القيم والأفكار وأسس التفكير والتصرف داخله، مرورًا بالمؤسسة التعليمية بمراحلها المختلفة، وأيضًا من جانب الشخص نفسه، وعبر التوجيه والإرشاد، والمناهج الدراسية التربوية، والهوايات والعادات الشخصية، كالقراءة وممارسة الأنشطة الذهنية والألعاب التى تنمِّى الخيال والطاقات والقدرات المعرفية، يمكن صناعة إنسان قوى الشخصية وناضج فى تفكيره وموازنته للأمور والحكم عليها، وهو الهدف الذى يسعى إليه كثيرون من الناس بشكل دائم وبكل السبل، سواء مع أبنائهم، أو من أجل أن يتمتّعوا هم شخصيًّا به، لتظل العبقرية والتفوّق والنبوغ قيمًا وأهدافًا دائمة لدى ملايين الناس، ولكن تُرى من هو الشخص الذى يمكن وصفه بـ “العبقرى”؟
العبقرى هو شخص قادر على تغيير نفسه بشكل دائم وفاعل، ولديه قوة ملاحظة وتقدير للأمور، وقدرة كبيرة على قيادة الآخرين وتوجيههم، ومن خلال السطور القليلة المقبلة، سنستعرض مجموعة من النصائح العلمية المهمة، التى يوردها لكم مدرب التنمية البشرية، كريم حامد، لتتمكّنوا من الوصول إلى هذه المرحلة من التنمية الذاتية، وزيادة القدرات والمهارات بشكل فاعل وكافٍ لقيادتكم إلى النبوغ والعبقرية.
ماذا تحتاج كى تكون عبقريا؟
تحتاج الرحلة إلى النبوغ والعبقرية لوقت وجهد كبيرين، وإلى قدر عالٍ من التركيز والعمل على الإنجاز والتحسّن المستمرّين، وعليك فى هذه الرحلة الشاقة الاهتمام بأن تدير وقتك بشكل جيّد، وأن تتعلّم كيفية إدارة الوقت وتنظيمه بشكل صحيح ومثالى، واعلم جيّدًا أنك كى تدير وقتك بنجاح فإن عليك التخلّص من عاداتك السيئة بسرعة ونجاح أيضًا.
شروط العبقرية.. ما هو التركيز؟
إذا كان التركيز أحد أهم شروط العبقرية، فحتّى نتمكّن من الوصول إلى العبقرية، علينا معرفة ما هو التركيز لنحكم على مدى إتقاننا له، والتركيز فى التعريف العلمى هو القدرة على تسليط كل قوتك، الداخلية والخارجية، تجاه شىء محدّد، والقدرة على خلق أفكار إيجابية وجذّابة تجاه هذا الشىء، والاستمرار فى التحسّن الذى يحتاج إلى أن تطوّر من نفسك بشكل يومى، وأن تكون شخصًا متفائلاً وإيجابيًّا، يزيد رصيد خبراته ومهاراته يوميًّا.
بابلو بيكاسو.. قصة عبقرى
استلهام القصص والعبر من حياة المشاهير والعباقرة طاقة إيجابية دافعة لك فى رحلتك للبحث عن النبوغ والعبقرية، لهذا عليك الحرص على قراءة قصص العباقرة والناجحين واتّخاذهم قدوة ونبراسًا يقودان خطاك وتخطيطك لتحركاتك فى الحياة، ويمكنك فى هذا السبيل مطالعة سير وحكايات مشاهير الاقتصاد والعلم والفن والإبداع.
ذات يوم، وبينما كان الرسام العالمى بابلو بيكاسو فى السوق، التقت به إحدى المعجبات، فنادته قائلة: “سيد بيكاسو، أنا من أشدّ المعجبين بك، فهلا رسمت لى شيئًا؟”وناولته قطعة من الورق، فرسم لها عليها، وعندما همّت بتركه والتحرك بعيدًا، قال لها بيكاسو: “سيدتى الفاضلة، هذه اللوحة ستُكلّفك مليون دولار”، فاندهشت المرأة وقالت: “لكنك سيد بيكاسو لم تستغرق سوى 30 ثانية فقط فى رسمها”، فردّ عليها بيكاسو قائلاً: “سيدتى الفاضلة، لقد استغرق الأمر منّى 30 سنة من الخبرة، لأرسم هذه اللوحة فى 30 ثانية فقط”.
نعم، هذه هى العبقرية بالضبط، وهذا هو تعريفها الأوضح والأكثر اختصارًا وتكثيفًا، لقد عمل هذا الرجل على تحسين نفسه بشكل دائم ومتواصل، ليصل إلى الخبرات والمهارات التى تساعده على أن يكون عبقريًّا، وقادرًا على النجاح والتميّز والإبداع فى أى وقت ومكان.
كن عبقريا تصنع النجاح
اعلم أن أيّة حركة عظيمة ومؤثّرة فى هذا العالم، تعود بالأساس إلى الأفكار اللامعة والحماس المفرط، لذا عليك التفكير خارج الصندوق، واهتم بأن تكون حماسيًّا فى إدارة وقتك، وركّز جيّدًا تجاه هدفك، ثمّ اعمل على تطوير نفسك وتنمية قدراتك وخبراتك بشكل يومى، كى تتمكّن من صنع التغيير، وكما قال غاندى: “كن أنت التغيير الذى تريده فى العالم، كن عبقريًّا تصنع النجاح”.