إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
سؤال :من أوتر قبل النوم، ثم قام قبل الفجر، هل يصلي واحدة، لينقض وتره الأول ثم يوتر آخر الليل؟
الجواب:من أوتر قبل أن ينام اتباعًا لوصية النبي -عليه الصلاة والسلام- لبعض أصحابه؛ كأبي هريرة وأبي الدرداء، "وأن أوتر قبل أنام"، ثم تيسر له أن يقوم من آخر الليل، ولا شك أن الوتر قبل النوم أضمن؛ لئلا يفوت ويضيع الوتر، لكن من وثق من نفسه أو غلب على ظنه أنه يقوم من آخر الليل فلا شك أن الوتر آخر الليل أفضل، في الثلث الأخير، وقت النزول الإلهي أفضل، وهذا ديدنه -عليه الصلاة والسلام-، لكن إذا كان من النوع الذي لا يغلب على ظنه أنه يقوم من آخر الليل وأوتر أوله، فإذا قام وتيسر له القيام من آخر الليل، فمن أهل العلم من يرى أنه يصلي ركعة تنقض وتره الأول، ولكن هذا القول ليس بصحيح؛ لأنه جاء: "لا وتران في ليلة"، ونقض الوتر بهذه الطريقة يقتضي أن يكون في الليلة الواحدة ثلاثة أوتار، وقد جاء المنع من وِترين؛ لأن النفي يراد به النهي، وعلى هذا فلو أوتر من أول الليل، ثم تيسر له أن يقوم من آخره، فليصلي مثنى مثنى، حتى يطلع الصبح، ويكفيه الوتر الأول.