إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
حكم الطبيب الذي يجمع بين الصلاة بسبب انشغاله بالعمليات
السؤال : طبيب يعمل بالعمليات الطارئة مما يؤدي أحياناً إلى انشغاله عن الصلاة حتى خروج الوقت ، فماذا يصنع وقد قيل له : إنه في تلك الحالة عليه أن يؤدي الصلاة بأي طريقة ، فما هي هذه الطريقة وفقكم الله؟
الجواب :
الحمد لله
"الواجب على المسلم أن يصلي الصلاة في وقتها ، ولا ينشغل عنها بشيء ، اللهم إلا أن يكون شيئاً من الضرورات التي لا حيلة له فيها، مثل إنقاذ غريق من الغرق ، إنقاذ أهل البيت من حريق ، صد هجوم عدو يخشى منه ، فهذا لا بأس أن تؤخر الصلاة لأجله ولو خرج وقتها ، أما الأمور العادية التي لا خطر فيها لا يجوز تأخير الصلاة من أجلها .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لما حاصر أهلُ مكة المدينةَ يوم الأحزاب أَخَّر صلاة الظهر والعصر إلى بعد المغرب ، وفي رواية أخرى : (صلاة العصر إلى بعد المغرب) من شغله بالقتال ، وثبت أن الصحابة لما حاصروا تستر وانفلق الفجر والقتال قائم والناس على الأسوار وعلى الأبواب أجلوا صلاة الفجر حتى فُتح لهم ثم صلوها ضحى لئلا يفوت الفتح ، ولئلا يتراجع الكفار ، فإذا كان مثل هذا جاز التأخير ، فإذا وقع حريق ، وكان فيه أناس من المسلمين فإنه يجوز لك أن تنشغل بإنقاذهم ، ولو قدر أن فاتتك الصلاة في وقتها ؛ لأن إنقاذ النفوس المسلمة المعصومة له أهمية عظيمة ، ولأن هذا الخطر قد لا يُستدرك إلا لو أخر الصلاة ، فتفوته المصلحة فجاز التأخير ، فكما يؤخر الإنسان في الجمع للمرض والسفر ، فجواز تأخيرها عن وقتها أو تأخير العصر عن وقتها أو الفجر عن وقته لإنقاذ غريق أو حريق أو نحو ذلك