جلاد مصر للشاعر العظيم هاشم الرفاعي القصيده
****جـــلادَ مـصــرَ ويا كـبـيـر بـغـاتـهـا *** مــهــلا فــأيــامُ الــخــلاصِ دوانــــي
مــن أيِّ غـاب قــد أتـيـتَ بِـِشِـْرعـة *** مـا إنْ يُسـاس بهـا سـوى الحـيـوان
وبــأي قـانـون حـكـمـت فـلــم تــدع *** شـيـئـا لـطـاغـيـة مــــدى الأزمــــان
أبــرأيــكــم؟ والله يــشــهــد أنــــــه *** فــيــه الــهــوى والــغــيُّ يلـتـقـيـان
أم ذاك رأيُ الشـعـب وهـــو مـكـبـَّلٌ *** فـحـيـاتــه والـــمـــوت يـسـتــويــان
قـد بـات مثـل الـزوج مخدوعـا متـى *** يـعـلــم فـبــعــد تــحــدث الـجــيـران
لـو كــان عـهـدُك قـبـل عـهـد محـمـد *** لَلُعِـنْـتَ يــا فـرعــونُ فـــي الـقـرآن
فــي ظــل فـتـرة الانتـقـال بـنــا إلـــى *** دار الـبــقــاء ورحــمـــة الــديــان
هجـر القضـاء الحـر مجـلـس دولــةٍ *** قــد نــام مـــلء الـعـيـن والأجـفــان
وأُضـيـع دسـتـورُ الـبــلاد وحـقـهـا *** فــــي بـرلـمــان ثــابـــت الأركـــــان
نـيـرونُ لـــو قـيـسـت بـكــم أفـعـالُـه *** سـيـكـون ربَّ الـخـيـر والإحــســان
يــا رُبَّ مغـلـوب يـنــام عـلــى الأذى *** لــكـــنْ بـمـقـلـة ســاهــر يـقـظـان
لا يُغْـريَـنَّـكُـمُـوا بــضـــرب رقـابــنــا *** هــــــذا الــســكـــونُ فـــإنــــه لأوان
ومن العواصـف مـا يكـون هبـــوبُهـا *** بـعــد الــهــدوء وراحــــة الــربــان
إن احتـدامَ النـار فـي جـوف الـثـرى *** أمــــر يـثــيــرُ حـفـيـظــةَ الـبــركـان
وتَـتَـابُـعُ الـقـطــراتِ يـَـنــزل بــعــده *** ســيــلٌ يـلــيــه تــدفُّــقُ الـطـوفــان
كــم مـن قـــويٍّ ظـالــم قــد نـالـه *** مـن شعبـه مـا ليـس فـي الحسـبـان
فـتـَّشــتُ لــــم أر مـسـتـبـدا نـاجــيــا *** دمـــعُ الضـحـايـا فـاحـشُ الأثـمـان
عرف الشيشكلي قبلكـم فـي سُورِيَـا *** مـــاذا وراء الـصـمـت والإذعــــان
فـاروقُ لـم يـكـن الخـيـالُ يــراه فــي *** يــومِ الـخـروج يـجـرُّ فــي الأحــزان
مـــا كــــان فـيـنــا حــالــمٌ بـنـزولــه *** عــن عـرشـه فــي لحـظـة وثـــوان
لـكـنــه ظـلـمُ الـطـغـاةِ شـعـوبـَهــا *** جـعـلَ الحـيـاة تــدبُّ فــي الجـثـمـان