مقدمة :
- ازداد الاهتمام في السنوات الأخيرة بالبنية المعرفية للفرد المتعلم وما تتضمنه هذه البنية من تصورات أو مفاهيم خطأ (Misconceptions) أو مفاهيم بديلة (Alternative Concepts ) عن بعض المفاهيم قبل تعلمه لها .
- إذ إن المعرفة الموجودة مسبقاً لدى التلاميذ قبل التعلم تعد من العوامل المؤثرة في تعلمهم لهذه المفاهيم الجديدة بصورة فعالة .
- وتعلم التلاميذ للمفاهيم العلمية يصحبه بعض الصعوبات وهي غالباً ناتجة من تجاهل
المعلمين للمفاهيم الخطأ أو المفاهيم البديلة التي يمتلكها التلاميذ قبل دراستهم لهذه المفاهيم
- ولقد أصبح هناك تحدي يواجه معلمي العلوم وهو ليس مساعدة التلاميذ في تعلم المفاهيم بصورة سليمة فقط ولكن أيضاً في تصويب المفاهيم الخطأ الموجودة في بنيتهم المعرفية .
- ولذلك يجب أن يكون معلم العلوم على وعى بالتصورات أو المفاهيم الخطأ لدى تلاميذه حتى لا يتجاهلها في السياق التدريسي .
وقد أوضحت الدراسات أنه يوجد بعض التصورات لدى الطلاب عن بعض المفاهيم العلمية مخالفة للتصورات والأفكار العلمية الصواب أو الدقيقة ( مفاهيم المجتمع العلمي ) ، وتعوق الطلاب عن تعلم المفاهيم العلمية الصواب .
و في ضوء ذلك , فإن المتخصصين في تدريس العلوم قد أصبحوا أكثر إدراكا لدور التصورات المسبقة في إعاقة اكتساب الطلاب للمفاهيم العلمية . فاعلية استراتيجية التشبيهات في تعديل التصـورات البديلة عن المفاهيم العلميـة لدى طلاب الصف السادس الابتدائي بمحافظة القنفذة
ملخص الدراسة
تحديد مشكلة الدراسة:
أشارت نتائج العديد من الدراسات في مجال التربية العلمية أن الطلاب يأتون إلى حجرة الدراسة وفي حوزتهم أفكاراً مسبقة تم تشكيلها حول العديد من الموضوعات يفسرون العالم من حولهم، وهذه الأفكار قد تتعارض في كثير من الأحيان مع المفاهيم العلمية التي نتوقع منهم تعلمها، وتمثل عائقاً أمام اكتساب الطلاب الفهم العلمي السليم، وأن التصورات البديلة لهذه المفاهيم تكون عادة مقبـولة لدى الطلاب؛ لأنها تعطي الطالب تفسيرات تبدو منطقية بالنسبة له؛ لأنها تأتي متفقه مع تصوره المعرفي.
وأصبح التحدي الذي يواجه معلمي العلوم ليس مساعدة الطلاب على تعلم المفاهيم العلمية فحسب، بل مساعدتهم أيضاَ على تعديل التصورات البديلة التي قد توجد في بنيتهم المعرفية، ولذا يتعين تشخيص ورصد التصورات البديلة عن المفاهيم العلمية لدى الطلاب ومحاولة تعديلها باستخدام الاستراتيجيات التدريسية المناسبة.ولذلك حاولت الدراسة الحالية تعرف فاعلية استخدام استراتيجية التشبيهات في تعديل التصـورات البديلة عن المفاهيم العلميـة المتضمنة بوحدة "المواد حولنا" لدى طلاب الصف السادس الابتدائي، وذلك من خلال الإجابة عن التساؤل الرئيس التالي:-
- ما فاعلية استراتيجية التشبيهات في تعديل التصورات البديلة عن المفاهيم العلمية لدى طلاب الصف السادس الابتدائي بمحافظة القنفذة ؟
ويتفرع عن هذا التساؤل السؤالان التاليان:
1) ما التصورات البديلة عن المفاهيم العلمية المتضمنة بوحدة " المواد حولنا " لدى طلاب الصف
السادس الابتدائي بمحافظة القنفذة ؟
2) ما فاعلية استراتيجية التشبيهات في تعديل التصورات البديلة للمفاهيم العلمية المتضمنة بوحدة " المواد حولنا" لدى طلاب الصف السادس الابتدائي بمحافظة القنفذة ؟
فرض الدراسة:
"يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى (01,) بين متوسط درجات طلاب المجموعة الضابطة ومتوسط درجات طلاب المجموعة التجريبية في اختبار التصورات البديلة البعدي ككل، لصالح المجموعة التجريبية".
أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة الحالية إلى ما يأتي:
1) تعرف التصورات البديلة للمفاهيم العلمية المتضمنة بوحدة " المواد حولنا" لطلاب الصف السادس الابتدائي.
2) قياس فاعلية استراتيجية التشبيهات في تعديل التصورات البديلة للمفاهيم العلمية المتضمنة بوحدة " المواد حولنا " لطلاب الصف السادس الابتدائي.
أهمية الدراسة:
تمثلت أهمية الدراسة فيما يلي:
1) قد توجه أنظار المعلمين إلى أهمية وضع التصورات البديلة للطلاب في الاعتبار أثناء تعلم المفاهيم العلمية، وتبني استراتيجيات تعديل تلك التصورات.
2) قد تفيد الخبراء والمختصين في وزارة التربية والتعليم في تحديد بعض التصورات البديلة لدى طلاب الصف السادس الابتدائي حتى يمكن أخذها في الاعتبار عند تطوير منهج العلوم.
3) يمكن أن تفتح المجال أمام دراسات أخرى مماثلة تتعلق بوحدات تدريسية أخرى تحوي مفاهيم علمية مجردة.
حدود الدراسة:
التزمت الدراسة بالحدود التالية:
- اقتصر تطبيق الدراسة التجريبية على العينة التي تم التعرف على التصورات البديلة لديها في الاختبار التشخيصي، حيث بلغت العينة بشكلها النهائي (60) طالباً من طلاب الصف السادس الابتدائي بمحافظة القنفذة، منها (30)طالباً في المجموعة التجريبية، و(30) طالباً في المجموعة الضابطة.
- محتوى وحدة "المواد حولنا" من مقرر مادة العلوم للصف السادس الابتدائي للعام الدراسي 1226/1427هـ.
إجراءات الدراسة وأدواتها:
سارت الدراسة وفق الخطوات التالية:
1- تحديد المفاهيم العلمية في وحدة "المواد حولنا" من مقرر مادة العلوم للصف السادس الابتدائي.
2- إعداد اختبار تشخيصي للتصورات البديلة عن المفاهيم العلمية للتعرف على أسباب إجابة الطلاب، ومصدر المعلومات المرتبطة بالإجابة.
3- إعداد دليل المعلم لوحدة "المواد حولنا" من مقرر مادة العلوم للصف السادس الابتدائي وفقاً لاستراتيجية التشبيهات.
4- اختيار مجموعتي الدراسـة الضابطـة والتجريبيـة من طلاب الصف السادس الابتدائي بمحافظة القنفذة.
5- تطبيق الاختبار التشخيصي للتصورات البديلة على طلاب المجموعتين الضابطة والتجريبية قبل تدريس الوحدة المختارة في الفصل الدراسي الثاني للعام 1426/1427هـ.
6- عرض نتائج تحديد التصـورات البديلة حول المفاهيم العلمية المتضمنة بوحدة "المواد حولنا"،
ومصادر تكوّنها.
7- وصف هذه التصورات البديلة وتشخيصها وتحليلها في ضوء النسب المئوية لتكرار شيوعها، كما استخدمت النسب المئويـة أيضاً في حساب نسبـة إسهـام المصادر المختلفـة في تكوّن التصورات البديلة لدى الطلاب.
8- التدريس لطلاب المجموعـة الضابطة بالطريقة السائدة في التدريس، ولطلاب المجموعة التجريبية باستخدام استراتيجية التشبيهات.
9- تطبيق الاختبار التشخيصي للتصورات البديلة على طلاب المجموعتين الضابطة والتجريبية بعد الانتهاء من تدريس الوحدة.
10- رصد النتائج ومقارنة نتائج التطبيق البعدي لطلاب المجموعتين الضابطة والتجريبية.
11- تحديد فاعلية استراتيجية التشبيهات في تعديل التصورات البديلة للمفاهيم العلمية المتضمنة بوحدة "المواد حولنا" وتفسيرها.
12- تقديم التضمينات التربويـة والتوصيات والمقترحات التي قد تسهـم في توجيـه أنظار المعلمين والمختصين في تدريس العلوم والباحثين للاهتمام بالتصورات البديلة التي قد توجد لدى الطلاب قبل البدء في تدريس المفاهيـم العلميـة، واستخدام استراتيجيات التدريس المناسبة لتعديل التصورات البديلة لدى الطلاب.
أهم النتائج:
1- أشارت نتائج الدراسـة إلى وجود العديد من التصورات البديلة عن المفاهيم العلميـة المتضمنة بوحـدة "المواد حولنا" بين طـلاب مجموعتي الدراسـة الضابطـة والتجريبيـة، أسهمت في عدم
تمكن الطلاب من اختيار ما يعبر عن المفاهيم العلمية السليمة، وبناء اختياراتها على أسباب غير علمية.
2- تفاوت مصادر المعلومات المرتبطة بإجابة الطالب في تكوّن التصورات البديلة عن المفاهيم العلمية المتضمنة بوحدة "المواد حولنا" لدى طلاب الصف السادس الابتدائي، فعلى الرغم من أن المعلم يسهم بنسبة كبيرة في تكوّن معظم التصورات البديلة، وكذلك الكتاب المدرسي، إلا أن المصادر الأخرى كوسائل الإعلام، والبيئة المحيطة تلعب دوراً هاماً في تكوّن هذه التصورات البديلة، كما حددها الطلاب أفراد عينة الدراسة.
3- أشارت نتائج الدراسة الحالية إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في اختبار التصورات البديلة، والمطبق قبل البدء بالمعالجة التجريبية، مما يدل على تكافؤ مجموعتي الدراسة من حيث المعرفة السابقة للمفاهيم العلمية المتضمنة بوحدة "المواد حولنا".
4- أوضحت نتائج الدراسة أن التدريس باستخدام استراتيجية التشبيهات أكثر فاعلية من الطريقة السـائدة في التدريس في تعديل التصـورات البديلة عن المفاهيـم العلميـة، وذلك في ضوء حدود عينة الدراسة.
التوصيات والمقترحات
أولاً: توصيات الدراسة:
في ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة الحالية وفي ضوء المتضمنات التربوية يمكن تقديم التوصيات التي قد تسهم في رفع مستوى وكفاءة العملية التعليمية في مدارسنا،وهي:
1- توجيه أنظار معلمي العلوم إلى مفهوم التصورات البديلة، والتعرف على أسباب تكوّنها، وأساليب تشخيصها والاستراتيجيات التدريسية المناسبة لتعديلها، والقائمة على النظرية البنائية التي
احتلت مكانة مركزية في تعليم وتعلم العلوم.
2- ينبغي الاهتمام بتشخيص التصورات البديلة لدى الطلاب في مختلف مراحل التعليم العام وفي مجالات العلوم الطبيعية، وذلك قبل البدء بعملية التدريس وخلالها، حتى يتسنى معالجة تلك التصورات البديلة لدى الطلاب أثناء تدريس المفاهيم العلمية الجديدة، وذلك باستخدام الاستراتيجيات التدريسيـة التي تمكنه من التعـامل مع تلك التصـورات البديلة، وإحلال المفاهيـم العلمية السليمة بدلا ًمنها.
3- تدريب الطلاب المعلمين على كيفية تشخيص التصورات البديلة عن المفاهيم العلمية لدى الطلاب، إضافة إلى تدريبهم على تنفيذ الاستراتيجيات التدريسية الحديثة، والقائمة على النظرية البنائية ضمن مقررات طرق التدريس بكليات المعلمين وكليات التربية.
4- ضرورة مراعاة المسؤولين عن تخطيط وتطوير مقررات العلوم بمراحل التعليم العام لخبرات الحياة اليومية في سياق المحتوى المعرفي لموضوعات تلك المقرارات، ثم التدرج على الأفكار الأكثر عمقاً وتجريداً، والمناسبة لتلك المرحلة الدراسية؛ لتحقيق الأهداف التعليمية المنشودة.
5- ضرورة مراعاة المسؤولين عن تخطيط وتطوير مقرارات العلوم بالمرحلة الابتدائية بتضمين بعض التشبيهات العلمية، والأمثلة الحسية في سياق المحتوى المعرفي لموضوعات تلك المقرارات.
6- إجراء اختبارات تشخيصية على مستوى طلاب المملكة العربية السعودية لتشخيص التصورات البديلة عن المفاهيم العلمية لدى جميع الطلاب وفي مختلف مراحل التعليم العام؛ وفي مختلف مجالات العلوم، على أن تحلل نتائجها، وتؤخذ في الاعتبار عند تطوير المناهج الدراسية؛ حتى يتسنى للمعلمين الاستفادة منها في تحديد التصورات البديلة لدى الطلاب، وإحلال المفاهيـم العلمية السليمة محلها.
7- توجيه أنظار الخبراء والمختصين في وزارة التربية والتعليم والقائمين على تنفيذ المشروع الشامل
لتطوير المناهح في المملكة العربية السعودية، ومنها مشروع تطوير مناهج العلوم والرياضيات، إلى
ضرورة تصميم برامج تدريبية لمعلمي العلوم في الخدمة لتوعيتهم بالاستراتيجيات الحديثة، والقائمة على النظرية البنائيـة في تعديل التصورات البديلة لدى طلابهم، وأن يكون حضور المعلمين لتلك البرامج أساساً للتقديرات السنوية، إضافة إلى وجود جهاز لمتابعة تنفيذ المعلمين لما تم تقديمه وتدريسه من تلك الاستراتيجيات؛ لتحقيق الأهداف المنشودة من تلك البرامج التدريبية.
ثانياً: البحوث المقترحة
في ضوء نتائج البحث وتوصياته تقترح الدراسة إجراء البحوث التالية:
1- إجراء دراسة مماثلة للدراسـة الحالية تتناول مفاهيـم علمية أخرى في مجال الأحياء، والكيمياء، والفيزياء، وعلوم الأرض.
2- إجراء دراسة للكشف عن التصـورات البديلة لدى معلمي العلـوم في مراحل التعليـم العام، ومعرفة أسباب تكونها.
3- إجراء دراسة للتعـرف على فاعلية استراتيجيات تدريسيـة أخرى قائمة على النظرية البنائية في تعديل التصورات البديلة عن المفاهيم العلمية.
4- إجراء دراسة وصفية لواقع استخدام المعلمين الاستراتيجيات التدريسية القائمة على النظرية البنائية في تدريس مقررات العلوم بمراحل التعليم العام.
5- المقارنة بين فاعلية استراتيجية التشبيهات، وبعض الاستراتيجيات الأخرى في تعديل التصورات البديلة عن المفاهيم العلمية.
6- إجراء دراسة للتعرف على فاعلية استراتيجية التشبيهات في تنمية التحصيل الدراسي، أو عمليـات العلـم، أو التفكـير الابتكاري، والاتجاه نحو تعلـم العلـوم لدى الطـلاب في مختلف مراحل التعليـم.
التوتيق:
الرفيدي، حسن محمد.(1428). فاعلية استراتيجية التشبيهات في تعديل التصـورات البديلة عن المفاهيم العلميـة لدى طلاب الصف السادس الابتدائي بمحافظة القنفذة، رسالة ماجستيرغير منشورة، كلية التربية، جامعة الملك خالد.
إشراف سعادة الأستاذ الدكتور: عبدالله علي محمد إبراهيم
أستاذ المناهج وطرق تدريس العلوم بجامعتي الملك خالد وجامعة الأزهر