احذرو السحر
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الاطهار وعجل فرجهم ورحمنا بهم
يحتالُ به السَّحَرَةُ لترويجِ عَمَلِ السِّحْرِ أنَّهم يخلِطون بعضَ الآياتِ القرءانيَّة بالسِّحْرِ حتَّى يوهِموا الناسَ أنَّ القرءانَ له دَخَلٌ بالسِّحر. والقرءانُ لا دَخَلَ له بالسِّحْرِ، لكنْ أولئكَ السَّحَرَةُ يكتُبون كلامًا خبيثًا في الورقة ثمَّ يكتبُون إلى جانبها بعضَ الآياتِ القرءانيَّةِ ليوهِموا الجُهَّالَ من البَشَرِ أنَّ القرءانَ له دَخَلٌ في السِّحر.الشياطينُ بذلكَ تُضِلُّ الناسَ. فلكي يروِّجوا السِّحْرِ يُدخِلون بعضَ الآياتِ القرءانيَّة فيه. فمَنْ رأى شيئًا من السِّحْرِ في ورقةٍ وإلى جانبهِ ءاياتٌ قرءانيَّة فلْيَعْلَمْ أنَّ القرءانَ لا يساعدُ على عَمَلِ السِّحْرِ وإنَّما الشياطينُ أدخلَت هذا لِتُوهِمَ الناسَ أنَّ القرءانَ يساعدُ على عَمَلِ السِّحْرِ فيَقَعُوا في الحرام إنَّ الذي يَظُنُّ أنَّ القرءانَ يساعدُ على عَمَلِ السِّحْرِ كافرٌ غيرُ مسلم.. يجبُ عليه أن يتراجعَ عن هذا الاعتقادِ الفاسدِ القرءانُ ضِدُّ السِّحْرِ. بالقرءانِ يُفَكُّ السِّحْرُ. القرءانُ يساعدُ على فَكِّ السِّحر.
يقولُ الله تعالى في سورة البقرة ((وما كَفَرَ سليمانُ ولكنَّ الشياطينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ الناسَ السِّحْرَ وما أُنزِلَ على الْمَلَكَيْنِ ببابلَ هاروتَ وماروت، وما يُعَلِّمَانِ من أَحَدٍ حتَّى يَقُولا إنما نحنُ فتنةٌ فلا تَكْفُرْ، فيَتَعَلَّمُونَ منهما ما يُفَرِّقُونَ بهِ بينَ المرء وزَوْجهِ، وما هُمْ بضَارِّينَ به من أحَدٍ إلّا بإذن الله، ويَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ ولا يَنْفَعُهُمْ)).
ومِمَّا ينفعُ لذلكَ أيضًا أن يُؤْتَى بإحدَى وأربعينَ حَبَّةَ فِلْفِلٍ أسودَ ويُقْرَأُ على كُلِّ حَبَّةٍ سبعَ مرَّات سورةُ الإخلاص ثمَّ يُبَخَّرُ المصابُ بها.
ومِمَّا ينفعُ لفكِّ السِّحْرِ بإذنِ الله قراءةُ الآيةِ التي في سورة يونُس ((فلمَّا ألقَوْا قال موسى ما جئتُم بهِ السِّحْرُ، إنَّ الله سيُبْطِلُه، إنَّ الله لا يُصْلِحُ عَمَلَ المفسدين)) خمسًا وعشرينَ مَرَّة.
ومِمَّا ينفعُ لفكِّ السِّحْرِ بإذنِ الله قراءةُ الفاتحةِ سبعَ مَرَّاتٍ وءايةِ الكُرْسِيِّ سبعَ مَرَّاتٍ وسورةِ الإخلاصِ إحدَى عَشْرَةَ مَرَّةً وسورةِ الفَلَقِ إحدَى عَشْرَةَ مَرَّةً وسورةِ الناسِ إحدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، كُلُّ ذلكَ على ماءٍ ثمَّ يشربُه المسحور.
السِّحْرُ مزاولةُ أفعالٍ وأقوالٍ خبيثةٍ.. وهو حرامٌ وغير جائز وقال بعض العلماء:
[إن كان تَعَلُّمُهُ وتعليمُه لا يؤدِّي إلى الكفرِ ولا إلى تعاطي محرَّم جازَ ذلك بشرط أن لا يَكُونَ القصدُ تطبيقَه بالعمل به وإلّا فتحريمُ ذلكَ مُتَّفَقٌ عليه ومن استحلَّ ذلكَ فقد كَفَرَ]
( مسألة 20 :عمل السحر حرام ، وكذا تعليمه وتعمله والتكسب به ، والمراد منه ما يوجب الوقوع في الوهم بالغلبة على البصر أو السمع أو غيرهما ، وفي كون تسخير الجن أو الملائكة أو الانسان من السحر إشكال والاظهر تحريم ما كان مضرا بمن يحرم الاضرار به دون غيره ) . ( منهاج الصالحين السيد الخوئي ج 2 ص 7 )
( س 675 : هل يجوز تسخير الملائكة وهم يعملون بأمره " عزوجل " بنص الذكر الحكيم ؟
الجواب بسمه تعالى : لا يجوز ذلك وإن أمكن تسخيرهم ، والله العالم . ( إرشاد السائل السيد الگلپايگاني ص 185 )
(( مسألة 23 : عمل السحر وتعليمه وتعلمه والتكسب به حرام مطلقا وإن كان لدفع السحرعلى الأحوط ، نعم يجوز بل يجب إذا توقفت عليه مصلحة أهم كحفظ النفس المحترمة المسحورة ، والمراد بالسحر ما يوجب الوقوع في الوهم بالغلبة على البصر أو السمع أوغيرهما ، وفي كون تسخير الجن أو الملائكة أو الإنسان من السحر إشكال ، والأظهر تحريم ما كان مضراً بمن يحرم الإضرار به دون غيره )) منهاج الصالحين ج 2 ص12 ( المعاملات ) فتاوي سماحة السيد علي الحسيني السيستاني .
( [ المسألة 25 : ] السحر هو صرف الشئ عن وجهه الصحيح على سبيل الخدعة والتمويه ، فيلبس الباطل لباس الحق ، ويوجب الوقوع في الوهم بالغلبة على البصر أو السمع أو غيرهما من الحواس ، وقد يؤثر في بدن المسحور وقلبه أو عقله أو في عواطفه ، فيؤثر فيه الحب أو البغض ويمنعه ويصده عن بعض المحبوبات والمشتهيات ، ويحبسه عن الوصول إلى زوجته ويفرق به بينهما وغير ذلك من الآثار المختلفة . ولا ريب في حرمة عمله وحرمة تعلمه وتعليمه وحرمة التكسب به ، وفي أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام ما يدل على شدة تحريمه والمؤخذة عليه حتى أطلق عليه الكفر وشبه بالشرك ، وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام : من تعلم شيئا من السحر قليلا أو كثيرا فقد كفر وكان آخر عهده بربه ، وحده أن يقتل الا أن يتوب . وأما تسخير الملائكة أو الجن ، واحضار الارواح وتسخيرها ، ففي عده من السحر اشكال ، ويحرم منه ما كان مضرا بمن يحرم الاضرار به )) كلمة التقوى الشيخ محمد أمين زين الدين ج 4 ص 17
وفقكم الله لكل خير ببركة وسداد أهل البيت عليهم السلام