raafat2.com
تتمنى إداره منتديات رأفت الجندى لجميع الأعضاء والزوار إقامة طيبه معنا ونسأل الله لكل عضو أن يفيد و يستفيد والله الموفق أخبار الإداره



أهلا وسهلا بك إلى منتديات الجندى التعليمية - رأفت الجندى.
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

منتديات الجندى التعليمية - رأفت الجندى :: القاعات الإسلامية :: قاعة علوم القرآن الكريم

شاطر
اسباب نزول آيات سورة ( البقرة ) Empty2012-08-07, 17:03
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرف
الرتبه:
مشرف
الصورة الرمزية

المعتصم بالله

البيانات
احترام القوانين : اسباب نزول آيات سورة ( البقرة ) 5
عدد الرسائل : 1499
الجنس : ذكر
العمر : 50
البلد : بلاد الله واسعة
العمل : عبادة الله والصلاه على النبى
نقاط : 3319

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: اسباب نزول آيات سورة ( البقرة ) اسباب نزول آيات سورة ( البقرة ) Empty2012-08-07, 17:03



اسباب نزول آيات سورة ( البقرة )
أسباب نزول آيات سورة ( البقرة )
{ الۤـمۤ
* ذَلِكَ ٱلْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }

قوله تعالى: {الۤمۤ * ذَلِكَ ٱلْكِتَابُ}. [1-2].
أخبرنا أبو عثمان [الثقفي] الزَّعفراني، أخبرنا أبو عمرو بن مطر، أخبرنا
جعفر بن محمد بن الليث، حدَّثنا أبو حذيفة، حدَّثنا شِبْل، عن ابن أبي
نجيح، عن مجاهد قال:
أربع آيات من أول هذه السورة نزلت في المؤمنين، وآيتان بعدها نزلتا في الكافرين، وثلاث عشرة بعدها نزلت في المنافقين.

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }

قوله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ}. [6].
قال الضحاك: نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته. وقال الكلبي: يعني اليهود.

{
وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوۤا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ
إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ
مُسْتَهْزِءُونَ }

قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوۤا آمَنَّا}. [14].
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، أخبرنا شيبة بن محمد، حدَّثنا علي بن محمد
بن قرة، حدَّثنا أحمد بن محمد بن نصر، حدَّثنا يوسف بن بلال، حدَّثنا محمد
بن مروان عن الكلبي، عن صالح، عن ابن عباس:
نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبيّ وأصحابه، وذلك: أنهم خرجوا ذات يوم
فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الله بن
أبي: انظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم، فذهب فأخذ بيد أبي بكر الصديق رضي
الله عنه فقال: مرحباً بالصِّديق سيد بني تيم، وشيخ الإسلام، وثاني رسول
الله في الغار، الباذل نفسه وماله. ثم أخذ بيد عمر رضي الله عنه فقال:
مرحباً بسيد بني عَدِيّ بن كعب، الفاروق القوي في دين الله، الباذل نفسه
وماله لرسول الله. ثم أخذ بيد علي كرم الله وجهه فقال: مرحباً بابن عم رسول
الله وخَتَنِه، سيد بني هاشم ما خلا رسول الله. ثم افترقوا. فقال عبد الله
لأصحابه: كيف رأيتموني فعلت؟ فإذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت فأثْنَوْا
عليه خيراً. فرجع المسلمون إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبروه بذلك.
فأنزل الله هذه الآية.

أسباب نزول آيات سورة ( البقرة )
{ يَٰـأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعْبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

قوله: {يَاأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعْبُدُواْ رَبَّكُمُ}. [21].
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الزاهد، أخبرنا أبو علي بن أحمد الفقيه،
أخبرنا أبو تراب القُهُسْتَاني، حدَّثنا عبد الرحمن بن بشر، حدَّثنا رَوْح،
حدَّثنا شعبة، عن سفيان الثّوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال:
كلّ شيء نزل فيه يا أيها الناس، فهو مكي، ويا أيها الذين آمنوا، فهو مدني.
يعني أن يا أيها الناس خطاب أهل مكة، ويا أيها الذين آمنوا خطاب أهل
المدينة. فقوله: {يَاأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعْبُدُواْ رَبَّكُمُ } خطاب لمشركي
مكة إلى قوله: {وَبَشِّرِ ٱلَّذِين آمَنُواْ} وهذه الآية نازلة في
المؤمنين، وذلك: أن الله تعالى لمَّا ذكر جزاء الكافرين بقوله: {ٱلنَّارَ
ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ} ذكر جزاء المرمنين.

{
إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَسْتَحْى أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا
فَوْقَهَا فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن
رَّبِّهِمْ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ
ٱللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً
وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ ٱلْفَٰسِقِينَ }

قوله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَسْتَحْى أَن يَضْرِبَ مَثَلاً}. [26].
قال ابن عباس في رواية أبي صالح: لما ضرب الله تعالى هذين المثلين
للمنافقين، يعني قوله: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي ٱسْتَوْقَدَ نَاراً}
وقوله: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ} قالوا: الله أجل وأعلى من أن
يضرب الأمثال: فأنزل الله هذه الآية.
وقال الحسن وقتادة: لما ذكر الله الذباب والعنكبوت في كتابه، وضرب للمشركين
[به] المثل - ضحكت اليهود وقالوا: ما يشبه هذا كلام الله، فأنزل الله هذه
الآية.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن إسحاق الحافظ في كتابه، أخبرنا سليمان بن أيوب
الطبراني، حدَّثنا بكر بن سهل، حدَّثنا عبد العزيز بن سعيد، عن موسى بن عبد
الرحمن عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ
لاَ يَسْتَحْى أَن يَضْرِبَ مَثَلاً} قال:
وذلك أن الله ذكر آلهة المشركين فقال {وَإِن يَسْلُبْهُمُ ٱلذُّبَابُ
شَيْئاً} وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت، فقالوا: أرأيت حيث ذكر الله
الذباب والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمد، أيّ شيء يصنع بهذا؟ فأنزل
الله هذه الآية.

{ أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ ٱلْكِتَٰبَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }

قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ}. [44].
قال ابن عباس في رواية الكلبي، عن أبي صالح بالإسناد الذي ذكر:
نزلت في يهود [أهل] المدينة، كان الرجل منهم يقول لصهره ولذوي قرابته ولمن
بينهم وبينه رضاع من المسلمين: اثبت على الدين الذي أنت عليه، وما يأمرك به
هذا الرجل - يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم - فإنَّ أمره حق. فكانوا
يأمرون الناس بذلك ولا يفعلونه.

أسباب نزول آيات سورة ( البقرة )
{وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَٰوةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَٰشِعِينَ}

قوله تعالى: {وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ}. [45].
عند أكثر أهل العلم: أن هذه الآية خطاب لأهل الكتاب، وهو مع ذلك أدب لجميع
العباد. وقال بعضهم: رجع بهذا الخطاب إلى خطاب المسلمين. والقول الأول
أظهر.

{
إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَارَىٰ
وَٱلصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَعَمِلَ
صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

قوله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ...} الآية. [62].
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر
الحافظ، حدَّثنا أبو يحيى الرازي، حدَّثنا سهل بن عثمان العسكري، حدَّثنا
يحيى بن أبي زائدة قال: قال ابن جريج، عن عبد الله بن كثير، عن مجاهد قال:
لما قص سَلْمَان على النبي صلى الله عليه وسلم، قصة أصحاب الدير، قال: هم
في النار. قال سلمان: فأظلمت عليّ الأرض، فنزلت: {إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ
وَٱلَّذِينَ هَادُواْ} إلى قوله: {وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ
يَحْزَنُونَ} قال: فكأنما كشِف عني جبل.
أخبرني محمد بن عبد العزيز المَرْوَزِيّ، أخبرنا محمد بن الحسين الحدّادِي،
أخبرنا أبو يزيد، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عمرو، عن أسباط، عن
السُّدِّيّ: {إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ..} الآية،
قال: نزلت في أصحاب سلمان الفارسي لما قدم سلمان على رسول الله صلى الله
عليه وسلم، جعل يخبر عن عبادتهم واجتهادهم، وقال: يا رسول الله. كانوا
يصلون ويصومون، ويؤمنون بك، ويشهدون أنك تبعث نبيِّاً. فلما فرغ سلمان من
ثنائه عليهم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا سلمان هم من أهل
النار، فأنزل الله: {إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ} وتلا
إلى قوله: {وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.
أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن زكرياء،
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدّغولي، أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة، حدثنا
عمرو بن حماد، حدثنا أسباط، عن السدي، عن أبي مالك، عن أبي صالح، عن ابن
عباس، وعن مُرَّة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم:
{إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ...} الآية، نزلت هذه الآية في سلمان الفارسي.
وكان من أهل جُنْدَيْسَابُور من أشرافهم، وما بعد هذه الآية نازلة في اليهود.

{
أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ
يَسْمَعُونَ كَلاَمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا
عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }

قوله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ} الآية. [75].
قال ابن عباس ومقاتل: نزلت في السبعين الذي اختارهم موسى ليذهبوا معه إلى
الله تعالى، فلما ذهبوا معه [إلى الميقات] وسمعوا كلام الله تعالى وهو
يأمره وينهاه رجعوا إلى قومهم. فأما الصادقون فأَدَّوْا كما سمعوا. وقالت
طائفة منهم: سمعنا الله في آخر كلامه يقول: إن استطعتم أن تفعلوا هذه
الأشياء فافعلوا، وإن شتم فلا تفعلوا ولا بأس.
وعند أكثر المفسرين: نزلت الآية في الذين غيروا الرجم وصفة محمد صلى الله عليه وسلم

أسباب نزول آيات سورة ( البقرة )
{
فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ
يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِنْدِ ٱللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً
قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ
مِّمَّا يَكْسِبُونَ }

قوله
تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ
يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِنْدِ ٱللَّهِ} الآية. [79].
نزلت في الذين غيروا صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وبدلوا نعته.
قال الكلبي بالإسناد الذي ذكرنا: إنهم غيّروا صفة رسول الله صلى الله عليه
وسلم، في كتابهم، وجعلوه آدَمَ سَبْطاً طويلاً، وكان رَبْعَةً أسمر صلى
الله عليه وسلم. وقالوا لأصحابهم وأتباعهم: انظروا إلى صفة النبي الذي
يُبعث في آخر الزمان، ليس يشبه نعت هذا. وكانت للأحبار والعلماء مَأكَلة من
سائر اليهود، فخافوا أن تذهب مأكلتهم إن بَيَّنُوا الصفةَ؛ فمِنْ ثَمَّ
غيّروا.

{
وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ
أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ٱللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ ٱللَّهُ عَهْدَهُ
أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }

قوله تعالى: {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً}. [80].
أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم الصوفي، أخبرنا أبو الحسين [محمد بن أحمد بن
حامد] العطار، أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، أخبرنا أبو القاسم عبد
الله بن سعد الزهري؛ حدَّثنا أبي وعمّي قالا: حدَّثنا أبي عن ابن إسحاق،
حدَّثنا محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، المدينة، واليهود تقول: إنما هذه الدنيا
سبعة آلاف سنة، وإنما يعذَّب الناس في النار لكل ألف سنة من أيام الدنيا
يوماً واحداً في النار، من أيام الآخرة، وإنما هي سبعة أيام ثم ينقطع
العذاب، فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهم: {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا
ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً}.
[أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد التَّمِيمي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن
حيّان، حدَّثنا محمد بن عبد الرحمن الرازيّ، حدَّثنا سهل بن عثمان، حدَّثنا
مروان بن معاوية حدَّثنا جُويبر، عن الضحاك عن ابن عباس: في قوله:
{وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً} قال]:
وجد أهل الكتاب ما بين طرفي جهنم مسيرة أربعين [عاماً] فقالوا: لن نعذب في
النار إلا ما وجدنا في التوراة. فإذا كان يوم القيامة اقتحموا في النار.
فساروا في العذاب حتى انتهوا إلى سقر، وفيها شجرة الزقوم، إلى آخر يوم من
الأيام المعدودة، قال: فقال لهم خزنة [أهل] النار: يا أعداء الله، زعمتم
أنكم لن تعذبوا في النار إلاَّ أياماً معدودة، فقد انقضى العدد، وبقي
الأبد.

{
وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا
مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ
فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ
عَلَى ٱلْكَافِرِينَ }

قوله تعالى: {وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ}. [89].
قال ابن عباس: كان يهود خيبر تقاتل غطفان، فكلما التقوا هزمت يهود خيبر،
فعاذت اليهود بهذا الدعاء، وقالت: اللهم إنا نسألك بحق النبي الأمي الذي
وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلاَّ نصرتنا عليهم. قال: فكانوا إذا
التقوا دعوا بهذا الدعاء، فهزَموا غطفان. فلما بعث النبي صلى الله عليه
وسلم كفروا به، فأنزل الله تعالى: {وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ
عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ} أي بك يا محمد، إلى قوله: {فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ
عَلَى ٱلْكَافِرِينَ}.
وقال السدي: كانت العرب تمر بيهود فَيَلْقَوْن منهم أذى، وكانت اليهود تجد
نعت محمد في التوراة [ويسالونك الله] أن يبعثه، فيقاتلون معه العرب. فلما
جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم، كفروا به حسداً، وقالوا: إنما كانت الرسل
من بني إسرائيل، فما بال هذا من بني إسماعيل؟!.

أسباب نزول آيات سورة ( البقرة )
{
قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ
قَلْبِكَ بِإِذْنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى
وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ }

قوله تعالى: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ} الآية. [97].
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الزاهد، أخبرنا الحسن بن أحمد الشيباني،
أخبرنا المؤمل بن الحسن [بن عيسى]، حدَّثنا محمد بن إسماعيل بن سالم،
حدَّثنا أبو نعيم، حدَّثنا عبد الله بن الوليد، عن بُكَيْر، عن ابن شهاب،
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
أقبلت اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم نسألك عن
أشياء فإن أجبتنا فيها اتبعناك، أخبرنا من الذي يأتيك من الملائكة؟ فإنه
ليس [من] نبي إلاَّ يأتيه ملك من عند ربه عزّ وجلّ بالرسالة وبالوحي، فمن
صاحبك؟ قال: جبريل: قالوا: ذاك الذي ينزل بالحرب وبالقتال، ذاك عدونا، لو
قلت: ميكائيل الذي ينزل بالقطر والرحمة تابعناك. فأنزل الله تعالى: {قُلْ
مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ} إلى
قوله: {فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ}.

{ مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلاۤئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ }

قوله تعالى: {مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلاۤئِكَتِهِ} الآية. [98].
أخبرنا أبو بكر الأصفهاني، أخبرنا أبو الشيخ الحافظ، حدَّثنا أبو يحيى
الرازي، حدَّثنا سهل بن عثمان، حدَّثنا علي بن مُسْهِر، عن داود، عن
الشعبي، قال:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كنت آتي اليهود عند دراستهم التوراة،
فأَعْجَبُ من موافقة القرآن التوراة، وموافقة التوراة القرآن. فقالوا: يا
عمر ما أحدٌ أحبَّ إلينا منك، قلت: ولم؟ قالوا: لأنك تأتينا وتغشانا، قلت:
إنما أجيء لأعجب من تصديق كتاب الله بعضه بعضاً، وموافقة التوراة القرآن،
وموافقة القرآن التوراة. فبينا أنا عندهم ذات يوم إذ مرّ رسول الله صلى
الله عليه وسلم، خلف ظهري، فقاللوا: هذا صاحبك فقم إليه. فالتفت إليه فإذا
رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد دخل خَوْخَة من المدينة، فأقبلت عليهم
فقلت: أنشدكم الله وما أنزل عليكم من كتاب، أتعلمون أنه رسول الله؟ فقال
سيدهم: قد نشَدَكم باللهِ فأخبروه. فقالوا: أنت سيدنا فأخْبِرْهُ. فقال
سيدهم: إنا نعلم أنه رسول الله، قال: قلت: فأنت أهلكهم إن كنتم تعلمون أنه
رسول الله، ثم لم تتبعوه. قالوا: إن لنا عدواً من الملائكة، وسلماً من
الملائكة. فقلت: من عدوكم. ومن سلمكم؟ قالوا: عدونا جبريل، وهو ملك الفظاظة
والغلظة، والآصار والتشديد. قلت: ومن سلمكم؟ قال: ميكائيل، وهو ملك الرأفة
واللين والتيسير. قلت: فإني أشهد ما يحل لجبريل أن يعادي سلم مكائيل، وما
يحل لميكائيل أن يسالم عدو جبريل؛ فإنهما جميعاً ومن معهما أعداء لمن
عادوا، وسلم لمن سالموا. ثم قمت فدخلت الخَوْخَة التي دخلها رسول الله صلى
الله عليه وسلم فاستقبلني فقال: يا ابن الخطاب، ألا أُقْرِئُكَ آيات أنزلت
عليّ قبل؟ قلت: بلى. قال: فقرأ {قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ
فَإِنَّهُ} الآية حتى بلغ: {وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ ٱلْفَاسِقُونَ}.
قلت: والذي بعثك بالحق نبياً ما جئت إلاَّ أخبرك بقول اليهود، فإذا اللطيف
الخبير قد سبقني بالخبر. قال عمر: فقد رأيتني أشدَّ في دين الله من حجر.
وقال ابن عباس: إن حَبْراً من أحبار اليهود من "فَدَك" يقال له: عبد الله
ابن صُوْرِيا، حاجَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله عن أشياء، فلما
اتجهت الحجة عليه قال: أيّ ملك يأتيك من السماء؟ قال: جبريل، ولم يبعث الله
نبياً إلاَّ وهو وليّه. قال: ذاك عدونا من الملائكة، ولو كان ميكائيل
[مكانه] لآمنا بك؛ إنّ جبريل ينزل بالعذاب والقتال والشدة، وإنه عادانا
مراراً كثيرة، وكان أشدُّ ذلك علينا أن الله أنزل على نبينا: أن بيت المقدس
سيخرب على يدي رجل يقال له: بُخْتُنَصَّر، وأخبرنا بالحين الذي يخرب فيه،
فلما كان وقته بَعَثْنَا رجلاً من أقوياء بني إسرائيل في طلب بخْتُنَصَّر
ليقتله، فانطلق يطلبه حتى لقيه ببابل غلاماً مسكيناً ليست له قوة، فأخذه
صاحبنا ليقتله، فدفع عنه جبريل، وقال لصاحبنا: إن كان ربكم الذي أذن في
هلاككم فلن تسلط عليه، وإن لم يكن هذا فعلى أي شيء تقتله؟ فصدّقه صاحبنا،
ورجع إلينا، وكبر بُخْتُنَصَّرُ وقوي، وغزانا وخرب بيت المقدس؛ فلهذا نتخذه
عدواً. فأنزل الله هذه الآية.
وقال مقاتل: قالت اليهود: إن جبريل عدونا، أُمِرَ أن يجعل النبوة فينا، فجعلها في غيرنا. فأنزل الله هذه الآية.

{ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ ٱلْفَاسِقُونَ }

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ}. [99].
قال ابن عباس: هذا جواب لابن صُوريا حيث قال لرسول الله صلى الله عليه
وسلم: يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه، وما أنزل عليك من آية بينة بها. فأنزل
الله هذه الآية.

أسباب نزول آيات سورة ( البقرة )
{
وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَـٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَـٰنَ
وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُواْ
يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى ٱلْمَلَكَيْنِ
بِبَابِلَ هَـٰرُوتَ وَمَـٰرُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ
يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ
مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم
بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ
مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشْتَرَاهُ
مَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلَٰـقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ
أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }

قوله تعالى: {وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ} الآية. [102].
أخبرنا محمد بن عبد العزيز القَنْطَرِي، أخبرنا أبو الفضل الحدادي، أخبرنا
أبو زيد الخالدي، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، حدَّثنا جرير، أخبرنا حُصين بن
عبد الرحمن، عن عمران بن الحارث قال:
بينما نحن عند ابن عباس إذ قال: إن الشياطين كانوا يسترقون السمع من
السماء، فيجيئ أحدهم بكلمة حق، فإذا جُرِّب من أحدهم الصدق كذَب معها سبعين
كذبة، فيشربها قلوبَ الناس. فاطلع على ذلك سليمان فأخذها فدفنها تحت
الكرسي، فلما مات سليمان قام شيطان بالطريق فقال: ألا أدلكم على كنز سليمان
الممنع الذي لا كنز له مثله؟ قالوا: نعم، قال: تحت الكرسي، فأخرجوه
فقالوا: هذا سحر. فتناسخته الأمم، فأنزل الله تعالى عذر سليمان
{وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ
وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ}.
وقال الكلبي: إن الشياطين كتبوا السحر والنَيْرَنْجِيَّات على لسان آصف:
هذا ما علَّم آصف بن برخيا سليمانَ الملك، ثم دفنوها تحت مصلاه حين نزع
الله ملكه، ولم يشعر بذلك سليمان؛ فلما مات سليمان استخرجوه من تحت مصلاه،
وقالوا للناس: إنما ملككم سليمان بهذا فتعلموه. فأما علماء بني إسرائيل
فقالوا: معاذ الله أن يكون هذا علم سليمان. وأما السفلة فقالوا: هذا علم
سليمان، وأقبلوا على تعلّمه، ورفضوا كتب أنبيائهم. ففشت الملامة لسليمان،
فلم تزل هذه حالهم حتى بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عذر
سليمان على لسانه، وأظهر براءته مما رمي به، فقال: {وَٱتَّبَعُواْ مَا
تَتْلُواْ ٱلشَّيَاطِينُ} الآية.
أخبرنا سعيد بن العباس القرشي كتابة: أن الفضل بن زكرياء، حدثهم عن أحمد بن
نجدة، أخبرنا سعيد بن منصور، حدَّثنا عتاب بن بشير، أخبرنا خُصَيف قال:
كان سليمان إذا نبتت الشجرة قال: لأي داء أنت؟ فتقول: لكذا وكذا. فلما نبتت
شجرة الخُرْنُوبَة قال: لأي شيء أنت؟ قالت: لمسجدك أخربه قال: تخربينه؟!
قالت: نعم، قال: بئس الشجرة أنت. فلم يلبث أن توفي، فجعل الناس يقولون في
مرضاهم: لو كان [لنا] مثل سليمان. فأخذت الشياطين فكتبوا كتاباً فجعلوه في
مصلى سليمان وقالوا: نحن ندلكم على ما كان سليمان يداوي به. فانطلقوا
فاستخرجوا ذلك [الكتاب] فإِذا فيه سحر ورقى. فأنزل الله تعالى:
{وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ}
إلى قوله: {فَلاَ تَكْفُرْ}.
قال السّدي: إن الناس في زمن سليمان اكتتبوا السحر فاشتغلوا بتعلمه، فأخذ
سليمان تلك الكتب [وجعلها في صندوق] ودفنها تحت كرسيه، ونهاهم عن ذلك. فلما
مات سليمان وذهب [الذين] كانوا يعرفون دفنه الكتب، تمثل شيطان على صورة
إنسان، فأتى نفراً من بني إسرائيل فقال: هل أدلكم على كنز لا تأكلونه
أبداً؟ قالوا: نعم، قال: فاحفروا تحت الكرسي، فحفروا فوجدوا تلك الكتب،
فلما أخرجوها قال الشيطان: إن سليمان كان يضبط الجن والإنس والشياطين
والطير بهذا. فاتخذ بنو إسرائيل تلك الكتب، فلذلك أكثر ما يوجد السحر في
اليهود. فبرّأ الله عزّو جلّ سليمان من ذلك، وأنزل هذه الآية.

{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ ٱنْظُرْنَا وَٱسْمَعُواْ وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ

}

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا} الآية. [104].
قال ابن عباس في رواية عطاء: وذلك أن العرب كانوا يتكلمون بها، فلما سمعتهم
اليهود يقولونها للنبي صلى الله عليه وسلم، أعجبهم ذلك. وكان راعنا في
كلام اليهود السب القبيح فقالوا: إنا كنا نسب محمداً سراً، فالآن أعلنوا
السب لمحمد لأنه من كلامهم. فكانوا يأتون نبي الله صلى الله عليه وسلم،
فيقولون: يا محمد، راعنا ويضحكون، ففطن بها رجل من الأنصار، وهو سعد بن
عبادة، وكان عارفاً بلغة اليهود، فقال: يا أعداء الله، عليكم لعنة الله،
والذي نفس محمد بيده، لئن سمعتها من رجل منكم لأضربنّ عنقه. فقالوا: الستم
تقولونها [له؟] فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ
تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ ٱنْظُرْنَا} الآية.

{
مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَلاَ
ٱلْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ
وَٱللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ
ٱلْعَظِيمِ }

قوله تعالى: {مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ} الآية. [105].
قال المفسرون: إن المسلمين كانوا إذا قالوا لحلفائهم من اليهود: آمنوا
بمحمد، قالوا: هذا الذي تدعوننا إليه ليس بخير مما نحب عليه، ولَوَددنا لو
كان خيراً. فأنزل الله تعالى تكذيباً لهم [هذه الآية].




الموضوع الأصلى : اسباب نزول آيات سورة ( البقرة ) المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : المعتصم بالله


توقيع : المعتصم بالله






اسباب نزول آيات سورة ( البقرة ) Empty2012-08-07, 17:03
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرف
الرتبه:
مشرف
الصورة الرمزية

المعتصم بالله

البيانات
احترام القوانين : اسباب نزول آيات سورة ( البقرة ) 5
عدد الرسائل : 1499
الجنس : ذكر
العمر : 50
البلد : بلاد الله واسعة
العمل : عبادة الله والصلاه على النبى
نقاط : 3319

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:


مُساهمةموضوع: رد: اسباب نزول آيات سورة ( البقرة ) اسباب نزول آيات سورة ( البقرة ) Empty2012-08-07, 17:03



اسباب نزول آيات سورة ( البقرة )
أسباب نزول آيات سورة ( البقرة )
{
مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ
مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

قوله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا}. [106].
قال المفسرون: إن المشركين قالوا: ألا ترون إلى محمد يأمر أصحابه بأمر ثم
ينهاههم عنه ويأمرهم بخلافه، ويقول اليوم قولاً ويرجع عنه غداً؟! ما هذا
القرآن إلاَّ كلام محمد يقوله من تلقاء نفسه، وهو كلام يناقض بعضه بعضاً.
فأنزل الله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ} الآية. وأنزل
أيضاً: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا
أَوْ مِثْلِهَا} الآية.

{
أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن
قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلْكُفْرَ بِٱلإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ
ٱلسَّبِيلِ }

قوله تعالى: {أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ...} الآية. [108].
قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي أمية ورهط من قريش،
قالوا: يا محمد اجعل لنا الصفا ذهباً، ووسع لنا أرض مكة، وفَجِّر الأنهارَ
خلالها تفجيراً - نُؤْمِنْ بك. فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال المفسرون: إن اليهود وغيرهم من المشركين تمنوا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فمن قائل يقول: إيتنا بكتاب من السماء جملة كما أتى موسى
بالتوراة، ومن قائل يقول - وهو عبد الله بن أبي أمية المخزومي -: إيتنا
بكتاب من السماء فيه: "من رب العالمين إلى ابن أبي أمية، اعلم أنني قد
أرسلت محمداً إلى الناس". ومن قائل يقول: لن نؤمن لك أو تأتي بالله
والملائكة قبيلاً. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

{
وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِنْ بَعْدِ
إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا
تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْحَقُّ فَٱعْفُواْ وَٱصْفَحُواْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ
ٱللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

قوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ} الآية. [109].
قال ابن عباس: نزلت في نفر من اليهود قالوا للمسلمين بعد وقعة أحد: ألم
تروا إلى ما أصابكم؟ ولو كنتم على الحق ما هزمتم، فارجعو إلى ديننا فهو خير
لكم.
أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل.
أخبرنا أحمد بن محمد [بن الحسن]، حدَّثنا محمد بن يحيى، حدَّثنا أبو
اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن
مالك، عن أبيه:
أَن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعراً، وكان يهجو النبي صلى الله عليه
وسلم، ويحرض عليه كفار قريش في شعره، وكان المشركون واليهود من [أهل]
المدينة حين قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، يؤذون النبي صلى الله
عليه وسلم وأصحابه أشد الأذى، فأمر الله تعالى نبيه بالصبر على ذلك والعفو
عنهم، وفيهم أنزلت: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ} إلى قوله:
{فَٱعْفُواْ وَٱصْفَحُواْ}.

أسباب نزول آيات سورة ( البقرة )
{
وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ لَيْسَتِ ٱلنَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ
ٱلنَّصَارَىٰ لَيْسَتِ ٱلْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ
ٱلْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ
فَٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ
يَخْتَلِفُونَ }

قوله تعالى: {وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ لَيْسَتِ ٱلنَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ...}. [113].
نزلت في يهود أهل المدينة ونصارى أهل نجران، وذلك أن وفد نَجْرَان لما
قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتاهم أحبار اليهود فتناظروا حتى
ارتفعت أصواتهم، فقالت اليهود: ما أنتم على شيء من الدين، وكفروا بعيسى
والإنجيل؛ وقالت لهم النصارى: ما أنتم على شيء من الدين، وكفروا بموسى
والتوراة. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

{
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَّنَعَ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا
ٱسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآ أُوْلَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن
يَدْخُلُوهَآ إِلاَّ خَآئِفِينَ لَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ
فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَّنَعَ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ} الآية [114].
نزلت في طَطُوس الرومي وأصحابه من النصارى، وذلك أنهم غزوا بني إسرائيل
فقتلو مقاتِلَتَهم، وسَبَوْا ذراريهم، وحرّقوا التوراة وخرّبوا بيت المقدس،
وقذفوا فيه الجيف. وهذا [معنى] قول ابن عباس في رواية الكلبي.
وقال قتادة [والسُّدّي]: هو بُخْتُنَصَّر وأصحابه، غزوا اليهود وخربوا بيت المقدس، وأعانتهم على ذلك النصارى من أهل الروم.
وقال ابن عباس في رواية عطاء: نزلت في مشركي أهل مكة ومَنْعِهم المسلمين من ذكر الله تعالى في المسجد الحرام.

{ وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

قوله تعالى: {وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ...}. [115].
اختلفوا في سبب نزولها.
فأخبرنا أبو منصور المنصوري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدَّثنا أبو محمد
إسماعيل بن علي، حدَّثنا الحسن بن علي بن شبيب العمري، حدَّثنا أحمد بن
عبيد الله بن الحسن العنبري، قال: وجدت في كتاب أبي: حدَّثنا عبد الملك
العَرْزَمِيّ، حدَّثنا عطاء بن أبي رَبَاح، عن جابر بن عبد الله، قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، سَرِيَّة كنتُ فيها، فأصابتنا ظلمة فلم
نعرف القبلة، فقالت طائفة منا: قد عرفنا القبلة، هي ها هنا قِبَلَ الشمال.
فصلّوا وخطّوا خطوطاً. وقال بعضنا: القبلة ها هنا قِبَلَ الجنوب، [فصلوا]
وخطوا خطوطاً. فلما أصبحوا وطلعت الشمس أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة. فلما
قَفَلْنَا من سفرنا سألنا النبي صلى الله عليه وسلم، عن ذلك فسكت، فأنزل
الله تعالى: {وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ
فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ} الآية.
وأخبرنا أبو منصور، أخبرنا علي، حدَّثنا يحيى بن صاعد، حدَّثنا محمد بن
إسماعيل الأَحْمَسِي، حدَّثنا وكيع، حدَّثنا أشعث السَّمَّان، عن عاصم بن
عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال:
كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، في السفر في ليلة مظلمة، فلم ندر
كيف القبلة، فصلى كل رجل منا على حِيَالِه، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك للنبي
صلى الله عليه وسلم، فنزلت: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ
ٱللَّهِ}.
ومذهب ابن عمر: أن الآية نازلة في التطوع بالنافلة.
أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، حدَّثنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدَّثنا
محمد بن يعقوب، حدَّثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر، حدَّثنا أبو
أسامة، عن عبد الملك بن سليمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، قال:
أنزلت: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ} أن تصلي حيثما توجهت بك راحلتك؛ في التطوع.
وقال ابن عباس في رواية عطاء: إن النجاشي توفي فأتى جبريل النبي صلى الله
عليه وسلم، فقال: إن النجاشي توفي فصلّ عليه، فأمر رسول الله صلى الله عليه
وسلم، أصحابه أن يحضروا، وصفّهم ثم تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقال لهم: إن الله أمرني أن أصلي على النجاشي وقد توفي، فصلوا عليه. فصلّى
رسول الله [وهم عليه]. فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، في
أنفسهم: كيف نصلي على رجل مات وهو يصلي لغير قبلتنا. وكان النجاشي يصلي إلى
بيت المقدس حتى مات وقد صرفت القبلة إلى الكعبة. فأنزل الله تعالى:
{فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ}.
ومذهب قتادة: أن هذه [الآية] منسوخة بقوله تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ
فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ} وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء
الخراساني. وقال: أول ما نسخ من القرآن شأن القبلة، قال الله تعالى:
{وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ
وَجْهُ ٱللَّهِ} قال: فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحو بيت المقدس،
وترك البيت العتيق، ثم صرفه الله تعالى إلى البيت العتيق.
وقال في رواية [علي] بن أبي طلحة الوَالبيّ: إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم، لما هاجر إلى المدينة -كان أكثر أهلها اليهود - أمره الله أن يستقبل
بيت المقدس. ففرحت اليهود، فاستقبلها بضعة عشر شهراً. وكان رسول الله صلى
الله عليه وسلم، يحب قبلة إبراهيم؛ فلما صرفه الله تعالى إليها ارتاب من
ذلك اليهود، وقالوا: ما وَلاَّهُمْ عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأنزل الله
تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ}.

أسباب نزول آيات سورة ( البقرة )
{ وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً سُبْحَـٰنَهُ بَل لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ }

قوله تعالى: {وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً...}. [116].
نزلت في اليهود حيث قالوا: عزير ابن الله، وفي نصارى نجران حيث قالوا:
المسيح ابن الله، وفي مشركي العرب [حيث] قالوا: الملائكة بنات الله.

{ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ ٱلْجَحِيمِ }

قوله تعالى: {وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ ٱلْجَحِيمِ}. [119].
قال ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ذات يوم: ليت شعري ما
فعل أبواي! فنزلت هذه الآية. وهذا على قراءة من قرأ: {وَلاَ تَسْأَلْ عَنْ
أَصْحَابِ الْجَحِيِمِ}جَزْماً.
وقال مقاتل: إن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لو أن الله أنزل بأسه
اليهود لآمنوا. فأنزل الله تعالى: {وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ
ٱلْجَحِيمِ}.

{
وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ
مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ
أَهْوَآءَهُمْ بَعْدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ
ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }

قوله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَارَىٰ} الآية. [120].
قال المفسرون: إنهم كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم الهدنة،
ويطمعونه أنه إن هادنهم وأمهلهم اتبعوه ووافقوه. فأنزل الله تعالى هذه
الآية.
قال ابن عباس: هذا في القبلة؛ وذلك أن يهود المدينة ونصارى نجران كانوا
يرجون أن يصليَ النبي صلى الله عليه وسلم، إلى قبلتهم. فلما صرف الله
القبلة إِلى الكعبة شق ذلك عليهم ويئسوا منه أن يوافقهم على دينهم. فأنزل
الله تعالى هذه الآية.

أسباب نزول آيات سورة ( البقرة )
{ٱلَّذِينَ
آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـٰئِكَ
يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ }

قوله تعالى: {ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ}. [121].
قال ابن عباس - في رواية عطاء والكلبي -: نزلت في أصحاب السفينة الذين
أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة؛ كانوا أربعين رجلاً من الحبشة
وأهل الشام.
وقال الضحاك: نزلت فيمن آمن من اليهود.
وقال قتادة وعكرمة: نزلت في [أصحاب] محمد صلى الله عليه وسلم.

{
أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ ٱلْمَوْتُ إِذْ قَالَ
لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ
وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهاً
وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }

قوله تعالى: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ ٱلْمَوْتُ} الآية. [133].
نزلت في اليهود حين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ألست تعلم أَنَّ يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية؟.

{ وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

قوله تعالى: {وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُواْ}. [135].
قال ابن عباس: نزلت في رؤوس يهود المدينة: كعب بن الأشرف، ومالك بن الصيف
[ووهب بن يهوذا] وأبي ياسر بن أخْطَبَ، وفي نصارى أهل نجران. وذلك أنهم
خاصموا المسلمين في الدين، كلّ فرقة تزعم أنها أحق بدين الله تعالى من
غيرها. فقالت اليهود: نبينا موسى أفضل الأنبياء، وكتابنا التوراة أفضل
الكتب، وديننا أفضل الأديان. وكفرت بعيسى والإنجيل ومحمد والقرآن.
وقال النصارى: نبينا عيسى أفضل الأنبياء، وكتابنا الإنجيل أفضل الكتب،
وديننا أفضل الأديان، وكفرت بمحمد والقرآن. وقال كل واحد من الفريقين
للمؤمنين: كونوا على ديننا فلا دين إلاَّ ذلك. وَدَعَوْهم إلى دينهم.





الموضوع الأصلى : اسباب نزول آيات سورة ( البقرة ) المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : المعتصم بالله


توقيع : المعتصم بالله







الــرد الســـريـع
..





Loading...