كيف يكون إحياء ليلة القدر؛ أبالصلاة أم
بقراءة القرآن والسيرة النبوية والوعظ والإرشاد والاحتفال لذلك في المسجد
؟.
----------------------------------------------
الحمد لله
أولاً :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من
رمضان ما لا يجتهد في غيرها بالصلاة والقراءة والدعاء ، فروى البخاري ومسلم
عن
عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( كان إذا دخل العشر
الأواخر
أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر ) . ولأحمد ومسلم : ( كان يجتهد في العشر
الأواخر
مالا يجتهد في غيرها ) .
ثانياً :
حث النبي صلى الله عليه وسلم على قيام ليلة القدر إيماناً
واحتساباً ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال : (من
قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) . رواه الجماعة
إلا ابن ماجه ، وهذا الحديث يدل على مشروعية إحيائها بالقيام .
ثالثاً :
من أفضل الأدعية التي تقال في ليلة القدر ما علمه النبي صلى الله
عليه وسلم عائشة رضي الله عنها ، فروى الترمذي وصححه عن عائشة رضي الله
عنها قالت :
( قلت : يا رسول الله ، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟)
قال : (
قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) .
رابعاً :
أما تخصيص ليلة من رمضان بأنها ليلة القدر فهذا يحتاج إلى دليل
يعينها دون غيرها ، ولكن أوتار العشر الأواخر أحرى من غيرها والليلة
السابعة
والعشرون هي أحرى الليالي بليلة القدر ؛ لما جاء في ذلك من الأحاديث الدالة
على ما
ذكرنا .
خامساً :
وأما البدع فغير جائزة لا في رمضان ولا في غيره ، فقد ثبت عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه
فهو رد)
وفي رواية : (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) .
فما يفعل في بعض ليالي رمضان من الاحتفالات لا نعلم له أصلا ،
وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها.
وبالله التوفيق .
فتاوى اللجنة الدائمة (10/413) .