قد جعل الله لكل شئ سبباً ، وجعل سبب المحبة دوام الذكر ، فمن أراد أن ينال محبة الله عز وجل ، فليلهج بذكره سبحانه ، فالذكر باب المحبة ، وشارعها الأعظم ، وصراطها الأقوم ، قال تعالى : (( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون)) [ البقرة 152] .
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب من الكلم الطيب : [ أن للذكر أكثر من مائة فائدة ] . وذكر منها :
أ – أن الذكر يطرد الشيطان ويمنعه ويكسره .
ب- أنه يرضي الرحمن .
ج – أنه يزيل الهم والغم عن القلب .
د- أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والراحة والبسط .
قال تعالى في سورة الأحزاب : (( والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرةً وأجراً عظيماً (35) )) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت )) [ البخاري ] ، وروى مسلم : (( مثل البيت الذي يُذكر الله فيه ، والبيت الذي لايُذكر الله فيه ، مثل الحي والميت )) .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : لكل شيء جلاء وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل . فذكر الله عز وجل على كل حال من أسباب انشراح الصدور فالأذكار هي الحرز المتين والحصن الحصين بإذن رب العالمين من كل سبب يؤدي إلى ضيق الصدور ، أو أي مرض من الأمراض التي تصيب الإنسان فتكون النتيجة هي انشراح القلوب والصدور ، وشفاء العليل والسقيم . ومن هذه الأذكار أذكار الصباح والمساء التي ينبغي على كل مسلم ومسلمة المحافظة عليها لتكون له درعاً متيناً وحصناً حصيناً ضد عدو البشرية إبليس وحزبه وتكون حاجزاً وباباً منيعاً من شياطين الإنس والجن ، فمن داوم عليها ولزمها كانت له وقاية من الهم والغم ومن الحزن والكرب ، ومن النصب والسقم بإذن الله تعالى ، فمن وفقه الله بادر عند إحساسه بأسباب الشر إلى هذه الأسباب التي تدفعها عنه ، وهي له من أنفع الدواء ، وإذا أراد الله عزوجل إنفاذ أمره وقضائه وقدره أغفل قلب العبد عن معرفتها وتصورها وإرادتها فلا يشعر بها ولا يريدها ليقضي الله فيه أمراً كان مفعولاً .