المنتجات العلمية لنبي الله سليمان عليه السلام
{ يعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }سبأ13ان هذه الاية المباركة تثبت ان ما عمله الجنود هو وفق مشيئة سليمان عليه السلام وكانت مشيئتة هي ان يعملوا له ( محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات ) ان هذه المصنوعات التي اشار اليها الحديث الشريف بـ ( الصنائع العجيبة ) نرى انها ادوات وآلات علمية تفيد الاتصال والتنقل والسفر عبر الزمن الكوني والارضي واقصد بالارضي هو الرجوع والتقدم بالزمن كما سيأتيك في محله انشاء الله تعالى .
إن النص القرآني أشار إلى هذه العملية حيث قال (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ ) وهذا التسخير يجب أن يكون بسبب ومعرفة علمية تتدرج حتى تأخذ من أفراد معينين ومعروفين لدى الأنبياء والمرسلين كمرجعيات علمية نافذة في الكون كله وكما أسميناهم من قبل بالقوة الفاعلة في الوجود وهم ضمائر الجمع نفسهم المتكلمون في القران وهم الذين سخروا له وآتوه وابوه من قبله هذا الملك ، . اذن من الملاحظ حسب السياق اللفظي للآية ان هذا الجيش متطور صناعياً واول ما صنع هو الآلة وهذه الآلة متطورة جداً بحيث مكنته من الأتصل بتلك العوالم الاخرى فهي الة متطورة جداً، لا كما هو مركوز في اذهاننا من انه بساط سحري !! وما شابه ذلك من سفافيف وحكايات عجائزنا التي نتلقاها منهن في الليالي الباردة عندما نلتف حولهن وهن يقصصن علينا ما فاتنا من الزمن الغابر !! ان الامر غير ذلك وقبل ان ندخل في الالآت التي تم تصنيعها يتوجب علينا اولاً ان نكتشف المادة التي تم تصنيع هذه الاشياء منها ويجب ان يكون لهذه المادة دلالة واضحة على انها ذات صلة بالفضاء وغيرها من العلوم المتطورة ، فما هي هذه المادة وهل اشار اليها النص ؟ .
عيـن القطـر :
( وَأَسَلْنَـا لَهُ عَيْنَ الْقِطْـرِ )
ان العين : هي الشي المكور بذاته والواضح وضوحاً كافياً ، ولذ سميت كرة الأبصار عينا وكرة الماء المتدفق ذاتياً من الأرض عينا.
ويمكن القول باختصار أكثر أن العين قوة تطوريّه متنامية ومرنه وفعاله بما يكفي للاعتقاد أنّها تحقق ما تريد فعله ولو بعد حين لاتصالها بالنون وهو القوه الجبارة التي تتحكم بالإنشاء والتغيير من خلال سيطرة الأخير على الزمان.
اما القطر فهو طبقة من النحاس عالي الجودة . ذو درجات نقاوة عالية ، ويتطلب الأمر لإستخراجه وإستنباطه في عمليات تعرف بإسم الترسيب الكهربائي، فهي تقنيات لا يملكها سوي القادرون ، ولم نكن ندري عنها شئ حتى فترة من الزمن قريبة لا تتعدي ثلاثة أرباع قرن من القرون ، إلا أن هذا الفرن الكهربائي مكن الإنسان من تصنيع سبائك النحاس النقية والتي تصل درجة نقاوتها الي 99% ، ويتبقي الباقي وهو 1% ، والذي إذا ماكان من الحديد فإن السبيكة تتآكل وتنهار، وإذا كان من المنجنيز فإن السبيكة تصبح من الصلادة بحيث يصعب تشكيلها سوي بإستخدام طريقة الصب .
كما أن هذه الآية ( وَأَسَلْنَـا لَهُ عَيْنَ الْقِطْـرِ ) تشير إلى إن المجموعة المتكلمة في القران قد منحت نبي الله سليمان عليه السلام من العلم ما جعلته يصل ويكتشف تقنيا ( عين القطر )، وهي لفظة تدل على توصّل نبي الله سليمان عليه السلام إلى أساس معدن النحاس المسال النقي ، كما إن هذه المجموعة أعطته من قبل وسخرت له من سبل العلم وإمتلاك التقنيات ما جعل الجن والإنس والطير طائعة له ، فلقد منحته السيطرة والهيمنة على الجن والإنس والشياطين وسخرت له الريح (غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ) وقد اشرنا اليها في معرض بحثنا وقلنا انها التحكم بالنظام الطبيعي من قبل نبي الله سليمان عليه السلام ، فهذه الآية الكريمة تعطي دلالات وتشير إلى التقنيات التي توصل إليها نبي الله سليمان عليه السلام آنذاك، وهي تقنيات لا نعلم ولا ندري عنها شيء ولا نعرف منها سوى القشور العلمية !
والسؤال الذي يلح علينا الآن هو ما هي حاجة نبي الله سليمان عليه السلام إلى تصنيع النحاس نقياً، وهذا الإستخدام نجده فقط في المجالات الفضائية كالأقمار الصناعية ونجده أيضا في معدات الإتصال اللاسلكية وهي كلها معدات حديثة؟
فهل استخدمها نبي الله سليمان عليه السلام في الاتصالات ؟ لنتعرف على الأشياء التي تم تصنيعها لنبي الله سليمان عليه السلام وهي كما مثبت في الآية الكريمة {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }سبأ13 .
لنرى أن ما بدأنا به بحثنا, من أن هذه الأربعة, "المحاريب والتماثيل والجفان والقدور", هي في معرض وصف استمكان سليمان عليه السلام وسلطانه القوي, لتمكين دين الله في مملكته فهذه الأربعة تربط أطراف مملكته ربط علمي وتقني بحيث تمكنه من الاتصال والتواصل مع أرجاء مملكته فأن قال قائل هو متمكن من غير هذه الأدوات والآلات العلمية نقول فغيره ممن هم في أرجاء مملكته يحتاجون هكذا آلة للاتصال ونذكر القارئ إن أولياء الله تعالى يكلمون الناس على قدر عقولهم وسليمان عليه السلام يتكلم مع عقول متطورة أو كما نسميهم اليوم مخلوقات فضائية متطورة تحتاج إلى هذه الآلة للتواصل معه وفق عقولها ، وسنبدأ من نهاية الآية ونأخذ المادة العلمية الرابعة حسب تسلسلها في النص وهي (وَقُدورٍ رَاسياتٍ )
قدور الراسيات
( وَقُدورٍ رَاسياتٍ ) : قال المفسِّرون (ثابتات لعظمتها) بل ذهبوا الى ابعد من ذلك وقالوا وجفان كالجواب, أي صحون كبيرة للأكل, وقدور ضخمة لطبخ الطعام !!.
ان المعنى الصحيح لقوله تعالى ( وَقُدورٍ رَاسياتٍ ) هو أنَّها تتحرّك بحركةٍ لطيفةٍ منتظمةٍ بإمكانياتٍ علميةٍ أوتِيَت لنبي الله سليمان (عليه السلام) ، فدلالة فعل (أرسى) هو حرّكَ الشيء حركةً منتظمةً. فمرسى القدور ليس هو الموضع الذي تثبت فيه ، بل هو الموضع الذي تتمّ فيه السيطرة على حركتها وتنظيمها ودورانها ، كما في رواسي الأرض فانها لا تثبِّت الأرض، بل العكس تحرِّكها حركةً منتظمةً لتكوين الليل والنهار والمعايش والأنهار وما الى ذلك .
فما معنا القدور ؟
لنرى قول المرحوم النيلي في لفظة قدور حسب ما جاء في اللغة الموحدة :
السـائل : لكنّ ورد في التنزيل : ( قُدور راسيات ) بالضم وهو جمع ( قِدر ) بالكسر .
المؤلـّف : قُدور بالضم هو جمعٌ لـ ( قَدْر ) بالفتح والقِدر جمعه قِدور .
اذن لفظة ( قُدور ) هي جمع لـ ( قَدْر) بالفتح وهذا التفسير يقلب التفسير الاعتباطي رأساً على عقب وينسف كل ما ذهبوا اليه !
لترى اذن ما بينه المرحوم النيلي لمعنى ( قَدْر ) :
فالقدْر والقدَرَ مثلهما مثل الحُكمْ والحَكومَة - لا تعني الهيئة أو الشخوص - بل الأمر والقانون. فالقدْر هو الحكم، فهو على العموم كل الحكم وعلى الخصوص حكمٌ واحد مخصوص.
فكما يقال عن أي شيء (هذا حكم الملك) فهذا عموم. ويقال (هذه الليلة يصدر الحكم) فهو حكمٌ خاص بشيء خاص.
فقوله (ليلة القدرَ) أي ليلة نفاذ أمر واحد مخصوص. لأن العموم لا يرتبط بالزمن، ولما كان القدرْ هنا ارتبط بليلة دل ذلك على انه أمر واحد مخصوص.
ولتنظر أخي القارئ إلى معاني ( القَدْر والقَدَر ) في كتاب أصل الخلق:
اشتقاق الاثنين من أصل لغوي واحد وهما مرتبطان بالتقدير من جهة كونه (التخطيط) أو الخطة الموضوعة، وهذا المعنى مستخدم عند القدماء.... أي التحم في أصل التكوين وهو التخطيط في المصطلح الحديث (التصميم) Design.
ومن جهة أخرى فهما مرتبطان بالقدره أي القوة الفاعلة...
اذن أن هذه اللفظة مرتبطة بالقدره أي القوة الفاعلة ، و تعني وضع الأشياء في خطة وناموس وتصميم معين لأمد معين لا تخطيطاً بالفكر وحده بل مع القدرة على الايجاد بهذا التقدير بل وشحنه بالقوة الكافية لابقاءه موجوداً على هذه الخطة لهذا الامد ، وبالتالي فأن هذا التصميم موضوع لغاية هي أخضاع الحكومة او المملكة لحكم سليمان عليه السلام بما ان اتصالة بعوالم اخرى فاقتضى ان تكون قدور متعددة وهنا ايضا نفهم معنى رواسي وارتباطها بالقدور اذ ان هذه القدور
ضمن مدار متحرك ومنظم بمعنى انها تعمل عمل ( محطات مدارية ) حاكمة على العوالم المتعددة وعلى هذا فالقدور تتحرك ضمن مدار ثابت والغاية منها هي الاحاطة بكوكبنا والكواكب الاخرى التي يتواصل معها نبي الله سليمان عليه السلام حضارياً ولكي يصل حكمه اليها فيوضع ، وبالتالي فهي ليست بمحطة واحدة بل محطات موزعة على الكواكب لدلالة قوله تعالى ( وقدور راسيات ) وذلك لارسال وتلقي المعلومات بل والاجسام المادية وهذا ماسنبينه للقارئ في معنى المادة العلمية الثالثة حسب النص وهي (وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ) ، ولكن اين هذا من قول الاعتباط في بيان معنى قدور راسيات فالقدور الراسيات" عندهم: قدور ضخمة للطبخ كان يصعد إليها بالسلالم !!!
ارجو من القارئ ان لا يحكم وان ينتظر ويتريث قليلاً حتى تكتمل عنده الصورة بتمامها بعد ان نبين المفردات او المواد العلمية الاخرى لمؤسسة نبي الله سليمان عليه السلام ولكي يتصور هذا الامر نلفت انتباهه الى قضية مهمة وهي ان التواصل بين الحضارات السماوية يحتاج الى عناية علمية كما هو الحال في التواصل بين الحضارات الارضية فهناك اجهزت الاتصالات الصوتية والمرئية ولذلك نسأل قارئنا الكريم افلا نحتاج الى وساءل علمية في التنقل والتواصل بين الاجناس والمخلوقات الفضائية كيف سخرت هذه المخلوقات الفضائية الى نبي الله سليمان عليه السلام بدون وسائط علمية تنقلها وتنقل حضارتها الى الارض؟ لنرى المادة العلمية الثالثة حسب سياق الاية الكريمة ولنتعرف عليها ....
جفان كالجواب
لقد قال المفسرون في معنى جفان كالجواب": قصاع عظيمة للأكل, أي صحون كالأحواض الكبيرة!.
ولكن لماذا هذا التشبيه بالذات, أللسعة والاتساع فقط , أم لشي آخر غيره؟.
يقول المرحوم النيلي في كتاب اللغة الموحدة :
نظراً لقدرة الكّاف على فرز المتآلفات مع بعضها على شكل مجموعات فقد أستُخدِم كأداةٍ تفيد التشبيه .
ويمكننا التعويض عن كاف التشبيه بحركة الكّاف المعرّفة بالجملة السابقة من غير إضافات مؤثرةٍ سوى الظرف الزماني ( عند ) والمكاني ( يوضعُ مع ) على النحو التالي :
لنفرض جملةً استعمل فيها كاف التشبيه مثل : ( إنّ السفرجل كالتفاح )
ولنعوض عن الكّاف بالتعريف :
[ إنّ السفرجل ( عند ) تكتله مع من يشبهه ( يوضع مع ) التفاح ]
إذن فالكاف لا يعوض عن العبارة وحدها ، بل وعن الظرفين المكتنفين للعبارة أيضاً ، فهو حركةٌ تامةٌ تستبطن ظرفي الزمان والمكان .
وسلوك الكّاف لا يتغيّر فهو يعمل نفس العمل أينما جاء . ولكن الحروف جميعاً تبني حركتها ـ كما علمت من قبل ـ على الحركة السابقة .
نقول: فما الفائدة من تشبيه الجفان بالجواب ؟
أن المتحصل من الجفان وعلاقتها بالجواب على ضوء ما قدمه المرحوم النيلي من مثل هو عملية تشبيه بما مفترض عندنا اليوم بـ السفر عبر الزمن ـ فهذه المادة العلمية الوحيدة من مجموع المواد الاربعة تم تشبيهها لنا في النص وذلك لمعرفته بقصورنا عن ادراك هذه العملية وها نحن اليوم في القرن الحادي والعشرين لا ندركها بل نتصورها وفق معطيات علمية وسنبين للقارئ فكرتنا عنها كما ونلفت أيضا إلى ما في جذر "جَفَنَ" وعلاقته بالغطاء الذي يحوي العين من فوقها ومن أسفلها, وما قد تفيده هذه العلاقة من وظيفة العين من اللحظ والاحتواء للصّور ، فالجفن بمثابة security عملية امنية في منع بعض الاشكال من التخلل عندما لا نرغب في النظر اليها او حجب الضوء المنعكس الى العين ، وفي ما نلمح اليه يحجب الاشياء الغير مرغوب فيها من الولوج في عملية السفر من باقي الكواكب الاخرى !. فارجو ان تلاحظ اخي القارئ دلالة الجفن وتتصورشكله وتقعيره, ومن الجابية جمعها ولمّها للاشياء حتى يظهر لك المعنى المتحصل من جفان كالجواب ولكي تتصور آلة علمية كبير بهذا الحجم وما باستطاعتها من التقاطه ونقلة من والى أي مكان وباي حجم كان كما باستطاعتها ايضا ان تصنع نسخ لما موجود في باقي الكواكب الأخرى ، واني لأعلم ان هنالك من يترصد منهجنا ويريد ان يتصيد ويلوي كلامنا الى غير ما نريد ان نوجهه ! وقبل ان ادخل في شرح هذا الموضوع اقول له: انظر الى آلية نقل العرش فاذا تقبلتها فأنت ملزم بان تتقبل هذا الكلام !
وسنوضح هذه العملية بشرح علمي كما ارجو ان لا ينسى القارئ الكريم ما افترضناه بخصوص القدور الراسيات لان الجفان لا تعمل بمعزل عن القدور فهي مرتبطة بها وهي البوابات التي يتوقف فيها الزمن ، وهي البؤر التي تدخل منها المخلوقات الفضائية أو ما تنقله لنا هذه المخلوقات ، فتعمل هذه البؤر كبوابات كبيرة وعظيمة تنقل الأشياء من وإلى عوالم بعيدة وأزمنة مختلفة !! فهي ليست حفر عميقة مثلما ذهب اليه المفسرون بل هي بؤرتلم وتلتقط !
نعم فنحن لا نعتقد بالتفسير الذي يأخذ بذهنية القارئ الى ان جفان كالجواب": قصاع عظيمة للأكل, أي صحون كالأحواض الكبيرة!.!! ان هذا التفسير لو اننا بعثنا هذا التفسير الى من نريد اطلاعه على اسرار القران العلمية ونقول له هذا ما عمله نبي الله سليمان عليه السلام بعد ان سخرت له كل القوانين والمخلوقات فماذا ترى عزيزي القارئ الا يستهزئ بقولنا هذا ، واي اسرار هذه التي تركها لنا الاعتباط قصاع عظيمة للأكل !!! وعندما تقول لهم وكيف ذاك ؟ سيقولون الا تلاحظ جيشه وكثرته !! ولكن ما رابطة جيشه بهذا فالنص يقول يعملون له أي لسليمان عليه السلام ولم يقل للجيش حتى يأكلوا ! فأن كان الامر كما اخرجه القوم فسيكون بهذه الصورة ( قصاع عظيمة للأكل معدة لسليمان عليه السلام ) ولا ندري يأكل منها ام يتأمل فيها !! أكرم اخي القارئ بهذا التفسير وانعم ، واني والله لاستغرب من هذه المؤسسة الاعتباطية فهي من باب في لهاث دائم ومستمر خلف المؤسسات العلمية وما تتوصل اليه وتحاول ان تخّرج بعض ما اعياها فهمه بالاتكاء على تفسيراتها العلمية فلماذا تصف سليمان عليه السلام بأنسان بدائي لا يهتم الا بالاكل وغيره !! لماذا لم ينصف هذا النبي المفهّم من قبل المجموعة التي تكلمنا عنها سابقاً (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ) !!؟
النقل عن بعد
الترجمة الحرفية لعبارة (Teleportation) تعني (النقل عن بُعد). والمقصود هنا أن يتم نقل الجسم البشري أو المواد الأخرى بدون الاعتماد على وسيلة مواصلات متحركة. الفكرة التي ما فتئ الكتاب يستخدمونها هي في تفكيك ذرات الجسم في نقطة ما ومن ثم إعادة تركيبها على النحو الأصلي في نقطة أخرى! وهي كما قدمناه في عملية نقل العرش الفرق بينها ان الاول جلب العرش من نفس الرقعة الجغرافية واقصد بها الارض ، اما الثاني فيكون الاستحضار والجلب من رقع مختلفة أي من كواكب وعوالم متعددة !
ولاشك بأن المعضلة الأولى التي سيواجهها المعنيون بهذه الأبحاث في عصرنا هذا هي في حجم الذاكرة اللازم لتخزين موقع وحالة كل ذرة وكل (كوارك) في الجسم البشري لتتم إعادة تجميعها لاحقاً وفي كيفية تخزين هذه البيانات والذرات ونقلها عبر الفضاء .
ولكن : هل سيضمن التفكيك وإعادة التركيب استمرارية الحياة في الجسد ؟ ماذا سيحل ( بالروح ) أثناء الفناء الوقتي للجسد ؟ وبين الكينونتين هل يعد الإخفاء.. ولو لبرهة بمثابة القتل وسلب الحياة ؟ ومن يضمن أن تبقى الذاكرات والخبرات والأفكار حتى لو نجح تركيب الخلايا الأيدي والأرجل والأحشاء ؟
فيزياء الكمّ تتدخل هنا مرة أخرى لترسم إطاراً نظرياً للفكرة. فصنع (نسخة) أخرى للجسم يقتضي إعادة صياغة حالته الكمية والتي لا يمكن توقعها أساساً وفقاً لروح الفكرة الكمية. ولأن الفيزياء الكمية ترفض مبدأ التفكيك التدميري كما تقدم مع (آلة الزمن) أعلاه فإن كل عملية انتقال آني تُعلل هنا على أساس أنها مجرد تخليق لنسخ أخرى من الحالة الأصلية!
واحدة من أكثر تقنيات الانتقال الآنية (التخيلية) شيوعاً تعتمد على العبور من خلال الثقوب السوداء أو عبر الفضاء المختصر المعروف أيضاً باسم ثقب الدودة (Worm Hole). وهذه المصطلحات تعبر كلها عن حالات خلل في الفضاء تنهار فيها قوانين الفيزياء والوقت. مما يعني إمكانية إيجاد طريق مختصرة عبر الفضاء أو حتى عبر الوقت من خلال المرور داخل إحدى هذه النقاط السحرية. وغني عن الذكر أن الثقوب السوداء تملأ الكون من حولنا ويتم رصد المزيد منها من حين لآخر.
هناك تطبيقات أخرى للنقل الآني الكمي بالذات تتجاوز نقل الأجسام الحية عبر الفضاء لتغطي كامل طيف المادة والمعلومة. بالنسبة للفيزيائيين في الكون بأسره ليس سوى آلة حاسبة أو كومبيوتراً. لأن لكل ذرة في الكون حالة معينة قابلة للتغيير وذاكرة لهذه الحالة. وبالتالي فإن القدرة على التعامل مع ذرات الكون من منظور كمي تعني استغلاله بالكامل كأكبر حاسوب موجود على الإطلاق. التطبيقات المقترحة تشمل الطب التخيلي الذي يتم فيه تغيير الحالة الآنية لصالح أخرى أفضل وحتى السفر نحو المستقبل عبر تخليق نسخ أخرى والاحتفاظ بها ثم إظهارها عبر فترات زمنية أطول.
في صيف 2002 نجح فريق من العلماء في نقل شعاع ليزر على نحو كمي آني. بمعنى أن الفريق نجح وفقاً لنظريات (التشابك الكَمّي – Quantum Entanglement) المذكورة أعلاه في (نسخ) فوتونات أو جزيئات الشعاع الضوئية ومن ثم قام بتقليدها على هيئة جزئيات أخرى وإعادة تكوينها عبر موضع آخر من الفضاء أي تم تمثيلها . وهو ما عُد فتحاً علمياً وإثباتاً مباشراً لبعض أفكار (آينشتاين). وبالرغم من أن نجاح هذه التجربة مرتبط بشكل مباشر بعلميّ (المعلوماتية الكمية) و (الحوسبة الكمية).. إلا أنها تمثل كذلك أملاً أمام الحالمين بيوم تكون فيه أجهزة للانتقال اللحظي بين بقاع الأرض هذه أو الكوكب الأخرى .
ان افتراضنا هذا وبهذا الشكل لسبب وجيه وهو ان سليمان عليه السلام لو كان عنده كما يسمونه اليوم سفن فضائية لتم كشفها وفق التنقيب الاثاري ولوجدت هذه السفن الفضائية مندثرة في مكان ما على وجه الارض اما قضية البؤر التي اشرنا اليها وتم تبيانها علمياً كبوابات نجمية فيمكن تدميرها كي لا تقع بايدي الاخرين وهذا ما سنثبته في المقالة الاخير التي تتعلق بمنسأة سليمان عليه السلام وسوف تضحك كثيراً اخي القارئ الكريم عندما تجد الاعتباط يصفها بالعصا ويتناسى ان النص صريح ولا يبدل شي بشيء اخر فقد وصفها مع موسى عليه السلام فلماذا يغمض الطرف عنها مع سليمان وستبكي اخي القارئ على ما فاتك من كشف اسرار هذه المنسأة والتي تم تدميرها من قبل الدابة والتي يعتبرونها دودة الارضه التي اكلت العصا ولا اعجب من قولهم هذا فهم لا يعرفون دلالة الاكل في القران وكل ما يفسرونه مرتبط ببطونهم الشرهة !! لا حول الهب حسبنا الله !!
التماثيل
:
لا بد من تعاقب لفظة "مثل" ومفرداتها ودلالاتها في القران وكما بدأنا بحثنا في نقل ما تقوله كتب والتفسير القوم فيما يخص "التماثيل" من أنها تماثيل الحيوان أو الملائكة أو الصالحين, ثم قالوا: لعل هذا كان جائزا في شرعه!.. ونحن كما قلنا سابقاً ان ما ذهب اليه الاعتباط بعيد عن منهجنا ولا نريد ان نخوض فيه بل نذكره كي يرى القارئ الكريم مدى المؤامرة على عقلة من قبل هؤلاء القوم وسنبدا بحديث عن الصادق عليه السلام ورد في بحار الانوار
عن أبان ، عن أبي العباس ، عن أبي عبدالله عليه السلام في
قوله : " يعملون له مايشاء من محاريب وتماثيل " فقال : والله ما هي تماثيل ( الرجال ) و ( النساء ) ! ولكن الشجر وشبهه .
ماذا يقصد الامام عليه السلام بقوله : الشجر وشبهه ؟
لنرى ماذا يقول المرحوم النيلي في تبيان دلالة لفظة الشجرة في اللغة الموحدة :
فهذا اللفظ مستعملٌ حالياً في منطقةٍ عربيةٍ بأربعة اتجاهات : الأول ( مادي حسي ) ويقصد به الشجرة المعهودة وهو أقوى الاتجاهات وأثبتها . والثاني ( عقلي سببي ) ويقصد به ( الذرية والأنساب ) لأنها تتفرع كتفرعات الشجرة . والاتجاه الثالث ( أدبي فكري ) ويقصد به ( النار ) . والاتجاه الرابع ( حرفي صناعي ) لتمثيل آلةٍ كالشجرة موجودة في ناقل الحركة للمكائن .
وإننا نرى إن الاتجاهات الثلاثة الأولى لا تتفق مع فكرة التماثيل ولم يبقى إلا الاتجاه الرابع وهو ما ينطبق على فكرة التماثيل ، فالذي تم نقله هو آلات كثيرة من تلك الحضارات الى كوكب الأرض بمعنى آخر أن هذه الآلات لم تكن أصلا موجودة على الأرض وبنقلها تمثلت تمثيل واقعي فأصبحت تلك الحضارات الفضائية ماثلة بتقنياتها وعلومها بشكل واقعي كما فعلت المجموعة مع مريم عليها السلام عندما أرسلت روحها (َتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً ) وهذا التمثيل واقعي تماما ، إذن فعملية التماثيل توحي لنا بنقل حضارات كاملة إلى كوكبنا هذا .
أما المادة الأولى من سياق الآية الكريمة ( محاريب ) فلا نراها إلا تلك الأماكن التي من خلالها يتم التحكم بإرجاء المملكة أي مملكة نبي الله سليمان عليه السلام فهي كما نسميها اليوم غرف عمليات منعزلة عن العامة تمثل القواعد العسكرية لنبي الله سليمان عليه السلام وما ينقل من الفضاء الخرجي الى الارض يكون في هذه القواعد !
وللقارئ الكريم إن ينظر في لفظة ( محراب ) ودلالته اللفظية فلقد وردت خمس مرات بإضافة آية المحاريب إليها وكلها تعني العزلة
{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }آل عمران37
{فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ }آل عمران39
{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً }مريم11
{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ }ص21
فمن ينظر في الموارد الخمسة, يجد ان لفظة المحراب لا يراد منه مكان الصلاة , بل هي لغير الصلاة حيثما وردت , إذ تنصرف إلى "العزلة" والتفرد أكثر من انصرافها للصلاة , فالتي في "آل عمران" تبين جانب "العزلة", حيث مريم في "المحراب" يأتيها رزقها بكرة وعشيا, فهي في "معزلها" تُعَدّ لأمر عظيم, فبات يأتيها رزقها خالص من الله, حتى يكتمل "عزلها" وتطهيرها.
أما نبي الله داوود عليه السلام وما حدث معه {إذ تسوروا المحراب} فيؤكد على انه أيضا كان في مكان منعزلا لذلك نراه عليه السلام فزع منهم لتأكده من خلوا المكان الا منه ( إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ{22}
أما زكريا وخروجه فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فدليل آخر على انه كان منعزلاً عن قومه في مكان معين.
لذلك نرى إن محاريب سليمان هي مكان منعزل عن الناس يتم فيه تجميع وتحضير ما تم نقله من تلك الحضارات الأخرى بعد دراسته ومعاينته وعند ذاك يخرج نبي الله سليمان عليه السلام بالمعاجز والصنايع العجيبية التي كانت تبهر الناس في زمانه .
ملاحظة هامة : ان كل الذي تم تصنيعة لنبي الله سليمان عليه السلام هو من النحاس حتى هذه المحاريب وهذا واضح في العلوم الحديثة وقد اشرنا اليه سابقا وقلنا ان النحاس مرتبط بالاتصالات والعلوم التقنية الحديثة :
قال مجاهد: ( المحاريب ) بنيان دون القصور وكانت من نحاس.