بسم الله الرحمن الرحيم
عــمــرو بن معد يكرب الـزبـيـــدي فــارس مـقــدام وصحابي جليل وجـــد من جــدود الـعـقـيـــدات
وهومن أمراء زبيد أيضاً عمرو بن معد يكرب الزبيدي شاعر وفارس ومجاهد له مأثر في معارك الفتح الاسلامي كاليرموك والقادسية وكان معدي كرب قد فسر اسمه على أنه من تعداه الكرب. أي تجاوزه وانصرف عنه وكلمة معد يكرب باللغة الحميرية القديمة تعنى وجه الفـلاح وكان معد يبلغ من الطول عشر أشبار قــوي البنية حتى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال : الحمد لله الذي خلقنا وخلق عمرو تعجباً من عظم خلقته قال فيه احد الشعراء :
كان ذراعاه ذراع شمله (1) وأصبعه الوسطى تزيد عـن شبر
فقد كان لايشبعه جذع من الابل وكان يملك قوه جسدية هائلة لدرجة انه يمسك بذنب الفرس فتقع على الارض. وكان من فرسان الجاهلية سيفه الصمصامه. ومن خيله : البعيث والعطاف واليعسوب وله في السلاح راى وحكمة : ففي الرمح قال: اخوك وربما خانك، والنبل منايا تخطى وتصيب، والترس : هو المجن وعليه تدور الدوائر والدرع : مشغلة للفارس متعبة للراجل وإنها لحصن حصين، وسألوه عن السيف فقال :نعم السلاح وقد أرتد عمرو عن الإسلام ولكن سرعان ماعاد عن ردته، وأعتذر إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعاد عمرو بن معد يكرب بعد رجوعه إلى الاسلام إلى اليمن حتى كانت السنة الثالثة عشر للهجرة حيث كتب أبو بكر رضي الله عنه إلى أهل اليمن مع انس بن مالك خادم الرسول صلى الله عليه وسلم يحثهم على الجهاد والخروج إلى الشام فاقبلت زبيد في طوائف كثيرة إلى المدينة فارسلهم أبو بكر مددا لخالد بن الوليد في الشام وفي موقعة اليرموك وكانت زبيد في ميمنة الجيش. وأبلى عمرو بلاء حسنا وذهبت يومئذ عينه. وهو صحابي جليل وأحد فرسان العرب المغاوير الذين أدركوا الإسلام وشهد معركة القادسية واستشهد بنهاوند بزمن عمر بن الخطاب وكان يُكنى (بأبي ثور).
فارس من فرسان الجاهلية، وبطل من أبطال الإسلام، شهد معركة القادسية وأبلى فيها بلاءً حسناً وكان من رجالها المعدودين، وهو إلى ذلك شاعر مُجيد، كان له سيف شهير سماه "الصمصامة"، وكان إذا قاتل به فرى الأعداء فرياً، وبلغت شهرة سيفه هذا مسامع الخليفة عمر بن الخطاب، فأرسل من يحضره له ليصنع مثله لجميع أفراد الجيش، حتى إذا رآه وحمله بيده وجده سيفاً عادياً لا يميزه عن غيره من السيوف شيء خاص، فلما سأل صاحبه عمرو بن معد يكرب عن سر جودة السيف، قال له عمرو: أرسلت لك السيف لا اليد التي تضرب به.
وفي سيرة ابن هشام ، فصل: قدوم عمرو بن معد يكرب في أناس من بني زبيد
وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن معد يكرب في أناس من بني زبيد، فأسلم وكان عمرو قد قال لقيس بن مكشوح المرادي حين انتهى إليهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يا قيس، إنك سيد قومك، وقد ذكر لنا أن رجلا من قريش يقال له محمد قد خرج بالحجاز، يقول إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه فإن كان نبيا كما يقول فإنه لن يخفى عليك، وإذا لقيناه اتبعناه وإن كان غير ذلك علمنا علمه فأبى عليه قيس ذلك وسفه رأيه فركب عمرو بن معد يكرب حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وصدقه وآمن به.