يا فلاح
يقولون للمهمل يا فلاح
وإذا فعل أحدعم خطأ ما يقولون له
يا فلاح
ومن يرتدى ملابس غير منسقة يقولون له
يا فلاح
بكل فخر
أنا الفلاح
تعالوا أقول لكم من أنا
ولنقارن بين الفلاح وبين ملوك الموضة والتحضر
سأعرفكم بنفسى
أنا الفلاح المصرى البسيط الذى عرفت الزراعة من آلاف السنين وطورتها وإبتكرت لها طرقا
فى الرى
وفى تسوية الأرض وعرفت قبل العالم كله مواعيد الزراعة وكيف أسقى أرضى فى مواعيد
محددة لا تتأخر
ولا تتقدم وعرفت كيف أذهب لأرضى فى مساء الشتاء القارس والظلام الدامس وأثناء هطول
المطر لا أبالى بردا ولا رياح عاصفة فكل ذلك سخره الله لصالحى فحكمته لا تعلمها انت
ذهبت للرى أو للحرث وأنت أيها المتحضر صاحب الشعر الطوبل وقصة لاسى والسيارة
الحديثة نائما على فراشك الحريرى تأكل فاكة زرعتها بيدى الخشنة
أمام المكيف أو المدفأة ذهبت ولا أخشى الذئب أو الثعبان الذى تخافه وأنت تشاهده فقط
على شاشة زجاجية
لا يستطيع الخروج منها
أتناول طعامى بعد صلاة العشاء وأنام مبكرا لأستيقظ مبكرا فالفلاحين يعتبرون
الإستيقاظ من النوم بعد طلوع الشمس كسلا وخيبة
أنا صاحب الدقة فى المواعيد وفى النظام وفى الرقة والأحاسيس فمن ذا الذى يستطيع
معاملة النباتات
الصغيرة الجميلة ويمشى بينها وينقيها من الحشائش الضارة دون أن يتلفها دون أن يكسر
سيقانها النضرة أو
يقطف وردة جميلة فأنا أرويها وأنت تذبحها
وأنا
أعرف مواعيد الصلاة بلا ساعة وأصلى إذا حان الموعد أصلى فى مكانى على الأرض
الطاهرة التى تسبح معى
بحمد الله وأنا من أرتدى الملابس الثقيلة التى تحمينى حر الصيف فى الوقت الذى تتصبب
عرقا وأنت تجلس أمام
أجهزة التكييف وأنا إذا آتانى المرض فيشفينى الله بقدرته دون اللجوء للطبيب ولا أتناول
المسكنات
فمسكناتى هى التسبيح وذكر الله
وأنا آكل كل شيئ كل ما تشتهى نفسى من طعام بسيط أو حار أو دسم فتهضمه معدتى
بفضل الله ولكن أنت أيها
الإيتيكيت يا صاحب البريستيج تنقلك الإسعاف لو تناولت قطعة من الفلفل الحار أو ما شابهها
أنا أنام فى قيلولتى تحت شجرتى آمنا هانئا متمتعا بالهواء النقى العليل وأنام ليلى مرتاح
البال والضمير
لا أحمل هما لغد فرزقى لن يأخذه غيرى وسيأتينى أينما كنت وراحتى فى إطمئنان قلبى
أنا أول من روض الحيوانات وعاملها بعطف وحنان وعرف كيف يطعمها ويسقيها فقد سيقت
عصرى بعصور
وأنت اليوم ومن بعدى بآلاف السنين تطالب بالرفق والحيوان ( كم أنت متخلف )
وأنا الفلاح الجاهل كما تصفونى ولكنى علمت أولادى وحصلوا على شهادات عليا وقد أدبتهم
على تعاليم الإسلام
أدبتهم على إحترام الغير وحب الآخرين وعلمتهم ان يأكلوا مما عملت أيديهم علمتهم الحب
بكل نعانيه السامية
وكم أنا متحضر نظيف مؤدب منظم عفيف النفس لا أبتغى من الدنيا سوى فضل الله
كلامى عن نفسى كثير وكلامى عنك اكثر ولكن
حبى لك يجعلنى اقف عند هذا الحد