ابحث مقدم من :- نسرين مرشد السحيمي.
الرقم الجامعي :2985175.
بحث مقدم للدكتور: نجيب أبو عظمة.
مقدمة :-
*****
إن الفطرة التي بثها الله تعالى في الإنسان ،هي نفسها التي جعلت الإنسان تواقاً إلى أن يكون على صلة بربه خالق هذا الكون ودفعته إلى العيش في جماعة ،يكون دائم الاتصال ، ودفعته كذلك إلى التعليم والتعلم وحركت فيه كوامنه، وحفزته إلى التقليد والمحاكاه والتطور والتقدم ،وغير ذلك من المظاهر.
تعتبر نظريات الاتصال من الأصول النظرية لتقنيات التعليم حيث يعتبر الاتصال أساس كل موقف تعليمي فلقد أضافت نظرية الاتصال بعض المستحدثات التكنولوجية إلى مجال تكنولوجيا التعليم كالفيديو التفاعلي والوسائط المتعددة .
الاتصال التعليمي (ماهيته –تعريفه ):
*******************
-يعرف الاتصال لغة على أنه البلوغ وقد ورد في مادة (وصل) في المعجم الوسيط(يصل فلان وصولاً،ووصل الشيء وإليه وصولاً أي بلغه وانتهى إليه).
-وفي الانجليزية (Communication) تعني:
-المعلومات المبلغة0
-رسالة شفهية أو كتابية.
-تبادل الآراء والأفكار والمعلومات عن طريق الكلام أو الكتابة .
- يعرفه جون ديوي : على أنه عملية مشتركة في الخبرة وجعلها مألوفة بين اثنين أو أكثر من الأفراد .
-يعرفه الدكتور عبد الحافظ سلامة : وعملية تفاعل مشتركة بين طرفين أو شخصين أو جماعتين أو مجتمعين بواسطة قناة الاتصال لتبادل فكرة أو خبرة معينة أما إذا أردنا أن نعرف تكنولوجيا الاتصال والتي تستخدم في مختلف المجالات ومنها مجال التعليم فهي مجمل المعارف والخبرات المتراكمة والمتاحة والأدوات والوسائل المادية والتنظيمية والإدارية المستخدمة في جمع المعلومات ومعالجتها وإنتاجها وتخزينها واسترجاعها ونشرها وتبادلها وتوصيلها إلى الأفراد والمجتمعات.
- عملية تفاعل مشتركة بالرموز اللفظية وغير اللفظية بين المرسل والمستقبل من خلال القنوات المناسبة بغرض تحقيق أهداف محددة.
عناصر عملية الاتصال :.
**************
كل مرسل يتحول إلى مستقبل
-الطالب مستقبل.
-المعلم مرسل.
-قنوات الاتصال: ويقصد بها الوسيلة أو الأدوات .
-الرسالة :هي المحتوى أو المعلومات من المفاهيم وأفكار لدى المرسل.
-التغذية الراجعة :رد فعل المستقبل على الرسالة ومن أشكال التغذية الراجعة في موقف تعليمي ما :
ظهور علامات الانفعال على المستقبل كالفرح أوالحزن أو الضحك أو البكاء أو الخوف أوالانزعاج0
-الاستجابة: هو ما يقرر أن يفعله المستقبل تجاه الرسالة إما سلباًأوايجاباً .
-بيئة الاتصال: نقصد ببيئة الاتصال هو الوسط الذي يتم فيه حدوث الاتصال بكل عناصره المختلفة0
-العناصر الرئيسية لعملية الاتصال :.
*******************
لن تتم عملية الاتصال المختلفة إلا إذا توفت لها جميع العناصر الأساسية الأربع التالية :
المرسل –المستقبل – الرسالة –الوسيلة .
ولايمكن أن تتم عملية الاتصال إذا غاب أحدها بل أن عنصر منها يؤثر في الآخر ويتأثربه فهي عملية ديناميكية مستمرة .
أولاً: المرسل Sender:.
هو مصدر الرسالة أو النقطة التي تبدأ عندها عملية الاتصال عادة وقد يكون هذا المصدر الإنسان والآلة أو المطبوعات
وغير ذلك.
ويحول هذا المصدر الرسالة التي يريد أن يبعثها إلى رموز تأخذ طريقها من خلال قنوات الاتصال المختلفة ( Encoded Message) فالمدرس مثلاًهوالنقطة التي نبدأ عندها عملية الاتصال داخل حجرة الدراسة عادة وقد تقوم الآلة بدورالمرسل كما في حالة العقول الحاسبة الإلكترونية التي تزود سلفاً بالمعلومات التي يحصل عليها التلميذ عن طريق الاتصال الآلي.
ولابد من توافر شروط حتى يقوم بعمله على خير وجه أهمها ما يلي:
1. إلمامه بجميع عناصر الموضوع الذي سيقوم بإرساله0
2. إلمامه بوسائل الاتصال ومصادرها وخصائصها0
3. استخدامه الجيد والفعال للغة الجسد من إشارات وإيماءات وصوت واضح0
4. إيمانه بالعمل الذي يؤديه محباً له0
5. معرفته الجيدة بنفسية الفئة المستهدفة وخصائصها0
ثانياً:المستقبلReceiver:.
المستقبل هوالجهة أو الشخص الذي توجه إليه الرسالة ويقوم بحل رموزها ( Message Decoded )بغية التوصل إلى تفسير محتوياتها وفهم معناها وينعكس ذلك في أنماط السلوك المختلفة التي يقوم بها ويجب أن لايقاس نجاح عملية الاتصال بما يقدمه المرسل ولكن بما يقوم المستقبل سلوكياً فالسلوك هو المظهر والدليل على نجاح الرسالة وتحقيق الهدف وينبغي أن يدرك المدرس أن نجاح الدرس لايقاس بمقدرته على تقديم المعلومات ولكنه يقاس بما يقوم به التلميذ ويستدل منه بلوغ الهدف .
-ويجب أن يكون المستقبل :
1. منصتاً جيداً
2. قارئاً ماهراً
3. واعياً ومتبعاً للمرسل بحيث يتبادل الأدوار معه .
ثالثاً:الرسالة Message :.
يمكن القول أن الرسالة هي الموضوع أو المحتوى الذي يريد المرسل أن ينقله إلى المستقبل أو هي الهدف الذي تهدف عملية الاتصال إلى تحقيقه ولكي نعرف ما إذا كانت الرسالة قد حققت الهدف منها ينبغي أن تبصر ذلك في نوع السلوك الذي يؤديه المستقبل فإذا طابق السلوك الهدف المنشود نقول أن الرسالة قدحققت وفي الواقع لايمكن أن نبصر الرسالة إلا في ضوء أنماط السلوك التي يعبر فيها المستقبل عن مدى تحقيق الهدف من عملية الاتصال وعليه يجب أن نرى الرسالة من زاوية المستقبل.
-هناك مقومات أساسية للرسالة الجيدة يمكن حصرها فيما يلي :
1. الدقة العلمية للمحتوى المعرفي .
2. بعدها عن التعقيد ليسهل تعليمها(أي أن تكون صياغتها بلغة واضحة).
3. أن تكون مناسبة لمستوى الفئات المستهدفة .
4. أن تشمل عناصر الإثارة والتشويق أثناء عرضها.
5. أن تشكل الوسائل التعليمية المرافقة للرسالة جزءاً من مادتها وليست مواد زائدة يمكن الاستغناء عنها.
رابعاً:الوسيلة Medium أوChannel :.
يمكن تشبيه الوسيلة بأنها القناة أو القنوات التي تمر خلالها الرسالة بين المرسل والمستقبل فهي باختصار عبارة عن قنوات للاتصال ونقل المعرفة وهي كثيرة ومتنوعة وضرورية ولابد للرسالة أن تسلك إحداها وإلا توقفت عملية الأتصال.
ويتوقف اختيارها على عوامل كثيرة مثل موضوع الدرس والهدف الذي يسعى المدرس إلى تحقيقه وما يتعلق به من أنواع السلوك التي ينشرها بين التلاميذ والفروق الفردية بينهم وإمكانيات المدرس وغير ذلك .
ويجب أن نؤكد هنا على أهمية الوسيلة في عملية الاتصال المختلفة فهي ضرورية لها ولايمكن أن تتم في غيابها كما أنها تحتل ركناً أساسياً فهي ليست ثانوية أو كمالية ولايمكن أن يتم اتصال بين شخصين دون لغة للتفاهم كما لايمكن أن ندرس تراث الفكر الإنساني سواء في ميادين المعرفة الإنسانية أو العلمية إلا من خلال الكلمة المقروءة أو المسموعة أو المرئية أو من خلال التجربة والممارسة بل أن كثيرين يعتقدون أن الوسيلة تعمل على تشكيل الرسالة والهدف حتى أنه لا يمكن الفصل بينهما فيشيرون إلى أن الوسيلة هي الرسالة.
The Medium is the Message
فهذه العناصر تكمل بعضها بعضاً أثناء عملية الاتصال الإيجابي أو المفيد، فإذا فقدت تلك العملية عنصرا ً من العناصر تأثرت العناصر الباقية بشكل واضح.
خصائص الاتصال:
**********
1-الاتصال تلقائي النشأة : يكون الأفراد مدفوعين إجتماعياً إلى الاتصال ببعضهم البعض ، بما خلقه الله تعالى في الإنسان من طبيعة بشرية .
2- الاتصال ظاهرة إنسانية : إن الاتصال أسلوب إنساني ،وإذا كان هناك اتصال لدى الحيوانات والطيور وغيرها ، فأنه يعتمد على عوامل حسية بعيداًعن السمات الاجتماعية ، التي يتميز بها الاتصال الاجتماعي لدى الإنسان .
3-الاتصال ظاهرة عامة ومنتشرة: إن الاتصال يتحقق داخلياً و خارجياً وينظم طبقاً لقوانين معينة ،سواء كانت مكتوبة أم غير مكتوبة ،وبالنظر إلى أهمية الاتصال الفكري والثقافي بين المجتمعات نجد ما يؤكد أن الاتصال من الظواهر العامة والمنتشرة على مستوى الأفراد والمجتمعات .
4-الاتصال يمتاز بموضوعيته :إن الاتصال ليس تصوراً أو خيالا ً وإنما هوحقيقة واقعية ، بمعنى أن معرفتنا للاتصال تستمد من الواقع ،وما يترتب عليه من تأثيرات متبادلة بين أطرافه .
5-الاتصال له طبيعة تاريخية :كان الاتصال في أول أشكاله يقوم على المواجهة ،وبتطور الحياة الاجتماعية أصبح يأخذ أشكالاًً أكثر تشعباً وتعقيداًمع ظهور الكتابة ومن بعدها الطباعة وهكذا فيما تلاها من مستحدثات .
6-الاتصال يمتاز بالترابط وصفة الإلزام:فهو وسيلة للترابط والتماسك في المجتمع حيث يحقق للإنسان الشعور بالأمان والتكامل الاجتماعي .
-كيف يتم الاتصال الجيد؟؟
**************
لكي نعرف أن اتصال جيد أومفيد أو غير ذلك ؟فلابد أن نهتم بالتغذية الرجعية ...بالارتدادات (ردود الفعل )التي تصل إلى المعلم عن طريق تلاميذه (المستقبلين ) ،وبالتالي يعرف مدى ماحققه من أهداف الدرس .
ويمكن تقسيم التغذية الرجعية إلى قسمين:
1-تغذية رجعية فورية أوآنية ،يدركها المعلم فور انتهاء الدرس،وفي داخل الصف الدراسي وذلك بإلقاء مجموعة من الأسئلة والاستماع للإجابة .
2- تغذية رجعية مؤجلة أو لاحقة ،ويدركها المعلم لاحقاً عن طريق الواجبات أو الاختبارات ،وفي هاتين الحالتين هوالاتصال الجيد أو المفيد .
-مقارنة بين الاتصال العام والاتصال التربوي:.
***********************
الاتصال العام الاتصال التربوي
غير محدد من حيث الموقع يحدث داخل قاعة الدراسة
غير مقنن مقنن ليتلاءم مع المرحلة الدراسية
غير مطالب بالنتائج مطالب ومحاسب على النتائج
غير متجانس متجانس
-العوامل التي تؤثر على فعالية الاتصال:.
********************
أ /عوامل تتعلق بالمرسل :
1- أن يكون المرسل ملماً بمحتوى الرسالة .
2- أن يكون له اتجاهات ايجابية نحو المستقبل .
3- أن يكون لديه مهارة في الاتصال سواء من الناحية اللفظية أو غير اللفظية.
4- أن يكون ملماً بعناصر الاتصال , وفاهماً لمدى تأثير كل منها .
ب / عوامل تتعلق بالمستقبل :
1- أن يشعر بأهمية الرسالة .
2- أن تكون لديه خبرات سابقة تمكنه من فهم الرسالة .
3- أن يكون إيجابياً فعالاً .
ج/ عوامل تتعلق بالرسالة :
1- أن تكون واضحة سليمة من الأخطاء العلمية .
2- أن تكون في المستوى المعرفي للمستقبل ولغتها واضحة بسيطة .
3- أن تساير أهداف المجتمع الذي تتم فيه عملية الاتصال .
4- أن تحتوي على مثيرات تجذب الانتباه .
د/ عوامل تتعلق بالوسيلة :
1- أن تكون مناسبة للعمر الزمني والمعرفي للتلميذ .
2- أن تكون جذابة ومشوقة .
3- أن تراعي الفروق الفردية داخل الفصل .
-أهمية الاتصال :.
*********
1- وسيلة هادفة لضمان التفاعل والتبادل المشترك للأنشطة المختلفة للمدرسة .
2- وسيلة لتحفيز الطلاب في المدرسة للقيام بالأدوار المطلوبة منهم .
3-تحقق عنصر إيجابية الطلاب في العملية التعليمية وذلك بإشراكهم في إنتاج الوسائل واستخدامها ومتابعتها.
4-تثير اهتمام الطلاب للمادة التعليمية مما يساعد على ترسيخ الفهم والإدراك .
5-تكسب التلاميذ خبرات حية .
6-تقوم وسائل الاتصال بدور مهم في تربية حاسة التذوق الفني عند الأطفال لما يتحقق فيها من تقنيات فنية من حيث أشكالها وألوانها .
7-تقلل من آثار ظاهرة الفروق الفردية .
-تقسيم وسائل الاتصال التعليمية :.
*****************
1- وسائل اتصال من مستلزمات الصف الدراسي:مثل السبورة بأنواعها المختلفة وحامل اللوحات والقوالب وجهاز فيديو تيب وتليفزيون وأجهزة العرض المختلفة داخل الصف.
2- وسائل اتصال من مستلزمات الوحدات المدرسية :. وتختلف من معلم للآخر.
3-وسائل من حيث الخبرات :.وهذا التصنيف قائم على أساس درجة تأثيرها على المتعلم من حيث سرعة توصيل المعلومات وكمية الحواس المشتركة فيها ومدة بقائها في أذهان المتعلمين .
-أنواع الاتصالات:
**********
توجد عدة أنواع وتصنيفات للاتصالات ، وسوف نقتصر هنا على ذكر نوعين رئيسين من الاتصالات مهمة بالنسبة لمدير المدرسة ذكرهما كل من العثيمين (1414هـ، ص24،23) ، والشماع ، وحمود (1420هـ، ص228، 229) وهما :
أولاً: الاتصالات الرسمية : وهي الاتصالات التي تحصل من خلال خطوط السلطة الرسمية والمعتمدة بموجب اللوائح والقرارات المكتوبة ، وقد تكون داخلية (داخل المدرسة) وقد تكن خارجية (مع مدارس أخرى) ، وهي بصفة عامة تنقسم إلى ثلاثة أنواع على النحو التالي :
1- الاتصالات العمودية : وتنقسم إلى :
أ ) اتصالات نازلة :
وهي الاتصالات التي تتدفق من أعلى التنظيم إلى أسفل (من مدير المدرسة إلى مختلف العاملين في المدرسة من معلمين وموظفين ومستخدمين…ألخ) ، وتهدف إلى نقل الأوامر والتعليمات والتوجيهات والقرارات ، وتتم عادة بالعديد من الصيغ المألوفة في الاتصال، مثل المذكرات والتعاميم والمنشورات واللقاءات الجماعية، ، وغالباً ما تكون التغذية العكسية في هذا النوع من الاتصالات منخفضة.
ب ) اتصالات صاعدة :
وهي الاتصالات الصادرة من العاملين في المدرسة إلى المدير ، وتضم نتائج تنفيذ الخطط وشرح المعوقات والصعوبات في التنفيذ والملاحظات والآراء ، ولا تحقق هذه الاتصالات الأهداف المطلوبة إلا إذا شعر العاملون بوجود درجة معينة من الثقة بينهم وبين المدير واستعداده الدائم لاستيعاب المقترحات والآراء الهادفة إلى التطوير ، وتعزز هذه الاتصالات عن طريق سياسة الباب المفتوح من قبل المدير وعن طريق صناديق المقترحات وغيرها .
2 - الاتصالات الأفقية :
وهي الاتصالات الجانبية التي تتم بين الأفراد أو الجماعات في المستويات المتقابلة ( مثل اتصال مدير المدرسة بمدير آخر أو المدرسين ببعضهم البعض) ، ويعزز هذا النوع من الاتصالات العلاقات التعاونية بين المستويات الإدارية المختلفة خصوصاً ذا ما ركز على : تنسيق العمل ، وتبادل المعلومات ، وحل المشكلات الإقلال من حدة الصرعات والاحتكاكات ، ودعم صلات التعاون بين العاملين .
3- الاتصالات المتقابلة أو المحورية :
وهي الاتصالات بين المدراء وجماعة العمل في إدارات غير تابعة لهم تنظيماً ( مثل اتصال مدير المدرسة بمدرسين في مدرسة أخرى أو رئيس نشاط في المدرسة بأعضاء أنشطة أخرى ) ببعضهم البعض) ، ويحقق هذا النوع من الاتصالات التفاعلات الجارية بين مختلف التقسيمات في المدرسة ، وعادة لا يظهر هذا النوع من الاتصالات في الخرائط التنظيمية .
ثانياً: الاتصالات غير الرسمية :وهي الاتصالات التي تنشأ بوسائل غير رسمية ولا تتضمنها اللوائح والإجراءات الرسمية وإنما تحددها الصلات الشخصية والعلاقات الاجتماعية ( تبادل المعلومات في حفلات العشاء ، الشكاوي) ، ويمتاز هذا النوع من الاتصالات بسرعته قياساً بالاتصالات الرسمية وقد أشارت بعض البحوث إلى أنه يختصر أكثر من 75% من الوقت في نقل المعلومات ، ويتسم باعتماده على وسائل الاتصال الشفهية .