بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الرئيس المخلوع .. المخدوع . من منا ينكر دورك في إعلاء شأن البلاد فترة . ودورك في خسفا لبلاد ومن فيها فترات. كنت فيها شاهدعلي أمور كثيرة حلت بالبلاد والعباد إبان حكمك . أنا رأيتها رأي العين . أما أنت فكان كل شيء ومهما إن عظم فلا يعدو كونه تقرير خادع يوضع بين يديك وأنت ترشف قهوة الصباح . ولعلك الآن تعاني قلة أو انعدام التقارير لذلك سأضع بين يديك تقرير حتي أسري عنك في محنتك .وفرصة أن تقرأ ولو مرة واحدة تقرير صادق ليس به أكاذيب ولا أخفيك سرا لو قلت لك بأنه كشف حساب أقرب منه للتقرير
+++++
سيدي . دعني أحدثك عن النهضة المعمارية في عهدكم والتي تضاهي نهضة خوفو وخفرع ومنقرع مجتمعين . فقد شهد عصركم نهضة معمارية لم يسبق لها مثيل في بلادي حيث تم إنشاء المعتقلات والسجون علي أخبث ما توصل إليه العلم حتي عددناها مفخرة العمارة الإستعبادية . ومن رحمتك أن يسرت للشعب دخولها مجانا وعلي أهون الأسباب . ناهيك عن روعة وجمال المنتجعات الخاصة بسيادتكم وقصور بطانتكم
*****
سيدي . لم يكن أمر الجمال في عهدك مقتصر فقط علي العمارة ولا علي (جمال ابنك ) بل طال الجمال كل العباد . فلم نري جمال النساء والبنات من قبل كما رأيناه في عهدك . فقد حلت عمليات التجميل كل رعيتك . نفخ الشفاة لأهل الصفوة . ونفخ الصدور لأهل الحظوة . أما الشعب فكان له نفخ من نوع آخر
******
سيدي . لم تكن الصناعة بمنأي عن هذه الطفرة الحضارية . فقد أحدثت بفضل توجيهات سيادتكم نقلة صناعية وإنطلاق تكنولجي قلما يتكرر أو يتكركر . حتي أن الكثير من مصانعنا بفضل حكمتك وخبرة أشقائنا في الصين أغلقت أبوابها وأصبحت مجرد خرابات لا تصلح لشيء سوي مأوي للبوم والخارجين علي القانون إلا أننا لا ننسي لحظة أن زفت ألينا جرائدك القومية بشري نجاح تدشين فخر صناعتنا الوطنية حينما صنعنا لأول مرة أستيكة . !! أي والله أستيكة
*****
سيدي . لقد أنعمت علي بلانا بزوجة عدها البعض منا من أمهات المذنبين . فقد كانت طموحاتها لولدها كبيرة . وترتيباتها لأحفاد أحفاد أحفادها كبيرة . ومشاريعها للمرأة في دحر الرجل كبيرة . والإتهامات لها الآن كبيرة كبيرة كبيرة . لقد كانت بحق امرأة كبيرة في كل شيء حتي عدها البعض من الغلاة والحاسدين من الكبائر
*****
سيدي . أما عن ولداك والذان صورتهما أجهزة إعلامك علي أنهما الحسن والحسين . وقال البعض أنهما المأمون والأمين . وبالغ البعض لما قالوا عدي وقصي . والكارهون قالوا منكر ونكير . فأما أحدهما فكان يمش في البلاد وكأنها ضرع يحلب خيرها وقد وضع فاه علي ثدي بلادي فرضع منها ولم يبقي من معينها شيء حتي الدماء امتصها . وأما الآخر فقد قضي علي الفقر ما بين الراقصين والطبالين فأغني فقيرهم ووزع عليهم بالقسط والعدل ثروات وحكم البلاد . وكما تري سيدي أنهما لما يكونا بالحسن ولا بالحسين بل كانا كالأختين هناء وشيرين
*****
سيدي . لن ننسي لك ما حينا حروبك السياسية التي خضتها والتي لم تقل شراسة عن حروبك العسكرية . صحيح أنه لم يحالفك فيها الحظ ولكن يكفي شرف البطولة في خوض هذه الحروب السياسية الطاحنة مع القوي العظمي مثل أثيوبيا وأوغندا وجيبوتي وأريتريا
*****
سيدي . طالما تحدثنا عن الإنتصارات في عهدك فلا ينبغي أن نتجاهل ما كان لعهدك من انتصارات مدوية ألبستنا تاج الفخار بين الأمم . ولم لا وقد سحقنا زامبيا 1 / صفر في أرضها وغزونا بوركينا فاسو بـ 2 / صفر ولولا رحمتك لأخذنا جماهيرهم سبايا . ولا أحدثك عما فعلته قواتنا الكروية في إيطاليا حتي أن أكاديمية برعي الدولية تدرس هذه الإستراتيجية الدولية المصرية الكروية
*****
سيدي . وللزراعة في عهدك العظيم حديث آخر يجب أن يدونه التاريخ . فبعد أن كنا نطعم كل من حولنا أصبحنا بفضل توجهاتك بلد فضيحة تحتل المركز الأول عالميا في تسول وشراء القمح . وبعد أن كان عندنا عيد للقمح وجب أن يكون لدينا عيد للبرسيم . وبفضل تعليمات سيادتكم فقد زرعنا تقاوي السرطان والفشل الكلوي وفيروسات الكبد في كل أراضينا حتي أننا عندما نذهب إلي معامل التحاليل يخرج علينا إخصائي التحاليل بيده نتيجة التحاليل ليعلن علي الجميع نتيجة تحليلهم بعبارة واحدة وهي ( لم ينجو أحد )
*****
سيدي . أما عن ريادتنا العربية فقد كانت في عهدكم ريادة وزيادة . فلم تكتفي سيادتكم بالريادة فكانت الزيادة . فبعدما كانت بلادنا تبعث لهم بالطبيبات والمعلمات أصبحت الكثير من البيوت العربية بها خادمات مصريات . وأصبحت المصرية التي تحمل ليسانس أو بكارليوس خادمة عند رجل وامرأة أميين ومن زيادتك أيضا أن نجد دولة عربية في حجم ملعب البسيبول توسع أم الدنيا ضربا وركلا اقتصاديا وإعلاميا وسياسيا ولأننا حكماء فاخترعنا حكمة
( من ركلك في مقدمتك فأدر له مؤخرتك )
*****
سيدي . أما عن السياحة فكيف نوفيك حقك وأنت الذي أتيت لنا بخمسة عشرة مليون سائح سنويا . ولكن . نحن نولد ونعيش ونموت بجوارها فلا نشاهدها إلا من خلال الصور والشاشات وكتب الدراسات لأنها لينا من المحرمات . ليس بفعل فتوي من الدين ولكن لأن ضخامتكم ضربت علينا ذلة ومسكنة جعلت زيارة قبور أجدادنا عمل ترفيهي لا نقوي علي تكاليفه
******
ضخامة الرئيس . أما عن حال الدستور في عهدك فقد وجدنا أنه لا فرق ما بين الدستور والكستور فكلاهما كان سهل التفصيل ... وانتظرنا كثيرا أن تنعم علينا بتعديلات دستورية فأتحفتنا بتعطيلات دستورية
******
ضخامة الرئيس . التجارة في عهدك أنشودة يترنم بها الزمان . فقد شهدت التجارة مالم يشهده قطاع آخر في دولتك .. فقد كانت السفن التجارية تحيط بحدود مصر الشرقية والشمالية
علي البحرين الأبيض والأحمركأنها حزام ناسف . فقد نسفت اقتصاد البلد وجعلته أشلاء . وقد كانت كل هذه السفن تحمل لنا قمامة الصناعات الصينية استوردنا منها كل شيء حتي الشرف . نعم حتي شرف البنات استوردناه من الصين
******
سيدي ضخامة الرئيس . لقد روي التاريخ الكثير ممن حكموا الناس منهم من أحسن إليهم ومنهم من أساء وقد أحسنت للبلاد كثيرا وفي وكتب لنا التاريخ عن الظاهر بأمر الله . والحاكم بأمر الله . والمعز لدين الله . فأسرع بتبرئة ذمتك بأقصي مالديك فهناك من يريد أن يكتبك في كتب التاريخ بلقب
( العابث في أرض الله )
الكاتب
أكرم عبد القوي الأعلامي