هناك ثلاثة من الشباب الذين ضاق بهم الرزق في قريتهم الصغيرة احدى قرى الفيوم فتوجهوا الى بندر الفيوم لعلهم يجدون فرصة عمل وفعلا وجدوا فرصة عمل فى احد المطاعم وكانوا يعملون ويكدحون وكانوا يأتون الى اهليهم في عطله الأسبوع ليقضوا معهم يوما سعيدا الا ثالثهم فانه ما ان تبدأالشمس بالمغيب ويحل المساء ويصلي المغرب حتى ينطلق مسرعا الى قريته ويبيت هناك معاهله ثم يعود في صباح اليوم التالي الى بندر الفيوم الذى يعملبه ، فسخر منه اصحابه وقالوا له : ما بالك تحمل نفسك ما لاتطيق وتقطع هذا الطريق الطويل لتنام عند أهلك وليس لك زوجة واولاد فقال لهم : انني اذهب كل ليلة لابيت في الجنة ، فضحكوا منه وقالوا اننا نراك رجلا عاقلا قبل اليوم فيبدو ان غربتك قد أثرت عليك فاذهب الى طبيب نفساتىحتى يراك لعلك تشفى بإذن الله فرد عليهم : لماذا لا تجعلون بيني وبينكم حكما يصدقني والا يكذبني .
فذهب الجميع إلى امام مسجد وحكوا له قصتهم مع الرجل الثالث فقال الامام : ما حكايتك يارجل فقال الرجل : انا شاب وحيد لوالدتى وانا العائل الوحيد لها لذلك فانني اذاانتهيت من العمل وغابت الشمس وصليت المكتوبة انطلقت متوكلا على الله الى قريتي فإذا وصلت وجدت أمى قد تعشت ونامت والليل قد انتصف فآخذ عباءتي وانام تحت اقدامها فاذا اصبحت ايقظتها للصلاة وجهزت فطورها ووضوؤهاوقضيت حاجتها، ثم رجعت شاكرا لله الى القرية المجاورة للعمل حيث استشعر نفسياوروحيا انني قد بتي ليلتي في الجنة .
فقال الامام : لقد صدق والله صاحبكم فهنيئاً لصاحبكم بره بوالدته ولا تنسوا قول حبيبكم محمد صلى الله عليه وسلم (الجنة تحت أقدام الامهات)
](نداء عاجل) الى كل من أمه تعيش على وجه الارض مازالت أمامك فرصة لدخول الجنة أسرع الى أمك وأقضى حوائجها ويالك من حظ جميل (وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله فى كل لمحة ونفس عدد كل معلوم لله