القدس.. "صندوق قومي" لدعم صمود المقدسيين
=============
الكاتب:سليمان بشارات
=========
أعلن "الائتلاف من أجل القدس" عن إنشاء "الصندوق القومي" لدعم صمود المقدسيين، وذلك عبر تقديم مساعدات مالية تحول دون تراكم الغرامات عليهم وحجز سلطات الاحتلال على منازلهم، بالإضافة إلى بناء مجمعات سكنية شعبية بالقدس لمن طردوا من منازلهم بالفعل لتصبح "مزارا يبرز وحشية الاحتلال"، و"تدعم روح المقاومة الجماعية" لدى المقدسيين.
وفي تصريحات خاصة بـ"إسلام أون لاين.نت" قال يوسف غنيم، أحد نشطاء الائتلاف: "الاحتلال يستخدم مختلف أساليب الإرهاب لدفع المواطن الفلسطيني للتسليم بأنه لا مجال للعيش في هذا الوطن؛ ولذا طرحنا هذه الخطة للرد على تلك السياسات الإسرائيلية، وتتضمن الخطة تشكيل لجنتين؛ أولاهما محلية تضم النقابات والاتحادات والقوى السياسية الفلسطينية، أما الثانية فإسلامية عربية تعمل على تقديم الدعم المالي عبر صندوق قومي للمقدسيين".
وعن الفارق بين هذا الصندوق وصندوق القدس الذي تشرف عليه السلطة الفلسطينية أجاب غنيم: "أولا هذا الصندوق لن يكون ذا طابع إغاثي للمتضررين، وإنما ستعتبر الأموال المجموعة من العالم العربي والإسلامي وقفا لدعم صمود المقدسيين، وستوضع له خطة اقتصادية تنموية لتحقيق هذا الهدف".
وأردف: "ثانيا صندوق القدس يدفع تعويضا يصل إلى 20 ألف دولار للمقدسي الذي أخرج من بيته بالفعل، والذي غالبا ما يعجز عن إيجاد بديل بهذا المبلغ في القدس التي ارتفعت أسعار الأراضي وتكاليف البناء بها بشكل كبير، ومن ثم يضطر للخروج منها، وهذا هو هدف الاحتلال، أما الصندوق القومي فهدفه الحيلولة دون وقوع الطرد أصلا، وإذا حدث نسعى لإيجاد بدائل داخل حدود بلدية القدس".
وناشد غنيم عبر "إسلام أون لاين.نت" العالم العربي والإسلامي "دعم هذه الخطة، والعمل على توفير الدعم اللازم لتثبيت المواطن المقدسي في بيته لمواجهة الأخطار التي تحدق به نتيجة ممارسات الاحتلال المستمرة".
ويسعى الائتلاف من أجل القدس، وهو تمثيل لعدد من المؤسسات والشخصيات الاعتبارية المقدسية، من خلال العديد من المشاريع التي يقيمها، إلى مواجهة مخططات الاحتلال التي تسعى إلى تفريغ مدينة القدس من المواطنين عبر العديد من الخطط والمشاريع الاستيطانية والتهويدية.
مشروع مقاومة جماعي
وأوضح غنيم أن الهدف من الصندوق هو "تمكين المقدسيين الذين تراكمت عليهم الضرائب والمكوث الباهظة التي يفرضها الاحتلال من دفعها لإفشال خطط الاحتلال في الحجز على منازلهم، وذلك بالتوازي مع السعي لإقامة منازل ومساكن شعبية بالقدس للأسر المتضررة وتمليكها لهم ضمن خطة واضحة".
وأقر غنيم بوجود عقبات كثيرة قد تعرقل عملية البناء قائلا: "نعم رفعت عمليات التهويد من أسعار الأراضي في القدس بصورة غير مسبوقة.. ويفرض الاحتلال تكاليف خيالية على تصاريح وإجراءات البناء.. لكننا نأمل رغم ذلك أن حشد الجهود عبر صندوق قومي وحجم التمويل الكبير سيمكننا من تجاوز العقبات التي لن يدخر الاحتلال جهدا في وضعها بطريقنا".
ولفت إلى أن "الائتلاف يسعى من خلال هذا الصندوق لخلق مشروع مقاومة جماعي طويل الأمد بدل الاهتمام بالمساعدات الخيرية الطارئة التي تدخل في نطاق الشهامة، في حين يسعى المشروع إلى تجميع المواطنين في علاقات نضالية جماعية بدل أن يشعر مواطن أنه وحده، ويشعر آخر أن مشكلته قد حُلَّت، وبالتالي انتهى دوره".
وتابع: "يجب إدخال كل مواطن في مشروع مقاومة طبقا لوضعه ودوره، وبالتالي نكون قد دمجنا المواطن الذي تعرض للاعتداء كفرد في عمل جماعي، ما يشعره أن تقصيره في العمل والتضامن الجماعي قد يكلفه تخلي الجماعة عنه بالمستقبل".
"وحشية الاحتلال"
ونوه غنيم إلى بعد رمزي في فكرة التجمعات السكنية قائلا: "ويحاول الائتلاف عبر هذه الخطة إبراز معاناة المقدسيين حتى تصبح جزءا من اهتمامات كل من يزور المدينة المقدسة، وبالتالي تتحول إلى مسئولية جماعية لدى الجميع شعبيا ورسميا".
وأكد أن "تجميع عائلات مقدسية صودرت بيوتها في مجمع سكني يمكن أن يتحول إلى مزار يرمز إلى وحشية العدو ويجند التضامن الدولي الشعبي مع شعبنا".
وعن أسلوب تنفيذ الخطط من قبل الصندوق يوضح غنيم أن هذا الصندوق يقوم بوضع "الإستراتيجية الأساسية لعمله ويكون صاحب القرار بكل ما يتعلق بدعم صمود المتضررين من سياسات الاحتلال بالمدينة، على أن يكون هذا العمل بعيدا تماما عن المماحكات والصراع السياسي، أي أن يكون العمل اجتماعيا قوميا وفنيا أيضا".
واستطرد: "كما تقوم لجان الائتلاف بوضع إستراتيجية للدفاع عن الأرض والممتلكات وبتصنيف انتهاكات الاحتلال إلى فئات ليتم التعامل مع كل واحدة بطريقة محددة".
وشدد غنيم على أن "الخطة التي وضعها الائتلاف لهذا الصندوق لا تسعى لتدشين إستراتيجية للمواجهة مع العدو، ولكن ما نحاول تثبيته هو ألا تُطرح حلول فردية لمشاكل المواطنين، بل يجب إنقاذهم من جهة، واستثمار المشكلة من جهة ثانية بإدخالهم في العمل الجماعي الوطني كلٌّ في مجاله وحسب طاقته".