فقط في سجون عباس يحلو انتحار أنصار حماس!
=================
لمـاذا لم ينتحـر وهـو هناك!! ... فـي سجـون الموت الإسرائيلية ؟!". سـؤالٌ كبير يبحث عن إجابةٍ تشـفي ما يسكـن قلوب عائلة الشاب فادي حمادنة
من وجـعٍٍ وحسـرة غيـر أن هذا الاستفهـام كما سبقـه من عـلامات حارقة سيبقى معلقاً في المجهـول !!
وفتحت وفاة حمادنة المعتقل لدى المخابرات العامة بسجن جنيد في مدينة نابلس بالضفة الغربية سيلاً من الاستنكارات وحروف التعجب قذفت بها عائلات المعتقلين السياسيين في سجون السلطة
فور سمـاعهم لأخبار الموت العاجلة القادمة من زنازين أجهزة أمن الضفة والحـاملة تـوقيع :" ابنـكم انتحـر".
وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد اتهمت أمس السلطة الفلسطينية بممارسة تعذيب وحشي بحق أحد معتقليها بالضفة الغربية؛ ما أفضى إلى وفاته وهو ما نفته السلطة، مؤكدة أن
فادي حمادنة المعتقل لدى المخابرات العامة بسجن جنيد في مدينة نابلس قد انتحر.
إنهم يكذبـون
عائلة الشهيد وبدموعٍ تنهمر من عيـون صغارها وكبارها أكدت أن ابنها توفي نتيجة لما تعرض له من تعذيب وحشي وأن شقيقهم الذي سجن في الزنازين الإسرائيلية أكثر من عامين لا يمكنه
الإقدام على الانتحار إلى جانب ما يتمتع به من تدين وأخلاق تمنعه من ارتكاب هذه الجريمة.
وبترديدها ثلاثاً قال شقيق فادي :" كذب ..كذب ...كذب " أخي لا ينتحر ..السلطة تكذب , إنهم يبررون جرائمهم ويستدرك بصوتٍ حزين: "لماذا لم ينتحر هناك في إسرائيل وقد سجن عامين ذاق
خـلالهما الويلات وأقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي ".
وتتساءل الكثيـر من العائلات الذين توفي أبناؤهم داخل سجـون السلطة عن سر انتحار أبناءهم هناك في وقت لا يسـمعون فيـه عن انتحار أبنائهم القابعين في سجون العذاب الإسرائيلية .
وإذا كان أنصار وكـوادر حركة حماس يتعرضون في سجون السلطة لتعذيب عنيف قد يدفعهم نحـو التفكير بالانتحار فإن آلاف الأسـرى التابعين لها في سجون الاحتلال يتعرضون للعزل الانفرادي
ولموتٍ لا يمكن لقواميس اللغـة أن تصف حجم رعبه وبشاعته ومع هذا ومنذ تاريخ الحركة الأسيرة لم تسجل إدارات السجون الإسرائيلية حادثة انتحار واحدة لأنصار حركة حماس أو غيرها
من التنظيمات.
ويقبع في سجون إسرائيل بحسب إحصائيات فلسطينية أكثـر من ثلاثة آلاف أسيـر أمضى العشرات منهم أكثر من ربع قـرن داخل السجون وحُكم على معظمهم بالسجن مدى الحياة .
وفي وقت لم تسجل فيه الأعوام الطويلة الماضية أية حادثة انتحار لعناصر من حركة حماس داخل السجون الإسرائيلية خرجت السلطة في رام الله لتقول إن خمسـة من أنصار حماس انتحروا
داخل سجونها في عامٍ واحد فقـط. وكانت حركة حماس قد أكدت في بيانٍ لها أن استشهاد حمادنة أول أمس يرفع عدد شهدائها جراء التعذيب إلى خمسة شهداء وهم الشيخان والقياديان في
حركة حماس :"كمال أبو طعيمة ومجد البرغوثي بالإضافة إلى هيثم عمرو ومحمد الحاج ".
حامل القرآن لا ينتحر
واستبعدت حركة حماس إقدام أعضائها المعتقلين في سجون السلطة على الانتحار متهمة الأجهزة الأمنية بممارسة التعذيب بحق المعتقلين.
وتؤكد الحركة وفي أكثر من تصريح أن رام الله تدعي أن كل حالات القتل التي حدثت في سجونها نتيجة الانتحار ولكن الطب الشرعي أثبت أنها كانت نتيجة التعذيب الشديد. وترفض قيادات في
حركة حماس اتهام السلطة لأنصارها بأنهم انتحروا مؤكدين أن هذه الأكذوبة لا تنطلي على طفل فلسطيني:"فالجميع يعلم أن مناضلاً مجاهداً قضى زهرة شبابه وهو يعاني في سجون الاحتلال
رافعاً الرأس رافضاً الذل والاستسلام لا يمكن أن يقبل أن يفقد حياته إلا في ميادين الجهاد والاستشهاد". ويعلق صلاح البردويل القيادي في حركة حماس عـلى ادعاءات السلطة قائلاً : " القـول
بأنه انتحر هذا قول ساذج قول ممجوج قول كاذب الهدف من ورائه التغطية على جرائمهم ..شباب حماس الذين امتلأت صدورهم بالقرآن لا يمكن أن يقدموا على أمر حرام أبداً ".
وكان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان قد أدان استمرار أعمال الاعتقال التعسفية وتعريض عدد من المعتقلين في سجون السلطة إلى وسائل التعذيب أثناء احتجازهم والتحقيق معهم بصورة وحشية .
وسابقاً فند المركز رواية السلطة التي قالت فيها إن المعتقل من حركة حماس هيثم عمرو 33 عاماً قام بالانتحار, وقال باحثون في المركز إن جثة عمرو كانت مملوءة بعلامات ازرقاق على
الظهر، وبقع ازرقاق غامقة وكبيرة على الفخذين من الأمام والخلف، وازرقاق غامق جداً على الأليتين، وبقعة حمراء كبيرة على الألية اليسرى، وبقع ازرقاق على الساقين والقدمين واليد
اليسرى، ما يؤكد تعرضه للتعذيب.
وحذر المركز وقتها بقلق عميق إلى تكرار مثل تلك الجرائم خاصة في ضوء عدم الإعلان من جانب السلطة الفلسطينية عن نتائج أي تحقيقات أجرتها أو اتخاذ إجراءات قانونية بحق الضالعين
فيها: "ما يساهم في تفشي هذا النوع من الجرائم".
فقط في سجون عباس يحلو انتحار أنصار حماس!
2010-01-30, 11:46
