القاعات العامة

عمار أحمد · 2016-06-12, 12:13

مبارك والسيسي واخطاءهم

من ينسى أو يتناسى، للرئيس السيسي إنجازات حكمه في التموين والكهرباء، والغاز، والطرق، والقضاء على الإرهاب، وغيرها.. جاحد، ومن ينكر نزاهة الرجل، وترفعه عن الصغائر، وإخلاصه، ووطنيته، ورغبته العارمة في نهضة مصر، ورفعتها، وطموحاته لإحلال الأمن والسلام، ورفاهية المصريين.. ظالم.

لكن..علينا -من دافع حبنا وأملنا في أن نمضي الشوط مع السيسي إلى نهايته، وأن يكلل الله جهوده بالتوفيق- أن ننبهه، هو والمحيطون من حوله، إلى ممارسات تحدث، وهي كفيلة بأن تعيد مصر إلى عصر مبارك، بكل سوءاته من أخطاء، وتجاوزات، ومظالم، وغياب للعدالة الاجتماعية... إلخ.

الخطأ الذي وقع فيه الرئيس الأسبق حسني مبارك.. أنه لم يحسن اختيار من حوله، ولم يسارع بتصويب أخطاء مرءوسيه، بل استمع للمنافقين، والمنافق يجيد صياغة الكلام، وأبعد المخلصين، لأن كلامهم مر مذاقه.

مازالت "خليهم يتسلوا" تصدم ذاكرتنا بين الحين والآخر.. فهي تعبير عن عدم الإيمان بالديمقراطية الحقيقية، وانتهاج ديمقراطية الشعارات، التي لا تحمل أي فوائد للدولة والناس.. ديمقراطية موجهة، يحقق بها النظام غاياته.. فإذا رآها ستنحرف عن أهدافه لوى عنقها، ووجهها إلى حيث يريد.

الديمقراطية الحقيقية كالدواء المر لكن لا غنى عنه ولا بديل، هي الحل الذي لا بد منه، ولا فكاك عنه.. هي ممارسات وأفعال، لا يمكن أن تكتفي بالشعارات، والأدوية المهدئة.. إما ديمقراطية، وإما لا شيء.

ورئيس الجمهورية هو موظف يؤدي دورًا محددًا.. له مهام عينها الدستور.. عليه احترام الدستور، لا الاكتفاء بالإنصات لأقوال المحيطين، أو نصائح المستشارين.

هو المسئول دستوريًا وقانونيًا عن أخطاء مرءوسيه المباشرين.. وأولهم رئيس مجلس الوزراء والوزراء.. فإذا كان الاختيار لأحدهم سيئًا، سئل هو مباشرة.. وإذا أخطأ أحدهم ولم يحاسب، كان رئيس الجمهورية مسئولاً مسئولية مباشرة عن الخطأ.

رئيس الجمهورية ليس هو "أبو الشعب"، أو "كبير العائلة المصرية"، أو ولي أمر المصريين، ليس له أن يقرر بالنيابة عنهم.. الدستور لا يقول هذا.. ليس هو "في وش المدفع".. وليس من حقه أن يأمر شعبه بأن "يسمعوا كلامه هو فقط".

وأحد الأخطاء الفادحة التي ارتكبها "مبارك"، وللأسف الشديد لم يتعلم منه من جاء بعده.. أنه تعامل مع المصريين على أنهم أبناؤه، وترك أعضاء الحكومة يخطئون دون أن يتحرك قيد أنملة، ثم تركهم يفسدون.. فحمّله الشعب المسئولية، وتدهورت شعبيته تدريجيًا، حتى انهارت تمامًا، وكان طبيعيًا أن تندلع ضده ثورة عارمة، ساعد على تأجيجها سماحه بزواج المال بالسلطة، وترحيبه بالتوريث.

رئيس الجمهورية عليه ألا يضيق صدره حرجًا بالمعارضة، وألا يرفض حرية التعبير، بل يحترمها، ويدعمها، ويستفيد منها في تصويب المسارات، وتعديل الاعوجاج، وأن يستخدمها في التفاوض مع الأطراف الخارجية، مثلما يفعل حكام الدول التي تمارس الديمقراطية بالفعل.

أيام مبارك كانت كلمة "حقوق الإنسان" فزاعة عند الأجهزة الأمنية، وفوبيا لدى النظام.. فكلما اصطدمت بها آذان مسئول تحسس مسدسه فورًا.. الآن نحن نتكلم عنها بنعومة وود، ظاهريًا فقط.. ومجرد شعارات، ولا نطبقها.

الديمقراطية لها فوائد بقدر ما لها متاعب، وآثار جانبية مؤذية للنظام.. والمعارضة لها ثمار يستطيع الحكام قطفها، إذا تحمل أشواكها، ولدغاتها غير القاتلة.. فمن يطيق؟!

خفافيش الظلام دائمًا تكره النور.. ومن يكره أنوار الديمقراطية وحرية التعبير لا يتمتع بثقة في أدائه، ويشعر أنه يمارس دورًا غير قانوني، وغير دستوري، بلا شك.. ويخشى المساءلة.

لقاءات الرئيس بالمفكرين والمثقفين والإعلاميين والنواب مثمرة دائمًا، ولأنه شديد الإخلاص تغزو كلماته، التي يجيد انتقاءها، القلوب بسرعة، وتغير من قناعات ومواقف الكثيرين، فعليه ألا يقل منها، وألا يباعد بينها.

سيادة الرئيس:
انتخبناك عن قناعة وعن حب.. وتحملنا قرارات شديدة الصعوبة، وابتلعنا لك "الزلط"، ولكي تستمر القافلة في طريقها، رغم المؤامرات والعواصف، التي تلم بكل تفاصيلها، كما تقول، عليك التدقيق في اختيار من يعاونونك.. أيضًا أرجوك.. استفت شعبك، ولو أفتاك المستشارون.

شعبك هو الملاذ الآمن.. والمصريون إذا أحبوا صدقوا.. وإذا صدقوا صبروا.. وإذا صبروا جاهدوا.. وإذا جاهدوا انتصروا.. وإذا كرهوا صبروا حينًا، ثم ثاروا، وإذا ثاروا عمت الفوضى.. لا قدر الله.

الموضوع الأصلى : مبارك والسيسي واخطاءهم المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : عمار أحمد

ارسطو · 2016-06-26, 20:05

مبارك والسيسي واخطاءهم

شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز

واصل تالقك معنا في المنتدى

الموضوع الأصلى : مبارك والسيسي واخطاءهم المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : ارسطو

القاعات العامة

القاعة العامة

قاعة الحوار والنقاش