قمة مصرية يونانية قبرصية لمواجهة الأطماع التركية.. الرئيس خلال مؤتمر صحفى بالاتحادية: اتفقنا على دحر الإرهاب وكشف مموليه.. ورئيس وزراء اليونان ورئيس قبرص يهاجمان أنقرة وسياستها الاستفزازية بالمنطقة
اتفقت مصر واليونان وقبرص على ضرورة دحر الإرهاب وتجفيف منابعه ومموليه، واتهمت قبرص واليونان تركيا تحديدا بالعمل ضد استقرارا المنطقة خاصة منطقة البحر المتوسط، وأعلنتا استياءهما من انتهاك تركيا لسيادة قبرص ودخول السفن التركية للمياه الإقليمية القبرصية، مطالبين الحكومة التركية بالكف عن سياستها الاستفزازية.
وشهدت مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسى مع رئيس وزراء اليونان والرئيس القبرصى، صباح اليوم السبت، بالقاهرة توافقا كبيرا فى الرؤى، وفى كافة الملفات المطروحة على الطاولة.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس القبرصى ورئيس وزراء اليونان، فى قصر الاتحادية اليوم، السبت، إن مصر استضافت اليوم أول قمة ثلاثية تجمع بين مصر واليونان وقبرص، تمهيدا لمرحلة تعاون بناء كان قد بدأ التحضير له منذ عام واليونان وقبرص من أكبر الدول الداعمة لمصر، وفهما لحقيقة ما يحدث من حولنا.
وقد شهدت المفاوضات تقاربا بل تطابقت فى وجهات النظر فى كافة الموضوعات، وهو ما يعود إلى التنسيق واللقاءات الرسمية التى سبقت هذه القمة، وقد ثبت أن الدول عازمة على التعاون فى كافة المجالات، لتحقيق الاستفادة القصوى، وجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يمثل علاقات التعاون وحسن الجوار.
وأضاف السيسى، أننا تتبادلنا وجهات النظر فى ضوء التطورات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، خاصة فلسطين وسوريا والعراق، ومكافحة الجماعات الإرهابية والدول الداعمة لها، فضلا عن الوضع فى ليبيا ودعم مؤسساتها الشرعية المنتخبة.
وأشار إلى أنه تم الاتفاق على استمرار التعاون والتنسيق، لحماية مصالحنا المشتركة، وأكدنا عزمنا على مواجهة الأرهاب بكل حزم، ودحر هذه الجماعات وكشف داعميها.
وتابع الرئيس السيسى فى نهاية المؤتمر قائلا: "نسعى للبناء والتعاون والتنمية وليس لشىء آخر"، مشيرا إلى أن هذه المباحثات سيكون لها مردود على شعوب هذه الدول فى القريب العاجل .
من جانبه، قدم الرئيس القبرصى، نيكوس أنستاسيادس، الشكر للرئيس السيسى ولمصر، فى إطار التطور المستمر للعلاقات وأضاف فى كلمته بالمؤتمر الصحفى بقصر الاتحادية، أن زيارتهم لمصر تؤكد الالتزام المشترك لبحث التعاون العميق بين الدول الثلاث، مشيرا إلى أن التعاون الثلاثى يستند إلى ٤ ركائز فى مقدمتها التنسيق السياسى واحترام الشرعية الدولية، وفقا لخارطة الأمم المتحدة، وأوضح أنه تم الاتفاق على اتخاذ مبادرات لدعم وتنمية العلاقات وإفادة الشعوب فى الدول الثلاث، مثل الغاز، والاتفاقيات البحرية، كما أن ثالث هذه الركائز التى تم الاتفاق عليها، دحر الإرهاب، وقال إن رابع هذه الركائز، أن يكون هذا التعاون نموذجا للتعاون الإقليمى فى هذه المنطقة الحساسة، مؤكدا أن هذا التعاون ليس موجها ضد أى دولة أخرى، وهو تعاون يستند إلى دعم السلام والأمن والاستقرار فى شرق البحر المتوسط، وبالتالى فإننا ندعو دول المنطقة، لأن تشاركنا هذا الحلم ودعم جهودنا.
كما أكد الرئيس القبرصى أنه تم مناقشة الوضع فى مصر، وشملنا جهود الرئيس السيسى لاستكمال خارطة الطريق، والانتخابات البرلمانية القادمة ستعزز مسيرة البلاد نحو الديمقراطية، وأعلنا كذلك عن تضامننا فى حرب مصر ضد الإرهاب، وسنبذل كل جهودنا لدعم مصر فى حربها ضد الإرهاب، وأن الأحداث الأخيرة فى منطقتنا تؤكد ضرورة أن ندعم الاستقرار فى مصر، باعتبارها أكبر دولة عربية تأثيرا، وبالتالى استقرارها يصل فى صالح استقرارنا واستقرار المنطقة كلها.
وأضاف «آناستاسيادس» أنه علاوة على ذلك فقد وقعت الدول الثلاث على مذكرة تفاهم ثلاثية الأطراف للتعاون فى مجال السياحة، وتؤكد التزامنا بالعمل فى كل المجالات المتاحة لتعزيز هذا التعاون، بما يعود بالنفع على شعوبنا، مشيرا إلى ما قامت به تركيا مؤخرا بعد دخول سفن تركية إلى المنطقة الاقتصادية القبرصية الخالصة حيث تجرى أعمال تنقيب عن الغاز، مؤكدا أن هذا العمل يشكل انتهاكا للقانون الدولى.
ولفت «أناستاسيادس» إلى أن بلاده داعم قوى للشعب المصرى فى كل المجالات السياسية والاقتصادية، التى ترتبط ببعضها البعض ارتباطا وثيقا، وأثنى على الخطوات الإيجابية التى تم اتخاذها لدفع الاقتصاد المصرى، بما فى ذلك الإصلاحات الاقتصادية وإعداد المشروع الطموح لحفر قناة السويس الجديدة، الذى ساهم فيه الشعب المصرى بالفعل بحماس.
وأكد «آناستاسيادس» إيمانه المطلق بأن مصر هى ركيزة الاستقرار فى المنطقة، وتنسق مصر وقبرص جهودهما لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله، وشدد على أنه لا ينبغى التسامح مع الإرهاب والوحشية التى يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش» ومجموعات أخرى فى المنطقة، مشيرا إلى أن التزام قبرص بمحاربة هؤلاء غير قابل للنقاش.
كما أشاد رئيس قبرص بالدور الإيجابى لمصر والرئيس السيسى للوساطة فى وقف الحرب فى غزة، والمجهودات الكبير الذى بذلته مصر بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.
من جانبه تقدم انتونيس ساماراس رئيس وزراء اليونان بالشكر والامتنان للرئيس السيسى، على حسن الضيافة والاستقبال فى مصر، كما أشكره على عقد هذه القمة الثلاثية، حيث إن دولنا الثلاثة ترتبط بجذور تاريخية وإرث ثقافى عريقويربطنا أيضاً القلق، مما يحدث فى جنوب البحر المتوسط، فاليونان وقبرص عضوان فى الاتحاد الأوروبى، ومصر هى أكبر بلد فى الشرق الأوسط، وقد اتفقنا على احترام العدالة والتاريخ وإعادة سطى جزيرة قبرص، وما يحدث من تركيا ضد قبرص هو استفزاز غير مقبول بالمرة.
وأضاف قائلا أريد أن أهنئ الرئيس السيسى لدوره المحورى فى محاربة الإرهاب، ويجب على الدول المتحضرة أن تعمل على اقتلاع جذور الإرهاب فى العالم، وقال أن أكبر فخ هو أن يعتقد أحد أن الارهاب منقسم بين محتفظ وغير محتفظ، فالإرهاب واحد.
وقال رئيس وزراء جمهورية اليونان إن مصر هى حجر الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، ويجب على الاتحاد الأوروبى دعم مصر معنويا وماديا، وسوف تسعى اليونان وقبرص نجو ذلك، ونحن نعتبر أن وساطتنا ستكون مهمة جدا لعودة العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى، نحن اليوم قمنا بتقوية العلاقات الثنائية تصل إلى حد الشراكة، فى مجال الأمن والتجارة، والاستفادة من ثروات البحر المتوسط، وكافة الموارد، وهذا إطار جيو سياسى سيتم توطيده بعلاقاتها الثقافية وتاريخنا العريق، وتعانى جزيرة قبرص من الانقسام بين شطرين رومى فى الجنوب وتركى فى الشمال منذ عام 1974 .
قمة مصرية يونانية قبرصية لمواجهة الأطماع التركية
2014-11-08, 06:26
