القاعات العامة

**رأفت الجندي** · 2013-08-10, 15:59

الجهاد لا يكون بإغلاق الميادين"و"مرسي" لم يكن يقيم ديناً ولا دنيا

الجهاد لا يكون بإغلاق الميادين"و"مرسي" لم يكن يقيم ديناً ولا دنيا
==========================

أرقت الفتنة التي مازالت تحياها البلاد حتى الآن مضاجع الجميع وعلى رأسهم رجال الدين الذين يمثلون مصابيح الدجى في زمان الفتن والذين انقسموا الى طائفتين أغلبية سلفية مازالت ترى فيما جرى مع الرئيس محمد مرسي انقلاباً لا يقره الشرع

وفريق آخر يضم المؤسسة الدينية الرسمية وفي القلب منها الأزهر الشريف الذي يقف شيخه ومن على دربه مع اطلاق رصاصة الرحمة على الرئيس المعزول ومعه جماعته، خاصة بعد أن قال الملايين كلمتهم في الثلاثين من يونيو الماضي، وأكدو بتفويض لوزير الدفاع في السادس والعشرين من يوليو المنصرم غير أن أتون الفتنة ورياحها مازالت مخيمة في الآفاق تأبي أن تنصر لتعيد للأذهان ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم، كما هو وارد في صحيح السنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها ستكون فتنة، المضطجع فيها خير من الجالس، والجالس خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي، فقال رجل: يا رسول الله، ما تأمرنا؟ قال: من كانت له إبل فليلحق بإبله، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه، ومن لم يكن له شىء من ذلك فليعمد الى سيفه فليضرب بحده على صخرة ثم لينج إن استطاع النجاة.
الشيخ محمود عاشور أحد رموز الأزهر الشريف ومن الواقفين على شواطئ الحكمة منذ زمن بعيد، يجعل من عقله مطية تبلغ به شواطئ الأمان مع عدم التفريط فيما ورد من صحيح السنة والفهم الواعي والمتدبر لكتاب الله عز وجل ولم يرضخ لرياح السلفية العاتية والتي قدمت من أرض الحجاز وحرص على أن يبين للناس صحيح الدين كما يراه، مفنداً الكثير من آراء رموز الشارع السلفي الذي خاض ضده حرباً ضروساً بعد أن استشعر منه خطراً محدقاً على فهم الجماهير لصحيح الاسلام.
< قلت له أطلق عدد من رموز السلفيين أن الاعتصام في رابعة نوع من الجهاد في سبيل الله؟
- لا علاقة بين الجهاد في سبيل الله وبين الاعتصام في رابعة أو غيره من الميادين فما نراه منذ اسابيع هو تعطيل لمصالح الناس وتضييق على العباد المرضى منهم أو اصحاب الحاجات ولو أن المعتصمين مكثوا في ديارهم للتعبد وتلاوة القرآن في الشهر الكريم لكان خيراً لهم بدلاً من تعطيل مصالح الناس بغير حق.
< لكن مشايخ السلفية يتحدثون عن أن نصرة الرئيس المعزول فرض على المسلم ينبغي ألا يتخلف عنه؟
- هذا الكلام لايستند لصحيح الدين، وذلك لأن من عزل الرئيس مرسي ليس قوة احتلال أو فئة مغتصبة بل ارادة شعبية طاغية تمثلت في عشرات الملايين التي انطلقت في الثلاثين من يونية الماضي، وجددت العهد لقيادة الجيش مرة أخرى في مقاومة الارهاب في السادس والعشرين من يوليو الماضي، وفضلاً عن ذلك فإن الرئيس السابق محمد مرسي لم يكن يقيم ديناً ولا دنيا فمصالح العباد تعطلت في عهده وعرف الفقر والفاقة بيوت الكثيرين.
< إذن لا يعد محمد مرسي رئيساً شرعياً؟
- الشعب منحه السلطة قبل عام ثم سحبها منه حينما اكتشف أنه لم يقدم لهم شيئاً ولم يحقق ما قامت من أجله الثورة لقد تردت أحوال الناس المعيشية بشكل لم يسبق له مثيل وأصبحت الغالبية الكاسحة من المصريين تواجه أوضاعاً مأساوية وكانت تنتظر منه أن يحقق ما تعهد به من وعود لكن الناس استيقظت على مزيد من الخراب وبالرغم من أنه اطلق برنامجاً انتخبه الناس لأجله الا أن البرنامج اتضح أنه وهم لا أثر له على أرض الواقع.
< إذا لم يكن المعتصمون في رابعة مجاهدين فما هو التوصيف المناسب لهم؟
- غالبية مغرر بها لا تفهم من الأمر شيئاً يقودها عدد من المنتفعين الذين لا يريدون للأحوال أن تهدأ وللبلد أن يستأنف معركة البناء والتنمية بعد تعثر لسنوات.
< ألا ترى أن هذا الرأي قاسياً؟
- نحن نتحدث بكلام صحيح الدين فأي جهاد هؤلاء خرجوا من أجله هل خرجوا لاعادة القدس على سبيل المثال أو هل خرجوا ضد الكفار، إنهم للأسف الشديد خرجوا بدعاوى تفرق ولاتجمع وتضر بالشعب وبالوطن لأنهم خرجوا شاهرين أسلحتهم في وجه اخوان لهم في الدين يريدون لمصر نهضة حقيقية تستحقها بعد أن تردت أوضاعها على النحو الذي نرى.
< إذن بماذا تنصح المعتصمين في النهضة ورابعة العدوية؟
- هؤلاء ينبغي عليهم أن يعودوا لبيوتهم كي يقضوا الأيام المباركة مع ذويهم وبين أحضان أسرهم وعليهم أن يدركوا أن ما يقومون به لن ينفعهم في الدنيا والآخرة بل على العكس من ذلك هم يقومون بشق وحدة الأمة التي ذهب سوادها الأعظم نحو رفض الرئيس مرسي.
< لكن مشايخ التيار السلفي يرون أن الشرعية مازالت مع الرئيس مرسي؟
- ليس هناك دليل في الشرع يؤكد وجهة نظرهم بأي حال فالشرعية الثورية التي عبر عنها أكثر من ثلاثين مليون برفض مرسي حسمت الأمر لذا كان لابد الا ننشق على رأي الأغلبية حتى لا تقع الفتنة.
- الكثير من رموز السلفية يرون أن الفتنة تقع بالتسليم بالانقلاب العسكري على حساب الشرعية؟
- هذا لا يعد انقلاباً بأي حال لقد خرجت الجماهير فاستجاب لها الجيش من أجل الحيلولة دون سقوط البلاد وترديها على النحو الذي كان متوقعاً.
< لكن المعتصمون يبدون مقاومة ادهشت الجميع فهم متشبثون بالاعتصام لما يزيد على شهر؟
- غالبيتهم لا يفهمون صحيح الدين وأميون الا قليلاً مغلوبون على أمرهم حيث يقوم قيادات رابعة بالتحفظ على بطاقاتهم وأوراقهم الرسمية كي يجبروهم على عدم مغادرة المكان وكثير من المعتصمين هناك يواجهون ظروفاً معيشية قاسية ويقبلون بالبقاء على رابعة من أجل منافع بسيطة لكنني أطالبهم بترك الاعتصام وعدم الخروج على الشرعية والعودة لمنازلهم.
< الشيخ محمد عبد المقصود أفتى مؤخراً أن الاعتصام فرض عين ومقدم على الذهاب للعمرة؟
- لا حول ولا قوة الا بالله إن هذا الرأي لا أساس له من الصحة فالعمرة عبادة تعود بالخير على من يقوم بها وتمنحه رضا الله وتعد امتثالاً لأوامره فكيف نقدم عليها الاعتصام في الميادين الذي هو ضد مصالح الأمة ولا يفيد في شىء بل يعطل مصالح المرضى والعمال والمسافرين.
< يشير المعتصمون وقادتهم الى أنهم يتعرضون للتشويه من قبل الاعلام؟
- هم سبب حالة الغضب الشعبي ضدهم فقد ارقوا مضاجع الناس وأفسدوا عليهم حياتهم حينما قطعوا الشوارع واعتلوا الكباري وسعو نحو التدمير هل الاسلام يقبل هذا بالطبع لا، أنهم حتى ان استمرار الأوضاع الخطيرة في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، وما تبعها من أعمال ارهابية وقطع للطرق لم يعد مقبولاً نظراً لما تمثله هذه الأوضاع من تهديد للأمن القومي المصري ومن ترويع غير مقبول للمواطنين.
< لكن الا يعد الدفاع عن الشريعة وليس الرئيس هدفاً مقدساً في حد ذاته؟
- التشدق بالدفاع عن الشريعة واظهار الرئيس المخلوع باعتباره أنه حامي حمى الشريعة لم يعد له ما يسوغه، وذلك لأن حكم جماعة الاخوان المسلمين ابتعد عن الحكم بما شرعه الله، خاصة في ظل الفتنة والاحتراب الذي وقع خلال الفترة الماضية قبل رحيل مرسي.
< يستندون الى أن محمد مرسي كان على وشك تطبيق الشريعة ويسير على الدرب؟
- علينا أن نعرف أن الشريعة هى الأحكام الشرعية التي نزلت من عند الله، يحكم بها الناس، وخلال العام الأول من حكم مرسي لم تطبق الشريعة، وبالعكس نحن ابتعدنا عن حكم الله، وما كنا نراه على مدار السنة التي تولى فيها ليس هو الشرع ولا الحكم فهناك من بنى جلدته من خرج عليه ورأينا كل فرقة تكفر الأخرى، وهذا مخالف للشريعة التي تأبى أن يكون التكفير على المشاع لكل مختلف في الرأي ولا تقر مطلقاً بما نشاهده من مظاهر القتل وقطع الطرقات وتعطيل المصالح.
< هل تعتقد أنهم فهموا الاسلام فهماً خاطئاً؟
مما يثير الأسى ويبعث على الحزن اننا نفهم الكثير من الأمور على غير حقيقتها كما نستخدم الاسلام استخداما في غير ما شرع الله، وللأسف الشديد أن من حكموا البلاد خلال العام الفائت استغلوا الاسلام سلماً للصعود للحكم والوصول لما يريدونه وسرعان ما تناسوا ما وعدوا به الجماهير أنهم يدمنون اطلاق الوعود ويثيرون غرائز الجماهير المحبة للتدين بالسليقة ويزعمون انهم غيورون على دين الله وكأن عموم الناس ضد الشريعة والعكس هو الصحيح فغالبية المصريين يسعون لشريعة الله عن حب وقناعة.
< تكفير بعض السلفيين للعلمانيين هل له ما يسوغه في الشرع؟
- ليس بوسع أحد أن يكفر من نطق بالشهادتين ومن قال: إن الليبراليين والعلمانيين كفرة كلامهم مردود عليه بذلك التغليظ الذي ورد في الحديث الشريف من قال لأخيه أنت كافر فقد باء بها أحداهما فإما كان كما قال: وإما ردت اليه وأنا اسأل من كفروا الليبراليين هل اطلعت على قلوبهم وعرفت إن كان فيها ايمان أم كفر.
< وبالنسبة لما جرى لأربعة من الشيعة في أبو النمرس منذ أسابيع هل يقره الشرع؟
لا طبعاً الشرع لا يجيز ما جرى بأي حال، وقد تأذيت حينما رأيت المجزرة التي حدثت في «زاوية أبو مسلم» وقد نجمت حالة الكراهية تلك بسبب الفتاوى التي انطلقت من قبل مشايخ السلفيين بتكفير الشيعة ومن المدهش ان حالة العداء ضد هؤلاء تمت في حضور الرئيس المخلوع الذي كان يزعم أنه يمثل التيار الاسلامي حيث وقع الحادث البشع الذي يسيئ للاسلام حيث قتل أربعة من الشيعة بعد سحلهم على النحو الذي رأيناه.
< بعض السلفيين يعتبرون أن ما جرى من عزل الرئيس حرب ضد الاسلام إذ تزامن مع قرار اغلاق القنوات الدينية؟
- هذه القنوات بعض مشايخها ينتهجون لغة التحريض والقذف والسب وهو لا يتناسب بأي حال مع المنهج الرباني الذي قال فيه رب العزة «وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما» وقال عز من قائل «وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم» إذن هذه الفضائيات كثيراً ما كانت تقدم ما لا ينفع الناس في أمور دينهم ولا دنياهم.
< سبق ودعوت لمقاطعتها؟
بالطبع دعوت المواطنين الى عدم مشاهدتها وأرى أنه من غير الصواب أن نسميها بالقنوات الدينية، لأنها تنشر الفحش والسوء والبذاءة بين الجماهير وبها من يزعمون انهم دعاة يتفوهون بالسباب الذي نهى عنه نبينا الكريم الذي علمنا أن المؤمن ليس بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذئ أن من المخجل أن نطلق على هذه القنوات أنها اسلامية.
< ومن أين يتعلم الناس أمور دينهم؟
- الحمد لله أن الأزهر الشريف الذي تجاوز عمره ألف عام يجمع بين أروقته العديد من العلماء القادرين على أن يقدموا للناس صحيح الدين أنني أناشد الجماهير مجددا ألا يسألوا الا العلماء المتخصصين، والأزهر الشريف هو المرجعية للعالم الاسلامي من فضلكم سوف تسألون عمن تأخذون عنهم دينهم يوم القيامة فلا تذهبون الى الجهلاء الذين يكفرون ويسبون المخالفين معهم في الرأي بغير علم أن الاسلام برىء ممن يزعم أن هناك نصوصاً تدعو للشحناء والبغضاء بين المسلمين بعضهم البعض فلقد خاطب القرآن الكريم النبي الكريم، قال: «ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك» لذا فالعلماء مطالبون دوماً أن يسيروا على نهج خاتم الانبياء الذين لم نعرف عنه انه سب أحداً يوماً بل كان كلامه هادياً للبشرية.
< كيف تقيم أداء الدراسة بكليات الأزهر الشريف خاصة أن الكثير من الخبراء يتحدثون عن تراجع مطرد في مستوى الخريجين؟
- لا نختلف مع الرأي الذي يرى بضعف مستوى الأداء في تلك المؤسسات لذا وذلك على أثر أن سياسة التوسع في انشاء الكليات في مختلف مناطق الصعيد والدلتا وزيادة أعداد الدارسين فقد نتج عن ذلك العديد من الآثار الخاطئة بسبب عدم الالتزام بالضوابط المتعلقة بإنشاء هذه الفروع، وهو ما أسفر عن كفاءة العمل بها وكل ذلك ترك ظلاله على الخريجين ومدى تمكنهم من القيام بوظائفهم.
< قد يتسامح المجتمع مع موظف دون المستوى أو مهنى غير محترف لكنه لا يقبل بأن يرى داعية ضعيفاً؟
- بالطبع هذا الأمر لا خلاف عليه فلا يقبل أحد أن يأتمن على أمور دينه داعية ضعيف المستوى بسبب خطورة المهمة التي يقوم بها لذا كان لزاما العمل على أن يتم الاعداد الجيد للعملية التعليمية من أجل تأهيل الخريج لعمله ومن ثم يتعلم الناس شئون دينهم الصحيح.
< لماذا عرف التشدد طريقه للبيئة المصرية؟
- وإن بدا على السطح أن للتشدد اتباعاً فهم نقطة في المحيط ولا يمثلون رقماً كبيراً على الخريطة المصرية وبالنسبة للأزهر الشريف فعلى مدار تاريخه لم يعرف الطريق اليه أي من الغلاة المتشددين، ظل الأزهر حائطاً منيعاً ضد التشدد والغلو وخرج منه العديد من الأجيال من معظم البلدان التي كانت تقصده بهدف تلقي العلم الشرعي باعتباره رائد الوسطية الاسلامية في العالم أجمع.
< البعض يرى أن تردي مستوى الخريج الأزهري سببه المباشر المناهج الحديثة؟
- لا خلاف على أن المناهج التعليمية لم تعد قادرة علي تخريج عالم دين متمكن، لأن الخريج لم يدرس الا ما تيسر له من علوم الفقه والحديث والتفسير، وغيرها من العلوم الشرعية وهذا الضعف انعكس بدوره على مستوى الخريج، وبالتالي على بعض الخطباء الذين لا يهتمون بالاستمرار في التعلم والاجتهاد.
< هناك من يرى أن أصل الداء في التعليم الأزهري كونه لم يعد بمعايير الجودة؟
- مما لا شك فيه أن وراء ضعف مستوى خريج جامعة الأزهر في السنوات الأخيرة عدم وجود رقابة صارمة على المعاهد والاهتمام بالكم دون الكيف.. فالمسئولون عن التعليم الأزهري افتتحوا معاهد دينية كثيرة في معظم القرى والمدن وبعضهم فعل ذلك بحسن نية وغيرة على الدين ورغبة في تعليم النشء العلم الشرعي لكنهم نسوا أهم ما في الأمر وهو المنهج الذي ينبغي أن تسير عليه تلك المعاهد، وكان ينبغي أن يتم الاعداد للأمر بعناية بواسطة العلماء المتمكنين أصحاب العلم والخبرة والبصيرة وقد نجم عن ذلك الخلل أن تلك المعاهد دفعت بجموع غفيرة من الطلاب ضعاف المستوى نحو الجامعات الأزهرية وكانت النتيجة كما نرى الكثير من الخريجين يفتقرون للجانب الثقافي والمعرفي وأصبحوا غير قادرين على أن يقوموا بما هو مطلوب منهم بالصورة المثلى.
< لهذا السبب ناديت من قبل بضرورة العودة الى المناهج الاسلامية القديمة؟
- بالفعل لابد من عودة جامعة الأزهر القديمة التي كانت تضم كليات الشريعة والقانون، واللغة العربية، وأصول الدين وضم كليتي الدعوة والدراسات الاسلامية إليها.
< لماذا؟
- من أجل تخريج داعية قادر على تبليغ الرسالة وأداء الأمانة، وفقاً لسماحة وصحيح الاسلام ونشر المنهج الوسطي الذي اشتهرت به تلك المؤسسات العريقة التي مازالت تحظى بالاحترام في جنبات العالمين العربي والاسلامي.
< بعض علماء السلفية افتوا بتكفير من يخرج في مظاهرات ضد الرئيس محمد مرسي؟
- هؤلاء افتوا بغير علم وفتاواهم تلك تضل الناس ولا تنفعهم في شىء وذلك لأن كلا الطرفين المتنازعين مسلم ورمى أي منهما بالكفر بغير دليل انما هو تشويه لدين الله ونشر للفتنة.
< بعضهم يرون في العلمانية كفراً بواحاً؟
- العلمانية بكسر العين مشتقة من العلم وهذه لا تعارض أبداً بينها وبين الاسلام الذي حث على العلم فأول كلمة من كتاب الله كانت «أقرأ» كما أن كلمة العلم وردت في القرآن مائة مرة أما العلمانية بفتح العين وتعني عزل الدين عن كافة قضايا وشئون الدولة وقصره على المساجد فقط، وهذا فيه كلام وتأصيل ويحتاج لنقاشات مستفيضة حتى لا تتضح الاحكام.
< وإلى أي مدى اقر الاسلام للفرد أن ينهي عن المنكر بيده؟
- تغيير المنكر باليد ليس مسئولية الفرد بل الحاكم وليس من حق أحد من الرعية القيام ذلك وما سمعنا عنه مؤخراً بشأن جماعات تعكف على النهي عن المنكر وتحمل هذا السم لا تستند لأي مسوغ شرعي يبيح لها ذلك وعلى أعضاء تلك الجماعات التوقف عن القيام بمثل تلك الممارسات لأنهم غير مكلفين بالنهي عن المنكر بالقوة.
< وبالنسبة للأمر بالمعروف؟
- كل المسلمين دعاة الى الله بصرف النظر عن طبيعة وظائفهم فالمدرس والطبيب والمحامي والعامل البسيط مكلفون بالدعوة الى الله حسب قدراتهم وعملهم وفقاً للحديث النبوي الصحيح: الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
< لذا مطالبون بنصح الحاكم؟
- طبعاً وعلينا أن نقوم بالحسنى ونلفت نظره ونأخذ بيده للصواب.
< والمظاهرات ضده؟
- المظاهرات السلمية التي لا تقطع طريقاً ولا تعطل مصالح الناس والتي تقوم على أسس مشروعه وليست لأغراض شخصية لا شىء فيها.
< يحلو للكثيرين النظر لما نراه من مظاهر للتدين حالياً باعتباره تديناً زائفاً؟
- بالطبع الأمر كذلك فلو كانت ديناً حقيقياً لأسفر عن نهضة البلد، وتقدمه وليس لتعطيل مصالح الناس وما يؤكد أن ذلك التدين مجرد قشرة على السطح كل تلك الأمراض الاجتماعية المنتشرة فيما بيننا مثل الغش وتلقي الرشوى والكذب والتكاسل عن أداء العمل واستحلال المال العام وعدم تقديس حرمة الاعراض وحمايتها من السب والقذف فضلاً عن الأمراض الناجمة عن ذلك من حقد وحشد وغيرة واختفاء أواصر التعاون بين الناس.
< البعض يرى أن التعبد لا يكون بالزي ولا بالهيئة؟
- علينا أن ندرك أن التدين الحقيقي ليس بزبيبة تعلو الوجه أو جلباب قصير أو لحية وسواك فهناك كثيرون يعيشون بين ظهرانينا مظهرهم اسلامي ونواياهم تضمر عكس سلوكهم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «ان الله لا ينظر الى صوركم وأموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم وأعمالكم» وهو بكلامه هذا يلفت انظارنا الى أن الدين ليس شكلاً وانما قلب يراقب الله في كل شىء لذلك قال صلى الله عليه وسلم حينما جاء جبريل ليسأله: «الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» فهم المقاصد الشرعية وإعادة تقييم حياتنا وفقاً لمنهج الاسلام فالايمان كما قال رسولنا الكريم «هو ما وقر في القلب وصدقه العمل».
< إلى أي مدى اباح الاسلام للمسلم أن يمارس الفتوى؟
- الاسلام جرم الفتوى بغير علم ولا يحل ممارسة الفتوى الا للعلماء وكثير من الكوارث التي حلت بنا في السنوات الأخيرة وراءها حفنة من غير المؤهلين للفتوى وغير الدارسين للعلوم الشرعية قاموا للناس يفتونهم بغير علم حتى ضلوا وأضلوا.

بطاقة شخصية
ولد بقرية كفر مجاهد، مركز كوم حمادة، ومن علماء الأزهر الشريف، وعمل وكيلاً للأزهر لمدة عامين، وعضو مجمع البحوث الاسلامية، ورأس لجنة القرآن بالمجلس الأعلى للشئون الاسلامية، وعضو المجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الاسلامية بالمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الاسيسكو»، وعضو في مجلس علماء ماليزيا الاستشاري، ونائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الماليزية، ورئيس دار التقريب بين المذاهب الاسلامية بمصر، ومن مؤلفاته كتاب «من أنوار الصحابة» وكتاب «طريق الدعوة»، وله العديد من الأبحاث حول تجديد الخطاب الديني.

الجهاد لا يكون بإغلاق الميادين"و"مرسي" لم يكن يقيم ديناً ولا دنيا

الموضوع الأصلى : الجهاد لا يكون بإغلاق الميادين"و"مرسي" لم يكن يقيم ديناً ولا دنيا المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : رأفت الجندي

**مصطفى ابو السعود** · 2013-08-13, 18:31

الجهاد لا يكون بإغلاق الميادين"و"مرسي" لم يكن يقيم ديناً ولا دنيا

صدقت

موضوع ممتاز

بارك الله فيك

الموضوع الأصلى : الجهاد لا يكون بإغلاق الميادين"و"مرسي" لم يكن يقيم ديناً ولا دنيا المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : مصطفى ابو السعود

أبو عمر الأزهرى · 2013-09-12, 01:31

الجهاد لا يكون بإغلاق الميادين"و"مرسي" لم يكن يقيم ديناً ولا دنيا

صدق كلامك

فبارك الله فيك

وجعله الله فى ميزان حسناتك

الموضوع الأصلى : الجهاد لا يكون بإغلاق الميادين"و"مرسي" لم يكن يقيم ديناً ولا دنيا المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : أبو عمر الأزهرى

القاعات العامة

القاعة العامة

قاعة الحوار والنقاش