القاعات العامة

الفرعون الصغير · 2011-08-24, 21:09

بسم الله الرحمن الرحيم
هناك حيث البساتين تزدان جمالا , وأشعة الشمس الذهبية تملأ الآفاق، نسيم عليل، أرض خضراء وصوت هدير الماء أضاف إليها الرونق والبهاء.
هناك تقف غدير مستمتعة فوق تلك التلال المزدانة بأجمل الورود والأزهار، حيث يداعب خصلات شعرها الذهبية ذاك النسيم ، وتقضي جل وقتها مع صديقتها الجميلة التي لم تكن تملك جمال رائعا فقط في شكلها بل تملك جمال الروح ، إن خلود كان الإيمان هو روحها ، والإحسان خلقها ،جعلت من جسدها أداة تعمل لإرضاء الخالق عز وجل وإسعاد الغير . كانتا بالأخلاق تزدانا .
وللأسف لم تكونا تعلما ما سيؤول إليه المصير، وما سينقلب إليه الحال أهو سعيد أم حزين بئيس
تخرج فتاتا السادسة عشر .كل يوم للتنزه في تلك الجنان التي يعيشون فيها.
وذات يوم بينما كانتا تلعبا أسفل الشلال قالت غدير لخلود : عزيزتي أنني أخاف ألا تستمر أيام السعادة أشعر بخوف غريب يموج في داخلي
أجابت عليها خلود عزيزتي كفاك تشاؤما فإن الفأل موكل بالمنطق وتفألوا خيرا تجدوه...
عادت البسمة لوجه غدير ،وعادتا تلعبان من جديد تحت مياه الشلال. واتفقتا أن تبقيا مع بعضهما ولا يسمحا للحب أن يتسرب من بينهما وكيف بذلك وهو حب في الله ولله. وقبل حلول الظلام رجعتا إلى منزليهما وقد ملئتا تفأولا ومحبة .
لقد مرت أحداث كثيرة ، وأيام سعيدة على هاتين الصديقتين ومنها أن قرر كل من والديهما الخروج للتنزه والتخلص من أعباء وهموم الحرب التي لانهاية لها،وبعد تحديد يوم مشرق وجميل خرجت العائلتان حيث العصافير تغرد فرحا، والفراشات ترقص تعبيرا عن ذاك اليوم الجميل ،وحدث ما حدث بأن سمعت خلود صوتا جميلا قادما من مكان قريب بينما تلعب هي وغدير ،اقترحت على غدير أن تلعبا لعبة الاختباء ،لم تكن خلود تريد اللعب حقا بل تريد الذهاب إلى حيث تجد الصوت ،وفعلا قامت بما ترغب به حيث تظاهرت بالاختباء ،لكنها في الحقيقة تبعت ذاك الصوت وجرت حتى وصلت إلى مصدره .
فإذا بمكان رائع جدا لم تره في حياتها ولم تتصور أن ترى مثله أبدا واقتربت ببطء وإذا بها ترى أن مصدر الصوت فراشات ملونة تتمايل هنا وهناك وترقص في الهواء صانعة أجمل الأشكال ،تبعتهم حيث وصلت إلى مكان مليء بالضباب عندها أخذ الخوف يملأ قلبها وحاولت التعرف إلى طريق العودة لكن حدث أن سقطت في تيار الماء الذي جرفها بقوة وجعلها تسقط إلى مصب النهر.
في ذاك الوقت كانت صديقتها قد أحست أن مكروها قد حدث لصديقتها العزيزة وعادت إلى أهلها وأخبرتهم بما حدث فقرروا أن ينقسموا وبدؤوا بالبحث عنها لكن لا جدوى فاتفق الوالدان أن يعودا عند حلول الفجر ويبحثا عنها من جديد ، لكن غدير لم تتمالك نفسها حزنا وأسى على فقد صديقتها ،فسقطت مغشيا عليها .
حزنت الأسرتان فكيف بيوم جميل ينتهي هكذا !! ورجعوا إلى منزل خلود وقرروا البيات فيه حتى حلول الفجر. لكن كيف لمن فقد فلذة كبده أن ينام؟؟!! وكيف لمن لن ترى ابنتها وتقبلها أن تتمتع بالأحلام؟؟!!
حل الصبح وحلت معه مشكلة أخرى عندما لم تستطع غدير النهوض من سريرها لقد اكتشفت أن الشلل أصابها لأنها سقطت بالأمس على مكان حساس. وكذلك أستدعي والد غدير إلى ساحة القتال فأضطر للاستئذان من أبي خلود لأنه لن يستطيع أن يبحث معه عن ابنته فجيوش الأعداء تترقب بالمرصاد.كم كان ذلك يوم حزين ! نعم بل بئيس جدا فقد أصبح الأبوان عدوان عندما اعتقد أبو خلود بعد فقدان ابنته أن سبب ذلك عدم قدوم صديقه وبحثه معه عنها.
أما صديقتنا خلود كانت تعيش حياتا أخرى، لقد وجدتها عائلة غنية فاقدة لذاكرتها بالقرب من الشلال الذي سقطت منه وقررت السماح لها بعد تفكير طويل بالعمل لديهم حيث أنه لا يوجد من سبيل للوصول إلى عائلتها .كم الأمر حزين جدا فالقرية أصابها الحزن فالعداوة والبغضاء انتشرت بين أبنائها وكذلك كثير منهم قد ذهبوا ليقاوموا جيوش الاحتلال .
لقد خيم جو أسود فذبلت الورود وسقطت الأوراق وارتدت الأرض ثوبا أبيضا استعدادا لحلول الشتاء مرت خمس أعوام قضتها خلود بالعمل عند تلك العائلة لقد كانت طويلة جدا .
والحمد لله عاد الهدوء ليعم القرية حيث تمكن القائد (أبا غدير ) من هزم الأعداء فكوفئ بمال كثير ومع قدوم الربيع والجو البديع ، تمكن أن يبني له تجارة يتكلم بها القريب والبعيد.. والقاصي والداني...تعرف إلى العديد من كبار تجار البلاد ، الذي كان أحدهم عزيزا لديه ، فلقد اتفقا أن يتعاونا لبناء أضخم تجارة في كل البلاد.
وفي صباح مشمس قال أبوغدير لصديقه التاجر : لقد كونا علاقة حميمة ! ولكن ما أجمل أن نجعل أبناؤنا يشاركوننا هذا المودة ، وبذلك أستطيع أن أخفف من حزن ابنتي المشلولة غدير.
أجاب صديقه بأن فكرة أبي غدير كان تراوده كثيرا لكن لم يكن هناك وقت ليفصح له فيه عن رغبته...
اجتمعت العائلتان ورافقهم السرور، هناك في ذلك المنزل حدثت المفاجأة فلقد استطاعت غدير الوقوف من جديد بعد أن رأت رفيقة دربها خلود التي كانت تعمل عند صديق والدها.
هناك في ذاك المنزل صدمت خلود من منظرها ، وتعجبت من موقفها فيا للسرور لقد عادت بها ذاكرتها إلى الأيام الجميلة بعد أن رأت غدير .
وهاهي أيام السعادة تعود من جديد لتنشر عبيرها الفواح ، وترسم أحلى المعاني على الصديقتين العزيزتين كانت بدايتها حفلة رائعة لم تشهد الدنيا جمالا وروعة مثلها ، وتزوجت الفتاتان في نفس اليوم وبنتا لهما منزلا واحدا وملأتاه بالأبناء والفتيات الجميلات وعاشوا معا بسعادة وهناء.

الموضوع الأصلى : خلود وغدير وآلام الخليل المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : الفرعون الصغير

قمر منور · 2011-08-26, 14:37

خلود وغدير وآلام الخليل

سلمت يمناك

لك منى كل احترام وتقدير

على كل ما تقدمه لنا من قصص رائعه

بورك فيك المولى

ونحن نتشوق كل جديد

وسوف ننتظر كل ما هو آت لك

الموضوع الأصلى : خلود وغدير وآلام الخليل المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : قمر منور

بدران · 2014-01-25, 05:31

خلود وغدير وآلام الخليل

قصص مشوقة

بارك الله فيك

وجعل ما تكتبه فى ميزان حسناتك

الموضوع الأصلى : خلود وغدير وآلام الخليل المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : بدران

عمرو بن العاص · 2016-07-12, 03:13

خلود وغدير وآلام الخليل

شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع والمميز

بارك الله فيك

الموضوع الأصلى : خلود وغدير وآلام الخليل المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : عمرو بن العاص

القاعات العامة

القاعه الأدبية

القصص والروايات