القاعات العامة

الفرعون الصغير · 2011-08-24, 20:52

كان لي صديق أحبه لفضله وأدبه.قضيت في صحبته أعواما طويلة لا أنكر من أمره شئ حتى سافرت من القاهرة سفرا طويلآفتراسلنا حينا من الوقت ثم انقطعت عنى أخباره فقلقت عليه كثيرا لما له من محبة له في قلبي فذهبت إلى منزله فلم أجده فطلبته في جميع الأماكن لم أعثر عليه وحدثني جيرانه أنه هجره من زمن بعيد وانهم لا يعرفون أين مصيره ,
فوقفت بين الأسئ و الرجاء هنالك ذرفت من الوجد دموعا لا يذرفها إلا من قل نصيبه من الأصدقاء.
وبينما أنا عائد إلى منزلي في ليلة من الليالي إذ دفعني جهلي بالطريق في وسط هذا الظلام الدامس إلى زقاق موحش مظلم مهجور يخيل إلى الناظر أنه مسكن للجان فشعرت بالخوف وفى هذه الأثناء سمعت من منزل قريب أنين وصوت فأثر في نفسي مسمعها تأثيرا شديدا وقلت في نفسي كم يكتم هذا الليل من عبرات وتألم فأبت على نفسي أن لا أغادر هذا المكان حتى أعلم ما قصت هذا الصوت فذهبت إلى ذلك المنزل حتى بلغته.
فطرقت الباب طرقا خفيفا فلم يفتح فطرقته مرة أخرى طرقا شديدا ففتحت لي الباب فتاة صغيره تبلغ العاشرة من عمرها فتأملتها على ضؤ المصباح الضئيل الذي كان بيدها فإذا هي في ثيابها الممزقة كالبدر وراء الغيوم المظلمة وقلت لها: هل عندكم مريض؟
فزفرت زفرة كادت ينقطع لها فؤادي وقالت أيها الرجل أدرك أبى فأنه سيموت .ثم مشت أمامي فتبعتها حتى دخلنا إلى غرفة يخيل إلى الداخل فيها انه انتقل من عالم الأحياء إلى عالم الأموات وأن الغرفة قبر وأن المريض ميت فدنوت منه حتى صرت بجانبه فإذا هو قفص من العظم يتردد فيه النفس.فوضعت يدي على جبينه ففتح عينيه وأطال النظر ألي ثم فتح شفتيه قليلا وقال بصوت خافت ((أحمد الله فقد وجدت صديقي)) فشعرت كأن قلبي سيسقط من بين ضلوعي جزعا وهلعا, وعلمت أن هذا صديقي الذي أنشده .....فسألته ما باله؟ وما هذه الحال التي صار إليها؟ فأشار الئ أنه يحب النهوض فمددت يدي إليه فاعتمد عليها حتى استوى قاعدا وأنشأ يقص على قصته:
منذ عشر سنين كنت أسكن أنا ووالدتى بيتا يسكن بجانبنا جار لنا من أرباب الثراء والنعمه وكان قصره يضم بين جناحيه فتاة ما ضمت القصور مثلها حسنًا وبهاًء ورونقا وجمالآ .فألم في نفسي من الوجد عليها ما لم أستطيع معه صبرا فما زلت بها أغريها بالوعود فتمتنع وأطلب منها اللقاء فتعتذر وجئت إلى قلبها بكل الوسائل فلم أصل إلى نتيجة .
حتى عثرت بمنفذ الوعد بالزواج فسكن جماحها وأسلس قيادها فسلبت قلبها وشرفها في يوم واحد وما هي الآ أيام قلائل حتى عرفت أن جنينا يضطرب في أحشائها فجعلت أتهرب منها ومن هذه الفضيحة وهجرت ذلك المنزل ولم أعلم بعدها من أمرها شيئا.
مرت على تلك الحادثة أعواما طوال وفى ذات يوم جاءني مع البريد هذا الكتاب ومد يده تحت وسادته وأخرج كتابًا باليًا مصفرا فقرأت ما فيه:
لو كان لي أن أكتب إليك لأجدد عهدا ما ضيا أو ودا قديما ما كتبت سطرا واحدا ولا خططت حرفا .لأني لا أعتقد أن عهدا مثل عهدك الغادر. وودا مثل ودك الكاذب يستحق أن أحفل به فأذكره أو آسف عليه فأطلب تجديده...انك عرفت حين تركتني أن بين جنبئ نارا تضطرم وجنينا يضطرب فلم تبالي بذلك منى حتى لا تحمل نفسك مؤونة النظر الى شقاء أنت صاحبه ولا تكلف يدك مسح دموع أنت سببها .
فهل أستطيع بعد ذلك أن أتصور أنك رجل شريف؟ لآلا..بل لا أستطيع أن أتصور أنك إنسان, لأنك ما تركت صفة من الصفات في نفوس العجماوات أو الوحوش الآ جمعتها في نفسك وظهرت بها كلها في مظهر واحد
كذبت على في دعواك أنك تحبني وما كنت تحب إلا نفسك وكل ما في الأمر أنك رأيتني السبيل إلى إرضائها فمررت بي في طريقك إليها ولو ذلك ما طرقت لي بابا ولا رأيت لي وجها.
خنتني إذ عاهدتني على الزواج فأخلفت وعدك استعلاءً بنفسك أن تتزوج امرأة فاجره ساقطة وما هذه الجريمة إلا صنعة يدك وجريرة نفسك , ولولاك ما كنت مجرمة ولاساقطه فقد دافعتك بيدي وبكل جهدي حتى عييت من أمرك فسقطت بين يديك سقوط الطفل الصغير بين يدي الوحش الكاسر الذي لم يكن أمام نصب عينيه الآ شهوة جامحة يريد أن يطفئها بأي وسيلة كانت حتى وان كان ذلك مستقبل امرأة مسلمة .
سرقت عفتي فأصبحت ذليلة النفس حزينة القلب أستثقل الحياة وأستبطئ الأجل وأي حياة لأمرأة لا تستطيع أن تكون زوجة لرجل ولا أما لولد
سلبتني راحتي لأني أصبحت مضطرة بعد تلك الحادثة إلى الفرار من ذلك القصر الذى كنت متمتعة فيه بعشرة أبى وأمي وسط رغد من العيش إلى منزل مهجور حقير لا يعرفه أحد ولا يطرق بابه أحد لأقضى باقي حياتي المعدمة.
قتلت أبى وأمي فقد علمت أنهما ماتا وما أحسب موتهما الآ حزنا وكمدا لفراقي ويأسا من لقائي .ساءت صحتي وبلغ الهم والغم مبلغهما من جسمي ونفسي فأصبحت في فراش الموت وأحسست أن ذلك أكثر راحة لي مما أنا أعانيه بل أقول إن الله قد استجاب دعائي وأراد أن ينقلني من دار الموت والشقاء إلى دار الحياة والهناء .
فأنت كاذب مخادع ولص قاتل ولا أحسب الله تاركك دون أن يأخذ بحقي منك..........ما كتبت هذا الكتاب لأجدد عهد بك أو أخطب ودًا فأنت أهون علي من ذلك أنني قد أصبحت على باب القبر وفى موقف وداع الحياة بأجمعها خيرها وشرها سعادتها وشقائها
وأنما كتبت إليك لأن لك عندي وديعة وهى فتاتك فإذا الذي ذهب بالرحمة من قلبك أبقى لك منها رحمة الأبوة فأ قبل إليها وخذها إليك حتى لا يدركها من الشقاء ما أدرك أمها من قبلها......
فما أتممت قراءة الكتاب حتى نظرت إليه فرأيت مدامعه تتحدر على خديه فسألته : وماذا تم بعد ذلك قا ل ما أن أتممت قراءة هذا الكتاب حتى أحسست برعشة تنتشر فى جميع أعضائي وخيل إلي أن قلبي سينفطر من صدري حزنا وجزعا فأسرعت إلى منزلها وهو هذا الذي تراني فيه,,, فرأيتها في هذه الغرفه على هذا السرير جثة هامدة لا حراك بها ورأيت فتاتها إلى جانبها تبكى بكاء مرا فصعقت من هول ما رأيت وتمثلت لى جرائمي أمام عيني وحينها عاهدت الله ألآ أبرح هذا المكان حتى أعيش عيشتها وأموت موتتها.
وها أنذا أموت اليوم راضيا مسرورا..........وحينها لم يستطع زميلي هذا أن يكمل حديثه حتى انعقد لسانه وتغير لونه وسقط على فراشه فأسلم الروح وهو يقول : ابنتي يا صديقي وحينها أجهشت بالبكاء المر وسط صرخات طفلة بريئة وقصة صديق لي مأساة بحد ذاتها.
بعدها كتبت إلى أقربائه ومعارفه فحضروا تشييع الجنازة,,,, يعلم الله أنى أكتب قصته ولا أملك نفسي من البكاء والنشيج ولا أنسى ما حييت نداءه لى وهو يودع نسمات الحياة وهو يقول(( ابنتي يا صديقي ))
فيا أقوياء القلوب من الرجال رفقا بضعفاء النفوس من النساء إنكم لا تعلمون حين تخد عو نهن بسلب عفتهن وشرفهن أي قلب تفجعون وأي دم تسفكون
تبين هذه القصة للأخت المسلمة أيا كانت طالبة أو مدرسة أو طبيبة أو ...
أن تأخذ حذرها من تلك الذئاب البشرية التي لالالا هم لها الآمطاردة النساء في الأسواق والطرقات أو عن طريق الهاتف الجوال بمعسول الكلام وبالوعود الكاذبة حتى تكون أسيرة بين يديه وهنايعبث بها ويسرق عفتها وطهرها ثم يتبراء منها ...((فالحذر الحذر ))

الموضوع الأصلى : قصه مؤثره جدا(طويله بس تستاهل) المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : الفرعون الصغير

أم كلثوم · 2011-08-26, 19:21

قصه مؤثره جدا(طويله بس تستاهل)

مشكور على القصة المؤثرة جدا

الموضوع الأصلى : قصه مؤثره جدا(طويله بس تستاهل) المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : أم كلثوم

**الأخت المسلمة** · 2011-08-26, 19:24

قصه مؤثره جدا(طويله بس تستاهل)

قصتك رائعة

يهتز لها القلب والفؤاد

اللهم احفظ نسائنا ورجالنا وابعد الشيطان عنا يا رب العالمين.

الموضوع الأصلى : قصه مؤثره جدا(طويله بس تستاهل) المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : الأخت المسلمة

ريهام · 2011-08-26, 19:30

قصه مؤثره جدا(طويله بس تستاهل)

قصتك كلها عٍبَر لمن يعتبر

و درس كبير مليئة بالمواقف

يارب إن لم نكن أخلصنا في طاعتك فإننا نطمع في رحمتك

يارب اهدينا إلى طريقك المستقيم

يارب أنت مولانا .. فانصرنا على أنفسنا الضعيفة وقوينا عليها

اللهم اجعل قلوبنا طوع عقولنا .. ولاتجعلها طوع شهواتنا

اللهم استر علينا وعلى بناتنا وشبابنا .

اللهم اهدينا جميعاً إلى الحق

اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا

اللهم ياواصل المنقطعين أوصلنا إليك فلا وصل إلا وصلك ولا أمان إلا بك

اللهم أملئ قلوبنا بحبك وحب كتابك الكريم .. وحب رسولك المصطفى صلى الله عليه وسلم

آمين يارب العالمين

الموضوع الأصلى : قصه مؤثره جدا(طويله بس تستاهل) المصدر : منتديات رأفت الجندى الكاتب : ريهام

القاعات العامة

القاعه الأدبية

القصص والروايات