نام الأولاد . إنسحبت بهدوء حتى لا تصحو زوجتي من نومها. وتضربني
بالبوكس في رأسي لأكمل نومي بهدوء حتى الصباح ( فنوم الظالم عبادة )
كما يقول المثل الشعبي . فهي في رشاقة محمد علي كلاي
وقوة تايسون . قمت متسللاً على أطراف أصابعي إلى غرفة المعيشة .
لم أنسى قبل أن أفتح التلفاز أن أقوم بتوصيل سماعات الرأس . فأنا
قررت أن أفهم السياسة . فأنا أكرهها ككرهي للدم . لا أفهمها . نصحني
( محمود أفندي ) بمشاهدة قنوات الأخبار . حتى أفهم معنى كلمة
سياسة . شاهدت وليتني ما فعلت . أطفال تذبح في قانا . جثث تخرج من
تحت الأنقاض . عجائز . رجال . نساء . شاشة التلفاز مخضبة بالدم . لم
أتحمل هول المنظر . هربت من قناة إلى أخرى . نفس الشئ . الجرافات
تدهس المنازل في غزة . نفس الأطفال . تخترق أجسادهم الطلقات .
دانات الدبابات تحولهم إلى أشلاء. وفي العراق . رجال المارينز
الشجعان . يغتصبون الأطفال . يقتلوهم , يحرقون جثثهم الدليل الوحيد
على شجاعتهم . يوجهون أفواه بنادقهم لصدور الشهود على شجاعتهم .
تخرج منها دفعات الرصاص لصدور الأب والأم والأخوات . قررت أن
أشاهد قناة أخرى . فإذا به يظهر مراسلها من الشيشان . يجري يختبئ .
دبابات تدهس مظاهرة للأطفال . يريدون الحرية . العيش الكريم . كوب
ماء وكسرة خبز . ليست مغموسة بالكفر البين . بعدها ظهر مراسلنا في
تيمور الشرقية . الله يعلم ثم أنتم تعلمون بما يحدث هناك . تجولت بين
القنوات كالمجنون تتابعت المشاهد من الهند . أفغانستان . كشمير .
الصومال . جنوب وغرب السودان . أقفلت التلفاز بسرعة . فجسمي كله
يرتعد . النار تشب في جسدي . الخوف على أولادي يسري في أوصالي . دموعي
تنساب جداول . جريت إلى السرير . فالنوم أفضل حل . وملعون أبو السياسة .
فأنا لا أريد أن أفهمها . لكن هيهات . آيادي صغيرة توقذني . وجوه أطفال تبكي
وتضحك في ظلام الغرفة . أنين يتعالى من ركن الحجرة . أتقلب ذات اليمين وذات
اليسار . لا يعرف النوم طريقاً لجفوني . قطرات من الدم تتساقط علي من سقف
الحجرة . رائحتها زكية . لكنها دم . لم أستطع النوم . جلست من رقدتي هذه .
صرخت بأعلى صوتي . ( أريد أن أنااااااااااااااااااااام ) . قامت زوجتي
من نومتها هذه . لم تنبث بربع الكلمة . ضربتني بالبوكس في وجهي .
استلقيت على ظهري من أثر اللكمة . نجوم تتحرك أمام عيني مختلطة
بالأشلاء . حمراء صفراء خضراء ثم سواد دامس . أصوات تتهادى في
أذني . مختلطة بأنين الأطفال . صرخات من بعيد تقول .( فلسطين .
العراااااق ..... أفغانستاااااان ...... السوداااااان ...... الشيشااااان ......
لبناااااان ....... كشمييييير . الصومااااااااال )
وااااا إسلاماااااااااااااااه . واااااااااااا معتصمااااااااااااااه . واااااااااااا
حكاااااااااام ........ (((( واااااااااااااااو ( فتحة ) واااااااااااااااا )))) .
خبر عاجل
وافانا مراسلنا من أرض الله لخلق الله أنه تم التراشق ما بين القوات الإسرائيلية وأحد المواطنين على الشريط الحدودي من جنوب غرب الأراضي المحتلة ويدعى ( حمدي أبو طاقية ) حيث استخدم المواطن حمدي في قصفه للقوات الإسرائيلية الحجارة وعبوات التراب المعبأ في الأكياس الورقية . وقد ردت قوات الإحتلال على هذا القصف ( بالمدفعية الثقيلة ) والطيران ( الأف ستة عشر ) والصواريخ ( الذكية والغبية ) معاً مما أدى إلى قتله وتحوله إلى أشلاء . وقد صرح مصدر مسؤل من الحدود الغربية بأن المواطن ( حمدي أبو طاقية ) يعاني من أضطراب نفسي وسبق له دخول المصحة العقلية للعلاج . هذا وتصر الحكومة الإسرائيلية . على تسليم الأشلاء لها لمحاكمتها أمام المحاكم الإسرائيلية بصفتها ( أشلاء ) لمجرم حرب . وجاري الآن جمع الأشلاء في أكياس بلاستيكية عبوة ( كيلو واحد للكيس ) لتسليمها للحكومة الإسرائيلية وذلك لتوقيع البلدين على إتفاقية تسليم مجرمي الحرب أحادية الجانب بينهما . وعندما سؤل المسؤل: لماذا لا نطالب نحن أيضاً بمجرمي الحرب لديهم ؟ قال المسؤل : منين هنجيب سجون ومحاكم لشعب بأكمله ؟ عموماً أحنا نعمل الــ علينا وبالنسبة لهيم أحنا سايبينهم
لضميرهم ........... نلتقي بحضراتكم بعد الفاصل .
خسارة التعليق