البقية
وهنا وقف ( أضواء بلا شموع ) وقال : حبايبي ... إن الحياة لا معنى لها إلا بلقاء
الأحباب . إن هذا الموقف قد ذكرني بحادثة جميلة جداً . كان هناك بنت صغيرة .
واسمها ( نميرة ) . كانت تنظر من شرفة منزلها في انتظار أبيها . ولكن حدث لها
فجأة دوار . فوقعت من الدور الثالث . تصادف مرور شاحنة كبيرة . صدمتها .
طار جسدها النحيل في الهواء لتصطدم بأسلاك الكهرباء فصعقتها الكهرباء
واشتعلت في جسدها الجميل النار . فوقعت في البئر المجاور للمنزل وتم إنقاذها .
وأطلب منكم لها الدعاء ... مكسينة. وهنا جلس ( أضواء بلا شموع ) والدموع
تترقرق في عينيه . لم أتمالك نفسي . وقفت من شدة تأثري بهذه الحادثة وقلت :
( من يرى مصيبة غيره تهون عليه مصيبته )
كان
هذا هو
شعار أخي
( أضواء بلا شموع )
في قصته الرائعة حيث نجد
الأحداث متعانقة رغم وجود خلافات
على الميراث بين العبارات . والقصة مليئة بالصور
الفتوشوب . وعلى السادة المقيمين خارجها تبادل أرقام الموبايلات .
وفي هذه اللحظة رأيت ( الهريرة ) تخرج صندوقا أسود من كيس كبير معها
وعلى ما يبدو أن هذا الكيس مليء بالصناديق السوداء وذلك عملاً بمبدأ
( صندوق أسود لكل مواطن ) ودفعت بهذا الصندوق إلى أبو عبد الله . مما أحدث
حالة من التوتر . قلق واضح على كل الموجودين . فكل منهم يخشى أن يكون هذا
الصندوق هو الخاص به . وبعدها قامت ووجهت كلامها للموجودين بضحكتها
المشهورة : هههههههههه إياكم أن تقرءوا الظواهر السياسية خطأ . فبرغم
تفكك الإتحاد السوفيتي فهو مازال قادر على تكسير عظام أمريكا والبركة في
المخزن 13 سأفتحه عند اللزوم هههههههههههههههه شكراً وايد
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه .
وظهر فجأة ( مرهان ) من خلف المنصة قائلاً : أخواني يجب ألا ينسينا الاجتماع
أدب الحوار فيجب أن يكون على طريقة ( أبو نبيل الشبعان ) أي : حوار هادئ
وخالي من الكوليسترول والمواد الحافظة . هذا تحذير بعدها الرقاب سوف تطير .
وهنا تكلم أخيراً ( ماشدر ) وقال : أخواني أخواتي . أيها الراقدون تحت المطر .
فعلاً أساتذتي الأجلاء يجب أن نتفاهم بالعقل . نتناقش بالهدوء . نضرب بعض
بحب أيضاً . تمتزج دماء المصابين لتعطر نسيم المصنع بالعطاء .
ووقف أحد رؤساء خطوط الإنتاج ووجه كلامه لـ أبو عبد الله : أستاذي أبو
عبد الله هناك مشكلة كبيرة . حمامات المصنع يوجد بها نقص في ( مبارد الأظافر
وصابون الشاور وخطوط النت ) وهذا يسبب لي عدم استقرار عاطفي في
المصنع .وهنا ترك أبو عبد الله الأوراق التي في يده وابتسم إبتسامة عذبة وقال :
إستقالتك مقبولة . ربنا يوفقك . أرجو ألا تقطع الخطابات . .... هه الذي بعده ؟
ووقف ( العواد الفري ) وقال : سألقي عليكم قصيد أرجو أن تعجبكم ولو أعجبتكم
ستكون النشيد الرسمي ومن الممكن أن ( لفين ) تضع لها اللحن .
مصنعنا يا مصنعنا
يا منورنا يا مدلعنا
أنا كان مالي بس ياربي
بكل الدوشة دهية
كنت زمان من بدري
أطلع على مد .... تي
في الأولاد أضرب وأرزع
أنسى كل هموم الدنيا
وتوجه إلى الحاضرين وقال لهم محيياً : أحبائي دمتم بخير .
وقفت ( نوسي تحب الصباح ) وقالت : عواد .... صورتك دي ؟ ... أقصد كلماتك
دي ؟ . رد عليها العواد مرتبكاً : نعم هذه صورتي . وهذه ليست كلماتي .....
أقصد هذه ليست صورتي . ولكن هذه كلماتي . وكفاكي مشاكسة يا نوسي .
وصفق الحاضرون لهذه الأغنية الجميلة . ونظر ( الأجمن ) إلى ( لفين )
قائلاً : ممكن تلحنيها يا لفين . ولو إنها ستسبب لي مشاكل فنية في الديكور .
ونظرت لفين إلى أبو عبد الله وقالت له بصوت خافت وخجل واضح : ألحنها
يا عمو ؟ .. فهز أبو عبد الله رأسه موافقاً .
ووقفت ( لفراوية ) وعرضت على الحاضرين شعار وقالت : أما أنا فقد قمت
بتصميم شعار ( بالبليزر ) للمصنع لو نظرتم إلى أعلى التصميم ستجدون اللون
الأبيض رمز الصفاء وفي المنتصف اللون الأبيض أيضاً رمز السلام ومن أسفل
وجدت من الأنسب أن يكون لونه أبيض أيضاً رمز نقاء نفوس العاملين
بالمصنع . ولا تتخيلوا مدى جهدي وفني الذي وضعته في هذه الصفحة حتى تكون
بيضاء بهذا الشكل . تعالت صفارات الاستحسان من كل الموجودين بهذا الشعار
الرائع الذي سيكون خير دعاية لهم .
وظهر أخيراً ( نمر عثمان ) يحمل عدد كثير من الـ ( البجامات ) النسائية
والرجالي . وبدأ يقوم بتوزيع بيجامة على كل فرد حاضر في الاجتماع . وسط
دعوات كل الموجودين لأبو عبد الله بطول العمر . وعندما هممت بمد يدي لآخذ
بيجامتي مال على أذني ( نادي نبل ) وقال لي : أحترس أبو عبد الله سيعطي لنا
هذه البيجامات ولو أي فرد حدث منه خطأ فسيبلغ الشرطة بأن هذا الشخص قد
سرق هذه البيجاما من المصنع . ... قلت في نفسي يااااااااخبر أبيض . الله الغني
يا عم نادي . بلاش منها يا سيدي وخلينا نربي العيال أحسن ......
ورفع الاجتماع في ساعته وتاريخه على أن ينعقد في الأسبوع
القادم في نفس الموعد .
خبر عاجل
وافانا مراسلنا من أرض الله لخلق الله بأن العمل توقف في مصنع ( ... ) وذلك لصدور فتوى في المصنع بإهدار دم عاشق النخيل وذلك بسبب قصته الأخيرة وجميع العمال مشغولين بالبحث عنه حاملين أسلحتهم الخفيفة والنصف خفيفة والربع خفيفة ولم يتمكنوا منه حتى الآن . وقد استطاع مراسلنا ( مفيد فوزي ) من إجراء حديث معه في مخبئه من أسفل إحدى الماكينات في المصنع .
أستاذ عاشق أسسسسمحلي أنااااديك بعشوووق . فأنا لست مذيعاً ولا محاوراً بل أنا هطلع روحك ...... هسلخك .
العاشق : ممكن بس بسرعة يا أستاذ مفيد أحسن حد ياخد باله من مكاني .
الاستاذ مفيد : يا عشووووق هل .... هل .... ضميرك مستريح من بعد هذه الفعلة النكراء . الشنعااااء . السوداااء ؟؟؟.
العاشق : ده أنا مبسوط جداً لأن فيه ناس كتير من المصنع عرضوا عليا مبالغ كبيرة علشان مجبش أسمهم في بقية القصة .
الأستاذ مفيد : الراقصة والسياسي .... أنت دخلت الفيلم ده علشان كدة بتقلده ؟
العاشق : يا عم راقصة أيه وسياسة مين ؟ أنت هتوديني في داهية ؟
الأستاذ مفيد بصوت عالي ويشير إلى مكان العاشق : يا أهل المصنع .... هلموا .... أنه هنااااا . بختبئ بفعلته الشنعاااااء .... فعلته الجررررباء . عليكم به .
ليكون عبرة لغيره بفعلته هذه الغير مسؤووولة . ولا مطبووووخة .
أعزائنا المشاهدين نواصل البث المباشر من المصنع من بعد هذا الفاصل القصير .. نلتقي بحضراتكم بعد الفاصل .
مش خسارة الكلام