وصف الدكتور يوسف زيدان التصريحات الأمريكية الخاصة بطريقة تنفيذ عملية قتل أسامة بن لادن قائد تنظيم القاعدة، بأفلام رعاة البقر، وذلك لمخالفتها للواقع.
وأضاف: "المتلقى يجب أن تكون لديه قدرة نقدية فى الأخبار لأن أمريكا كثيراً ما تستخف بعقليات الجمهور، ولابد من مواجهة التدفق المعلوماتى بتفكير نقدى نستطيع من خلاله فرز الجيد من الردىء".
وأضاف خلال صالونه الشهرى بساقية الصاوى الذى عقد مساء أمس، الأربعاء:"أمريكا تشعر بالتخبط الآن ولم تقرر كيفية الإفراج عن المعلومات وتتردد فى نشر صور بن لادن وترفض الكشف عما إذا كانت المخابرات الباكستانية مشتركة فى العملية أم لا، والأغرب من كل هذا هو فكرة دفن جثته فى البحر بعد الصلاة عليه وتكفينه طبقا لتعاليم الشريعة الإسلامية"، مشيرا إلى أن أمريكا لم تعرف كيف تتعامل مع الإسلام حتى الآن بخلاف أوروبا التى لها فترة طويلة من الاستشراق ويعرفون كيف يسير الإيقاع الداخلى للبلدان العربية.
وأكمل زيدان: "الأعجب من بن لادن هو خطاب القذافى مؤخراً، إذ قال فيه إنه يحتفل بمئوية جده الشهيد، ويتسامح فجأة مع الثوار، وفى اليوم الثانى يقتل ابنه وثلاثة من أحفاده، حسب التلفزيون الليبى، ثم قوات التحالف لم تؤكد مقتل نجله سيف العرب ويظهر سيف الإسلام القذافى يضحك فى جنازة أخيه"، وأضاف متعجبا: "ماذا يحدث بالضبط".
وقال زيدان إنه يعتبر القذافى أسوأ حاكم فى العصر الحديث ولا ينافسه فى التاريخ إلا الحاكم بأمر الله فى الدولة الفاطمية ، مشيراً إلى أن الرابط بينهما أنهما استجابا للصوت الداخلى ولم يتم قمع السيطرة على النزوع الفردى الذى يجعله يعتبر نفسه بأنه الأحق بأن يفكر.
وأوضح أن الحكام فى مصر كانت لديهم هذه النظرة أيضاً ولكنى مطمئن على مستقبل مصر، وعلى التحول فى مسار الحاكم، لأن هذه الفترة تشهد تحولاً فى نفسية المصريين، ولذلك يجب أن نرفض من يريد ترشيح نفسه لرئاسة مصر لأنهم مؤهلين ليتبنوا هذه النظرة ولديهم الاستعداد للاستمرار على هذا النهج.
وأضاف "القذافى ليس مجنوناً مثلما يظن الناس ولكنه شخصية معقدة جدا، وحتى عندما قال " من انتم " فى خطابه الشهير، لم يقصد أن يسخر من الثوار ولكنه مندهش ولم يصدق أن الشعب الليبى خرج ليثور ضده".